نعيم يوسف
أعطت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للكاتدرائية، أول أمس، لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد المجيد، طابعا محترما عن ثقافة الإختلاف التي يتحلى بها الرجل، بالإضافة إلى كلمته عن هذه الثقافة، والدعوة للتحلي بها، وسط دعوات سلفية متشددة تكفر من يفعل ذلك.
للمرة الثانية يفعلها الرئيس، في مقابل عشرات المرات في السنوات السابقة التي كان يتم تكفير الأقباط فيها، وخاصة في الأعياد وكأنه تحول من مناسبة للفرح، إلى موسما للتكفير، دونما أي قليل من حياء في هذه المناسبات وكل ذلك تحت شعار أنه لا موائمة ولا مواربة في الدين، وكأنهم احتكروا الدين واتخذوه حقا حصريا يتصرفون فيه كما يشاؤون.
للمرة الثانية يحضر الرئيس في مواجهة دعاوى التطرف والتكفير بينما يغيب رجال الدين، هم غائبون عن تجديد الخطاب الديني الذي دعا إليه السيسي، وغائبون عن دعم ثقافة الإختلاف التي يفعها ويدعوا لها الرئيس، هم ضعفاء غير قادرين على مواجهة هذه الأفكار، إما تواطئا أو جهلا وكلاهما أسوأ من الآخر.
ثقافة الإختلاف التى دعا إليها الرئيس هي ثقافة الحياة، في مواجهة ثقافة التحريم والتكفير والموت والتطرف التي ينشرها المتطرفون، نحن با سيادة الرئيس نتقبل ونقبل ونمارس ونعيش ونحيا هذه الثقافة، فعليك بهم ونحن معك.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com