ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الأقباط فى عصر عبد الناصر من المواطنة إلى التمييز

| 2010-10-10 00:00:00

تمر هذه الأيام الذكرى الأربعين لرحيل الزعيم جمال عبد الناصر ثانى رئيس لمصر بعد ثورة يوليو 1952. وهو يعد علامة فارقة فى تاريخ مصر والعالم العربى. وكل الذين يعشقون عبد الناصر يرجعون ذلك لاهتمامه بالفقراء وتحقيقه للعدالة الاجتماعية، الأمر الذى جعل الشعب المصرى يضحى بالديموقراطية والحرية فى سبيل ضمان لقمة العيش، وبهذا أصبح عبد الناصر محققا لصورة المستبد العادل، تلك الصورة التى يفضلها الكثيرون فى العالم العربى، ويظنون أنها الأسلوب الأمثل فى حكم الشعوب العربية. لكنه الأسلوب الذى يرفضه الليبراليون وكل من يفضلون الحرية عن الخبز. وفى ذكرى رحيل عبد الناصر نبحث عن واقع الأقباط فى عهده. فهناك من يقول باختصار إن عصر عبد الناصر انتقل فيه الأقباط من إلى المواطنة إلى التمييز وأكبر دليلا على ذلك أنه قبل الثورة تجد رئيس وزراء قبطى هو بطرس باشا غالى، وتجد أعضاء برلمان منتخبون، وبعده أصبح من رابع المستحيلات أن نجد قبطى يحتل مثل هذا المنصب.

وفى كتابها المتميز "الأقباط فى الحياة السياسية"، تقول الدكتورة سميرة بحر :"إنه فى أواخر عام 1961 قام النظام بالدعاية الصاخبة للاشتراكية وتطويعها لتعاليم القرآن، وقام رجال الدين المسيحى بتفسير العلاقة بين الاشتراكية والمسيحية، وقد تمت هذه التفسيرات على الرغم من أن التأميمات التى قامت بها الحكومة قد قضت على عدد كبير من الأعمال والصناعات التى كانت للأقباط سيطرة فيها، ففى قطاع النقل شركات الأتوبيس داخل القاهرة وبين الأقاليم كانت خسارة الأقباط خمسة وسبعين بالمائة. حيث أممت شركات إخوان مقار والأسيوطى وأبو رجيلة وحكيم مرجان، كذلك أممت مصانع وبنوك عديدة ونزعت قوانين الإصلاح الزراعى ملكية آلاف الأفدنة من عائلات قبطية مثل عائلات دوس وأندراوس وويصا وخياط . وكان لارتكاز الرئيس عبد الناصر على الخطاب الدينى وحشو خطبه بالآيات القرآنية أثر كبير فى ازدياد المد الدينى، فهو لم يرجع القرارات التأميمة لماركس، بل أعلن أن الرسول محمد هو أبو أول اشتراكية ومسيارة للنزاعة الدينية، بدا الاعتراض على الوظائف العليا التى كان الأقباط يشغلون تسعون فى المائة منها، وأصبح عامل الدين يأخذ فى الاعتبار عند التعيين فى الوظائف المدنية حتى لا تطغى الأقلية على الأغلبية، وبناء على ذلك أصبح هناك وظائف ومواقع لا يقترب منها الأقباط، ومثال على ذلك كانت نسبة الأساتذة فى كلية الطب من الأقباط  تصل إلى أربعين فى المائة تدهورت حتى وصلت إلى أربعة فى المائة، وإلى جانب ذلك جعل عبد الناصر الدين مادة أساسية فى مختلف مراحل التعليم، وجعل الجامع الأزهر جامعة وادى إلغاء عبد الناصر للأحزاب إلى اختفاء حزب الوفد، فانتهى بذلك دور الأقباط فى الحياة النيابية وتبنى عبد الناصر سياسة التعيين، وفى مجال الوزراء أصبح للأقباط عدد محدود من وزرات التكنوقراط أى الموظفين بعيدا عن الوزرات ذات السيادة".

وقال قداسة البابا شنودة فى حوار مع الأستاذ عادل حمودة نشر بمجلة روز اليوسف 28 أكتوبر عام 1996 :"إنه فى عهد عبد الناصر كانت ظروف الأقباط صعبة وحوادث حرق الكنائس لم يكن يعلن عنها".

على الجانب الآخر يرى البعض أن الرئيس عبد الناصر قدم إيجابيات استفاد منها الأقباط مثل تبرعه لبناء الكاتدرائية الكبرى بالعباسية، كذلك كان صديقا للبابا كيرلس السادس، وأن العدالة الاجتماعية قد استفاد منها جميع المصريين، كذلك فإن ضربة عبد الناصر للإخوان المسلمين ووضعهم فى المعتقلات هدأت من نشرهم لحالات التعصب فى المجتمع المصرى

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com