اندهشت وصدمت عندما قرأت على بوابة الأهرام عنواناً يقول «الجهادى حبارة يتحدث للمحكمة..»!!، «حبارة» المجرم الخائن الذى قتل جنودنا فى سيناء بغدر وخسة ووحشية ويتبجح بل ويتفاخر بذلك حتى وهو فى القفص، وحاول الهروب من عربة ترحيلات السجن ليستكمل تاريخه النضالى القذر، وللأسف كاد ينجح، هذا «الحبارة» تطلق عليه «الأهرام» لفظ وصفة الجهادى!،
كم من الجرائم ترتكب باسمك وتحت مظلتك أيها الديسك الصحفى، سيكون الرد «اتسربعنا.. كنا مستعجلين.. ارتباك العمل الصحفى والأخبار الكثيرة».. إلى آخر هذه الحجج الواهية، للأسف الكثير ممن يعملون فى الصحافة من الخلايا النائمة المستقر فى وجدانهم بأن «حبارة» وأمثاله يمارسون الجهاد!!، هذا الجهاد السيكوباتى الإجرامى المختلط بالذبح والتمثيل بالجثث الذى يعكس نفوساً معقدة تنتمى إلى فصيلة الضباع التى لا تقتات إلا على الجيف ولا تستلذ إلا بطعمها، يختلط هذا المعنى بمعانٍ أخرى للتحرر والاستقلال لا تستدعى كل هذه الوحشية، وليس «حبارة» هو المتفرد بهذا التشبيه، فقد سمحنا بوصف الجهادى لمن ألقى بأخيه الفلسطينى المعارض لسياسته من أعلى سطح المنزل واقتحم عليه المسجد وفجره هو والقبة والمئذنة!!،
سمحنا بهذا الوصف لمن قطع رأس طفلة إسرائيلية، ولا تقل لى هذه إسرائيلية، قل لى هذه طفلة قبل أن تصفها بالإسرائيلية، ولا تقل لى أيضاً «شوف بيعملوا فى أطفالنا إيه؟؟»، فإجرام الآخر لا بد ألا يقودك إلى أن تفقد إنسانيتك وتصبح مثله، قاوم، ولكن قطع رأس طفلة ليس بجهاد، إنه تلذذ سيكوباتى مرضى بالإجرام!!، أيضاً فى تراثنا لا ينبغى أن نسمى قطع رأس بنى آدم ثم حرقه ووضع قدر للطبخ على النار المشتعلة من شعر رأسه جهاداً!!، أو يذهب رجل عجوز ليغرز سيفاً فى بطن امرأة كانت ترضع طفلها ويخرجه من ظهرها لأنها قالت شعراً هجائياً ضد الدعوة، ينبغى أن نجلس ونتفق على معنى كلمة الجهاد أو فلنلغها من القاموس ونستبدلها بكلمة أخرى تتناسب مع مفاهيم العصر الحديث،
يعنى باختصار يا نعدل مفهومنا يا نعدل الكلمة نفسها، ما يحدث تحت اسم ولافتة الجهاد شىء مشين، يأتى عابر سبيل مغسول الدماغ مزيف الوعى ليفجر نفسه فى آمنين ويقال عنه مجاهد!، تذهب شلة عصابة لتدخل بطائرة فى مركز تجارى بنيويورك ثم نتداول وصف هذه الفاجعة بأنها غزوة جهادية ضد الأمريكان الصليبيين!!، أحياناً تقتلنا وتخدعنا الألفاظ والصفات والعبارات، نعيش فى ظلها وكنفها سنين وسنين ونظن أننا فى الدفء والأمان والصدق، نظن أننا نستظل بالحقيقة وهى ليست إلا سراباً، ضبط الألفاظ والمصطلحات كان مطلباً قديماً ظل د. زكى نجيب محمود طيلة حياته يحارب فى سبيله بلا جدوى، فهل آن الأوان أم أننا سنظل نجاهد فى المربع الخطأ؟!
نقلا عن الوطن
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com