د.ممدوح حليم
حين قامت ثورات الربيع العربي عام 2011 ، كانت المملكة العربية السعودية تمتلك أرصدة قدرها 800 مليار دولار، ولقد هبطت حاليا ً إلى 600 مليار.
ولقد صدرت الميزانية للعام الحالي بعجز قدره 100 مليار ، وهذا يعني أنه إذا سارت الأمور على ما هي عليه، أن تبدأ السعودية في الاستدانة بعد 6 سنوات. ويتوقع الخبراء أن يحدث هذا خلال 10 سنوات على أقصى تقدير.
وتشهد أسعار البترول تراجعا ً حادا ً بعد أن وصل سعره منذ سنوات قليلة إلى أكثر من مائة دولار للبرميل ليصل حاليا ًُ إلى 30 دولار، ويتوقع الخبراء أن تشهد أسعاره مزيدا ً من التراجع، وربما تتوقف بعض البلاد عن إنتاجه لعدم جدواه.
ويرجع انخفاض أسعار البترول إلى زيادة إنتاج الولايات المتحدة منه، حيث تمتلك مخزونا ً كبيرا ً منه، وكذلك لتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي عامة والصيني خاصة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الطلب عليه. فهناك زيادة في المعروض ونقص في الطلب.
ولقد تزايدت نفقات المملكة خارج حدودها نتيجة مغامراتها العسكرية، إذ تقوم عقيدتها العسكرية على اعتبار أن الشيعة هم العدو حيثما وجدوا، ومن ثم تحارب في اليمن وسوريا وربما تبدأ جبهة جديدة مع إيران. وربما تحاول السعودية توريط دول سنية أخرى خاصة مصر في تلك الحروب لاسيما وأنها أعلنت مؤخرا ً عن إنشاء جيش إسلامي لمحاربة الإرهاب.
ويعتقد كثيرون بصورة يقينية أن السعودية وقطر ممولان رئيسان لتنظيم داعش الإرهابي بغرض إسقاط نظام الأسد العلوي / الشيعي في سوريا، رغم أن قادة البلدين كانا يصافحان بشار الأسد ويقبلانه عند لقائه منذ سنوات قليلة، إنها طبيعة بعض العرب ذات الوجهين وذات القدرة على التحولات السريعة.
هل إفلاس السعودية عمل مدبر من الغرب أم لاإرادي؟ لا أحد يستطيع الجزم بذلك. لكن من المؤكد أن ذلك يصب في مصلحة العالم بأسره، وفي مصلحة الحرب على الإرهاب. لقد أنفقت هيئات دينية سعودية رسمية مليارات الدولارات لتصدير الفكر الإرهابي الوهابي المتطرف إلى الغرب وإلى مصر، حيث سافر مصريون كثيرون للعمل هناك ليعودوا بفكر وهابي متطرف بصورة ممنهجة مقصودة من المملكة. كما قامت هيئات رسمية سعودية بإنشاء مراكز وهابية في أوربا يعتقد أنها البؤر الإرهابية الأولى لشرارة الإرهاب الذي تعاني منه أوربا حاليا ً.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com