سامي فؤاد
لم يتخيل أحد أن تلك الأيام ذات الطقس البارد والممطرة أحياناً ستكون بكل هذه السخونة ليس في طقسها ولكن في أحداثها فقد تطور الأمر سريعاً من دعوات للنزول ضد تجاوزات الأمن إلي دعوات للرحيل وإسقاط النظام .. وكانت كلما زادت محاولات النظام في الحفاظ علي تواجده زادت الأصوات المطالبة بالرحيل .
ليبقي يوم 25 يناير حلم مازال يعيش فيه الحالمين والكابوس المزعج للرافضين ، وهناك من رآه بأكثر من صورة بل هناك من كنت تراه معه والآن لا تعرف أين هو ؟ ،، ومن كان ضده والآن لا يتحدث إلا بلغة يناير وبلغة ثوار يناير لدرجة تحسبه شهيد من شهدائها أتي يدافع عنها وعن أهدافها رغم انك سمعته وهو يسب في ثورة يناير وثوارها ومن معها ، ونحن علي أعتاب الذكري السادسة لثورة يناير دعنا نحاول أن نراها بعيون غير عيوننا ويبقي حق الرد مكفول لمن رأينا بعينه إن أصبنا الحقيقة فهذا من البداية مقصدنا وهمنا ، وإن أخطأنا أو جانبنا الصواب في شيء فعذرنا أننا نري بعيون غير عيوننا ،
ولنبدأ الرؤية بــــــــ النظام:- الذي كان الخروج لأجل إسقاطه والذي تصور الكثير منا أنه يتمثل في الرئيس وبعض وزرائه وتناسينا أنه نظام عتيق طال عمره في الحكم وتغير اسمه مرة أو مرات ولكن لم يتغير مضمونه بل أكتسب الثبات بالسنين والشكل العائلي والقبلي بتزاوج المصالح أولاً ثم الجسدي والمصاهرة للتقارب في كل شيء وعلي الأقل الطبقات الاجتماعية التي نشأت من بعض يوليو 52 والطبقات الرأسمالية بعد الانفتاح الساداتي ،كما أنه عنقودي يبدأ بموظف صغير في إدارة من الإدارات المحلية تعلم كيف يستفيد من التقارب من الحزب الحاكم إلي أن تصل لرأس السلطة وثورة يناير في عيون هؤلاء هي ظهور هذا الدين الجديد الذي يساوي العبيد بسادتهم و هي الفتنة والمؤامرة التي أرادها لنا الغرب الحاقد ولم ولن يروا في مرة واحدة أنهم هم من صنعوا الفتنة وأنهم وهم السادة ليست لهم السيادة والزعامة إلا في الأطماع والنهب الشرطة :- المصري بطبيعة الحال يحترم السلطة ولدية حساسية موروثة من كل ما يتعلق بها تجعله احترام يميل إلي الكراهية أكثر منه للحب وقد يكون ذلك لما مر به من حكم العثمانيين والمماليك وهذا المشهد المتكرر حتى في الأعمال الدرامية لهؤلاء المساكين الذين ربطوا بحبل واحد ويتم اقتيادهم للسخرة ،
كل هذه المشاعر تفجرت بحوادث توالت وزادت في الأيام التي سبقت الثورة خالد سعيد وعماد الكبير وغيرهم وإن تعلل الأمن بأن هذا مدمن بانجو وهذا بلطجي يبقي دائماً للإنسان في دولة القانون حق لا يهدر وخاصة علي يد المنوط بهم الحفاظ علي القانون هؤلاء لو رأينا الثورة بعيونهم سنراها بسبب فئة من عملاء وخونة الداخل الذين يعملوا ضد النظام وطبعاً سيكون النظام في عيونا التي هي عيونهم النظام الحاكم والأمن أيضاً في البداية هو أمن هذا النظام والمواليين له ولن نذكر أننا بتضييقنا الخناق علي كل نشاط سياسي مهدنا لهذا الانفجار وعندما حولنا شعارنا من الشرطة في خدمة الشعب إلي الشعب والشرطة في خدمة الوطن وشعر المواطن أن المقصود بالوطن هؤلاء فقط أصحاب الوطن .
التيارات الدينية :- وستبقي في عيونهم أنها المصادفة ونهاية الصبر والحلم الذي تحول إلي كابوس فهم لم يعادوا النظام يوماً ما بل لم يغضبوا لفساده لأنهم رأوا أن فساد النظام سيحولهم للملاذ والملجأ البديل للناس وقد ساعد ذلك استخدام النظام لبعضهم في إحداث توازنه السياسي ولكي تقوم تلك التيارات بدور النظام في مواجهة اليسار والمعارضة ، ويبقي اللغز إلي أي مدي كانت علاقتهم بنظام مبارك وما بعد مبارك وهو ما لمح له عمنا الأستاذ الكبير جلال عامر في توقيت نزولهم وانسحابهم مع نزول الجيش .
قادة المرحلة الانتقالية :- والتي كانت تبدو أكثر وكأنها مرحلة انتقامية بين صراع دستور النعم واللا مروراً بكل الأحداث الغير المفهومة والغير مبررة لو رأينا الثورة بعيونهم سنري أن هذه الثورة نريدها ولا نحبها وسنطبق المثل الشعبي ما يأتي بالسخرة \" إجباري \" افعله بجودة \" فنحن نري أنه فعلاً يجب التغيير لعض هؤلاء الذين يعبثوا في الوطن ويلتفوا حول الوريث ولكن في نفس الوقت نضيق ذرعاً بهؤلاء الثائرين أصحاب المطالب .
الشهداء وجرحي الثوري والحالمين بالتغيير :- بعيون الشهداء والجرحى ستري تلك الأصوات المختلطة \" ثورة أونطة راحت حياتنا وثورة أونطة عايزين عيونا!!!!! فإن كان يحق للجميع أن يري الثورة كما يود فأقل ما يقال أنه من حق من ماتوا من اجل فكرة وحلم أو فقدوا عيونهم ألايُسمعهم أعوان النظام البائد من إعلاميين ومشاهير اتهامات العمالة والخيانة لأن أبسط ما ينطبق علي هؤلاء \" ماتوا من يستحقوا الحياة من أجل من لا يستحقوا حتى التنفس بهواء هذا الوطن .
الشعب : - ليري كلا منا الثورة كما يريد أن يراها ولكني أراها حلم التغيير والكبت الذي ولد الانفجار وأتمنى أن تكون ذكري الثورة دافع لثورة علي نفوسنا أولاً لنبحث ونحارب ما بها من فساد ، وأن نكون نحن بداية التغيير الذي نحلم به للوطن أن نتعلم من دروس الماضي فقد يكون حلم نبيل عشنا فيه ولكن لم يفسره الجميع بنفس نبله .
النظام الحالي :- ينتابني شعور كبير انه مثلنا يسعي للتغير ولكن أخشي عليه من بعض المنتمين له أكثرمن أعداءه فليس أخطر من هؤلاء المضللين المصفقين دائماً ، وتبقي همسه في أذنه ليس بالأمن وحده تأمن الأوطان بل بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية . تحية لكل شهداء يناير ولكل شهداء الوطن من جنودنا البواسل تحية لكل مصري يحلم بالتغيير وقرر أن يبدأ التغيير بنفسه وبالمحيطين به ، تحية لشعب يهمس بكل آلامه وأحلامه في أذن النظام وتحية للنظام إن سمع واستجاب
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com