اعتبر مستشار للحكومة اللبنانية أمام مؤتمر ديني خاص بمسيحيي الشرق الأوسط يقام حاليا في الفاتيكان أن نزوح المسيحيين من الشرق الأوسط يضر بالثقافة والهوية العربية وأن التشدد ليس صفة إسلامية بل تنسحب على جماعات تنتمي لأديان أخرى.
جاء ذلك في خطاب ألقاه محمد السماك مستشار رئيس الوزراء اللبناني أمس الخميس في مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الشرق الأوسط الذي افتتح في الفاتيكان في الحادي عشر من الشهر الحالي ويستمر لمدة أسبوعين.
وشدد السماك -الذي يشغل منصب الأمين العام للجنة الحوار المسيحي الإسلامي في لبنان- على أن هجرة المسيحيين من الشرق الأوسط يساهم في إفقار الهوية العربية وثقافتها وأصالتها، منبها إلى أن الحفاظ على "الوجود المسيحي في الشرق الأوسط ضرورة إسلامية بقدر ما هو ضرورة مسيحية، وواجب إسلامي بقدر ما هو واجب مسيحي".
وذكر السماك بدور المسيحيين الفلسطينيين في خط المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي ومقاومته، محذرا من أن تراجع عدد المسيحيين في الشرق الأوسط يشكل مصدر قلق للمسلمين جميعا.
حماية الأقليات
كما طالب آية الله مصطفى محاجج داماد أحمد عبادي -وهو مسلم شيعي يعمل أستاذا في القانون- في كلمته أمام مجمع الاساقفة بضرورة حماية الأقليات باعتبارها إحدى ركائز استقرار العالم القائم على "استقرار عيش الجماعات والمجتمعات الصغيرة والكبيرة".
وأضاف عبادي أنه من الصعوبة بمكان تحقيق هذا الاستقرار دون أن يعيش الجميع بأمان دون خوف أو تهديد، داعيا جميع الأطراف المعنية لتأمين الظروف المناسبة لتحقيق ذلك.
واتفق السماك وعبادي في كلمتيهما على أن التشدد "ليس صفة إسلامية فقط بل ظاهرة ترتبط بأديان أخرى"، مستشهدين ببروز التشدد في إسرائيل وداخل حركات مسيحية وصهيونية في الولايات المتحدة.
الاحتلال الإسرائيلي
يشار إلى أن ورقة العمل التي يناقشها المؤتمر اتهمت الاحتلال الإسرائيلي بخلق المصاعب للحياة اليومية للمسيحيين الفلسطينيين بما فيها الحياة الدينية وقدرتهم على الوصول إلى أماكن العبادات التي تخضع لإذن مسبق من قبل سلطات الاحتلال العسكرية.
وفي هذا السياق، حمل الكاردينال الأميركي جون فولي السياسات الإسرائيلية المسؤولية في استمرار الصراع في المنطقة والذي يعتبر "السبب الأساسي في ظهور الجماعات الإسلامية المتشددة".
من جهة أخرى، أشار عدد من الأساقفة المشاركين في المؤتمر إلى أن بروز "التطرف الإسلامي" يشكل سببا رئيسيا لهجرة المسيحيين من الشرق الأوسط ومنهم بطريرك الكنيسة القبطية الكاثوليكية في مدينة الإسكندرية بمصر أنطونيوس نجيب.
وقد أنحى أنطونيوس -في كلمة ألقاها في اليوم الأول من افتتاح المؤتمر- باللائمة على "الإسلام السياسي، ومحاولة فرض أسلوب الحياة الإسلامية على الآخرين باستعمال العنف أحيانا" باعتباره عاملا أساسيا في هجرة المسيحيين من الشرق الأوسط.
واتخذ الحاخام ديفد روزين -رئيس شؤون الحوار بين الأديان في اللجنة اليهودية الأميركية- مسارا مماثلا في كلمته التي قال فيها إن "المشكلة ليست في الاحتلال الذي يعتبر نتيجة للصراع، بل في تقبل العرب لوجود غير العرب بينهم".
ويناقش المؤتمر -الذي يستمر حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري- السبل الكفيلة بحماية الأقليات في الشرق الأوسط وتشجيع الوئام والتعايش مع الأديان الأخرى.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com