ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

أربع مرات فقط هو حصاد المصريين من جائزة نوبل خلال مائة عام

ميرفت عياد | 2010-10-10 00:00:00

كتبت: ميرفت عياد- خاص الأقباط متحدون 
تُنسب جائزة "نوبل" التى تُعلن فى شهر أكتوبر من كل عام، إلى العالم السويدي الكبير "ألفريد برنارد نوبل" أشهر علماء الكيمياء الذى اخترع مادة الديناميت التى منها تم صناعة قنابل الحروب والدمار التى أودى بحياة الملايين عبر العالم منذ اختراعها. وعندما أدرك "نوبل" حجم الدمار الذى ينتظر العالم باختراعه لهذه المادة، حزن حزنا شديدًا، وقرَّر قبل رحيله بعام أن يترك وصيته التى طالب فيها بأن تُمنح جوائز سنوية لكل إنسان عمل من أجل خير البشرية فى عدة مجالات هم الفيزياء، والكيمياء، والطب، والأدب، والإقتصاد، والسلام. وبالفعل تم تخصيص تسعة ملايين من الدولارات من ريع مؤسسة "نوبل" منذ عام 1901 لتحقيق هذا الهدف. وبعد مرور أكثر من قرن من الزمان على هذه الجائزة، لم يستطع الحصول عليها من المصريين غير أربعة، هم الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" مناصفة مع رئيس الوزراء "مناحم بيجن"، و"نجيب محفوظ"، والعالم الدكتور "أحمد زويل"، والدكتور "محمد البرادعي". 

"السادات".. وجائزة نوبل فى السلام
وتقديرًا لجهود الرئيس "السادات" مع رئيس وزراء "إسرائيل" "مناحم بيجين" فى عقد معاهدة السلام مع "إسرائيل"، والتى جنَّبت "مصر" والمنطقة ويلات الحرب، حصل كل منهما مناصفة على جائزة "نوبل" للسلام عام 1978م.

ويُعد "أنور السادات" ثالث رئيس جمهورية لـ"مصر" في الفترة من 1970 وحتى 1981، وقد شهدت قرية "ميت أبو الكوم" بمحافظة "المنوفية" سنة 1918 أحداث ميلاده، وقد تولَّى رئاسة الجمهورية عام 1970 بعد وفاة الرئيس "عبد الناصر"، وبذكاءه استطاع أن يقوم مع القوات المسلحة بخطة الخداع الاستراتيجي، وقام بتوجيه ضربته فى أكتوبر 1973 إلى العدو الإسرائيلي.. وبالفعل نجحت قواتنا المصرية في عبور القناة وهدم خط بارليف.  ومن منطلق القوة، قام بالتوقيع على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية. ونتيجة للاضرابات الشعبية الرافضة للصلح مع "إسرائيل"، قامت الحكومة بحملة اعتقالات واسعة شملت المنظمات الإسلامية، ومسئولي الكنيسة القبطية،  والكتاب، والصحفيين، والمفكرين. وفى الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر فى 6 أكتوبر1981، قام "خالد الاسلامبولي" التابع لمنظمة الجهاد الإسلامي، والتي كانت تعارض بشدة اتفاقية السلام مع "إسرائيل" باغتيال الرئيس "السادات" أثناء مشاهدته للعرض العسكري.

"نجيب محفوظ".. وجائزة "نوبل" فى الآداب
يتفرد أدب الأديب الكبير "نجيب محفوظ" بدخوله إلى عمق المجتمع المصري بشوارعه وحواريه، بحاناته ومقاهيه، ولعل هذا ما جعل الأديب الكبير "نجيب محفوظ" يفور بجائزة "نوبل" فى الآداب، ولعل تلك الروح المصرية الأصيلة جاءت من حى "الجمالية" الشعبى فى قلب القاهرة القديمة الذى ولد فيه عام 1911. واستمر "نجيب" يتقدَّم فى مراحل التعليم إلى أن حصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة، وبدأ الأديب "نجيب محفوظ" طريق نجاحه فى عالم الآدب بنشر روايته الأولى "عبث الأقدار" التي تقدِّم مفهومه عن الواقعية التاريخية. ثم تلاها نشر "كفاح طيبة" و"رادوبيس"، وهم ثلاثية تاريخية في زمن الفراعنة.

