سيطرت حالة من السعادة على أسر الـ 20 شابا من أبناء قرية ساقية داقوف بمركز سمالوط بالمنيا، الذين عادوا من ليبيا، الثلاثاء الماضي، بعد اختطافهم على يد الميليشيات المسلحة بمنطقة زلة.
وقال أهالي العائدون إن الفقر وسوء الحالة الاجتماعية للأسر هو سبب ذهاب أبنائهم إلى هناك بشكل غير شرعي، مطالبين الرئيس عبدالفتاح السيسي بتوفير فرص عمل لأبنائهم أو تنفيذ مشروعات تكفي لتشغيل عدد كبير من الشباب في المنيا.
الفزع سيطر على الأهالي
"دوت مصر" التقى عددا من أهالي المصريين العائدين، وقال "نصار" شقيق العائد من ليبيا عمر نصار: "استقبلت خبر اختطاف أخي وأقاربي بحالة من الفزع لأننا لم نكن نعلم من خطفهم، هل داعش أم جماعة غيرها بعد أن أخبرني بعض من أقاربنا هناك وكانوا شهود عيان على الواقعة بتفاصيل الحادث، وبعدها علمنا أن هناك مفاوضات بين القبائل والخاطفين من أجل إطلاق سراحهم، ولكن بعد مرور 10 أيام زاد قلقنا وبدأنا نثير الأزمة في وسائل الإعلام، وتواصلنا مع المخابرات والتي أكدت لنا أنهم مختطفين وقالوا لنا (من خطف أبنائكم عيال صيع وسوف يكونون بخير".
السلاح والذخيرة مطمع المليشيات
وقال "نصار": "علمنا من القبائل الليبية أن التفاوض بين الخاطفين والجيش الليبي كان من أجل الذخيرة والسلاح، فهذا هو كل ما كان يطمع فيه الميليشيات، ولكن عندما فشلوا في تحقيق مطالبهم توسطت بعض القبائل وجعلت المسلحين يتركونهم ثم تسلمتهم السلطات الليبية ومنها إلى المخابرات العسكرية، وبعدها تلقيت اتصالا من شقيقي وأبلغني بأن الجيش الليبي يعاملهم بشكل جيد وفي انتظار ترحيلهم إلى مصر".
وتابع: "ظللنا طوال الأسبوعين الماضيين نعيش في حالة من القلق المستمر، ولكن بعد تدخل الرئيس السيسي، تأكدنا أن الأمور ستكون بخير، وبالفعل كان عند حسن ظننا، ونقدم له كل التحية والتقدير، ونحمد الله أنه أعطانا رئيس مثل السيسي"، محذرا الشباب من السفر إلى ليبيا مرة أخرى.
حلم الثراء يتبخر
من جانبه قال والد أحد العائدين من ليبيا "عصام الدين طه": "سافر ابني جاسر منذ 7 أشهر، وكنت أعيش في حالة من الفزع عندما علمنا بخبر احتجازهم، ولكن المخابرات أخبرتنا بمكانهم، وطمأنونا عليهم، ولكننا كنا نعلم أنهم تعرضوا للعنف والضرب، لأن من اختطفهم جماعات مسلحة".
وأضاف والد "جاسر": "ولادنا راجعين بالملابس اللي عليهم فقط، وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل ظالم، وشكرا للقيادات على وقوفها معنا".
البطالة شبح يطارد الشباب
أما والد "حسن حمدي سليمان" فقال: "البطالة وانتشارها بكافة قرى المنيا هي أبرز ما جعلت الشباب يهربون إلى ليبيا بحثا عن لقمة العيش"، مشيرا إلى أنه نجله حاصل على ليسانس آداب بقسم الإعلام بجامعة المنيا، موضحا أنه سافر حتى يحسن دخله لكي يتزوج.
وناشد "سليمان" الرئيس عبدالفتاح السيسي بتوفير المزيد من فرص العمل للشباب سريعا، حتى يتمكن من هاجروا إلى الدول المختلفة من العودة مرة أخرى والاستقرار في مصر وأمنها، بدلا من العنف الذين يتعرضون له في العديد من الدول.
عبدالحكيم: ليبيا بلدنا الثانية
ولم يختلف رأي "عبدالحكيم طه" والد "أمير" عن الأهالي السابقين، موضحا أن الصدمة كانت كبيرة عندما تلقى خبر اختطاف نجله الذي سافر منذ عام ونصف، موضحا أنه بعد أن تدخلت المخابرات، وأكدت عودتهم قريبا اطمأن الأهالي إلى حد كبير.
وقال: "كانت ليبيا مثل بلدنا الثانية أو محافظة من محافظات مصر، ونسافر اليها عشرات المرات منذ سنوات طويلة، ولكن جاء الوقت للتوقف عن الذهاب إلى هناك حتى تستقر الأوضاع ويكفي الأمان الموجود في مصر".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com