بقلم : نسيم عبيد عوض
هذا هو الإرهاب بعينة , ما نشرته جريدة المصرى اليوم بأن الأنبا بيشوى حضر الى الكتدرائية المرقسية لمقابلة قداسة البابا بشكل سرى , فى سيارة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية , وهى سيارة سوداء , مزودة بزجاج فامية, وستائر على النوافذ لدواع أمنية " ماألمغزى من نشر هذا الخبر بهذه الإشارات المهينة , هل أساقفة وكهنة مصر محاصرون فى وطنهم , هل الأنبا بيشوى علية قيود فى تحركاته , وهل هناك تهديدات على أمن وسلامة حياته فى مصر.
لا ياسادة لا بد ان يتوقف هذا الرعب والإرهاب , أين حرية الفكر , وحرية التعبير , وقد يكون قداسة الأنبا بيشوى تجاوز القول عفوا أو سهوا أو عدم إختيار الوقت والمكان المناسب للقول , هل علينا ان نهددة فى حياته , ويسوقنا الغوغاء لحياة الإرهاب القادم من العصور الوسطى , ان ثقافة وتحضر مصر التى تقبل الرأى الآخر لا بد ان تنتصر على ظلمة البدو الذين يهددون حياتنا وعقولنا , ألم تروا سماحة شيخ الأزهر مع الشيعة الذين أهانوا المسلمين فى عقائدهم , وقال انه سيقوم بالصلاة معهم فى جوامعهم ويسامحهم .
ولابد للمسئولين فى الكتدرائية من التحقيق مع الذى سرب هذا الخبر للصحافة التى عرفت أن قداسته استخدم سيارة أسقف المنوفية , رغم تعليمات قداسة البابا بعدم التحدث مع رجال الإعلام , وحتى لو كان للأنبا بيشوى أعداء يودون له الإزعاج فلابد أن نوقف هؤلاء , ونحاسبهم , لأننا نزرع الخوف والإرهاب فى نفوس شعبنا , فللأسقف مكانته ووضعة الكهنوتى الذى لا يجب وصفه بهذا الأسلوب المشين , فنحن لا نخاف ولا نرهب من أى قوى الظلم , والأنبا بيشوى لم يهرطق ولم يهاجم الدين الإسلامى ولم يعتدى على معتقداتهم , كما يهاجم شيوخ الأزهر المسيح والمسيحية , هل نسيتم أحاديث الشيخ الشعراو فى تلفزيون مصر عن السيد المسيح وعن تكفير المسيحيين , وتكفير شيوخ الأزهر للمسيحيين , ومطالبة بعضهم بدفع الأقباط الجزية , والإتهام بتحريف الأنجيل تهمة تقال فى كل أحاديثهم , وليس لنا فرصة أو حق للرد , نحن لسنا فى مجتمعات الهجانة الذين يسوقون الشعوب بالسيف والحديد والنار ,لابد من وقفة مع المسئولين فى الكتدرائية , ومع صحفى جريدة المصرى اليوم الناشر للخبر على هذه الصورة المقززة والمثيرة, هذا لو نحن حقيقة نبغى الإصلاح والتهدئة والعيش فى سلام.
ويحضرنى هنا قصة القديس الشهيد سيدهم بيشاى , وهو بالمناسبة يمت لقداسة الأنبا بيشوى بقرابة دم , كان سيدهم بيشاى كاتبا بالديوان العام بمحافظة دمياط فى أيام حكم محمد على باشا((1844م)) , وأمام تقوى الرجل وتدينه ومسيحيته , قام بعض الرعاع بإدعاء ان سيدهم بيشاى سب الدين الإسلامى وهو برئ من تلك الدعوى , وقاموا بالقبض عليه , وقدم للمحاكمة وبشهود زور شهدوا علية أمام القاضى الشرعى فحكم عليه بالدخول فى دين الإسلام أو القتل, فأختار القتل , فجلدوه واهانوه ومزقوا جسمه , وكلنا نعرف قصة هذا القديس من كتاب السنكسار , ومات القديس ودفن , ولكن الشعب أشتكى لمحمد على باشا بالظلم والإفتراء والكذب والمحاكمة غير العادلة التى أودت بحياته , فامر بإعادة التحقيق بدقة , وأتضحت براءة القديس الشهيد وكذب شهود الزور , ومن ثم حكم بإدانة القاضى ومحافظ دمياط ونفاهما عقابا لهم, تذكرت هذا لأنى اعلم ان هناك قرابة دم بين الأنبا بيشوى وقداسة الشهيد سيدهم بيشاى , والذى يحتفظ جسدة بحالته وكأنه حيا حتى يومنا هذا , ويحتفل الأنبا بيشوى بنفسة بتطييب جسد الشهيد كل عام فى مطرانية دمياط .
ولنتذكر جميعا قول داود النبى والملك على الذين يدفعونه لقتل شاول الملك المطارد له عندما تمكن منه " حاشا لى من قبل الرب أن أمد يدى إلى مسيح الرب. " 1صمو26: 11"وكذا قول ميخا النبى " لا تشمتى بى ياعدوتى . إذا سقطت أقوم. إذا جلست فى الظلمة فالرب نور لى." ميخا7: 8" وما حدث سنجد عند حكمة قداسة البابا شنودة الكثير ليعيد الأمور لمجاريها , وليرضى كل الأطراف, وهو نفسه لا يسمح لأحد أن يمس مسيح الرب.
الله لا يرضى بالظلم ولا بالإدانة وتلفيق التهم والشماته بين الناس , لا لإرهاب الفكر والتعبير , ولا لخيانة العهد ورابطة الدم. .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com