ونادى الإبداع الواقعي هذا الأديب الكبير بدءًا من عام 1945، وهذا ما نراه فى رواية "القاهرة الجديدة"، و"زقاق المدق"، و"خان الخليلي"، و"بداية ونهاية"، و"ثلاثية القاهرة"، إلا أنه لم يكتف بهذا، فقرّر أن يكتب فى الإتجاه الرمزي مثل رواياته "الشحاذ"، و"أولاد حارتنا" التي سببت ردود فعلٍ قوية وكانت سببًا في التحريض على محاولة اغتياله.

ولأن الأدب هو مرآة الشعوب، فتُعد أعمال الكاتب الكبير "نجيب محفوظ" بمثابة مرآة للحياة الإجتماعية والسياسية في "مصر" خلال العديد من المراحل الزمنية المختلفة، لذلك استطاع الأديب الكبير "نجيب محفوظ" أن يقتنص العديد من الجوائز والأوسمة منها: جائزة الدولة التشجيعية في الرواية عام 1959،  ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولي، وقلادة النيل العظمي، وجائزه كفافيس.. وتُوِّجت هذه الجوائز بحصولة على جائزة نوبل فى الآداب.\

واستمر الأديب الكبير "نجيب محفوظ"  فى عطائه إلى أن رحل عن عالمنا فى 30 أغسطس 2006 عن عمر يناهز 95 عامًا.

العالم  "زويل".. وجائزة "نوبل" فى الكيمياء
استطاع العالم المصري الدكتور "أحمد زويل" ابتكار نظام تصوير سريع للغاية يعمل باستخدام الليزر له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض، حيث أن الوحدة الزمنية التي تُلتقط فيها الصورة هي الفيمتو ثانية وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية. وقد ساعد هذا الاكتشاف على التعرف علي الكثير من الأمراض بسرعة.

وبهذا الاكتشاف العلمى الكبير، استطاع العالم المصري "أحمد زويل" أن يحصل على جائزة "نوبل" فى الكيمياء عام 1999.

شهدت مدينة "دمنهور" عام 1946 أحداث مولد  العالم "أحمد زويل"، وتدرَّج فى مراحل التعليم إلى أن حصل على بكالوريوس قسم الكيمياء عام 1967 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف. واستمرارًا لمسلسل نبوغه، سافر إلى "الولايات المتحدة الأمريكية" حيث حصل علي الدكتوراة سنة 1974، وقد كُرِّم العالم "زويل" فى العديد من المحافل الدولية منها منحة جائزة "بنجامين فرانكلين" في عام 1998.

د. "البرادعي".. وجائزة "نوبل" فى السلام
يؤمن د. "محمد البرادعي" بالاستخدامات السلمية للطاقة النووية؛ لذلك قام بشحذ جميع جهوده من أجل الوصول إلي عالم خالي من أسلحة الدمار الشامل، ومن أجل هذا الهدف النبيل حصل فى عام 2005 على جائزة "نوبل" للسلام تقديرًا لانجازاته، وهو بهذا يُعد أول مصري يفوز بجائزة نوبل للسلام منذ الرئيس الراحل "أنور السادات" في عام 1978.

شهدت "القاهرة" مولد د. "محمد البرادعي" فى 17 يونيو عام 1942، وهو نجل المرحوم الأستاذ "مصطفى البرادعي" نقيب المحامين الأسبق. حصل د. "البرادعي" على ليسانس الحقوق عام 1962، ثم توالت دراساته وأبحاثه حتى حصل على الدكتوراة فى القانون الدولي فى كلية الحقوق جامعة "نيويورك" عام 1974، وتنقل فى العديد من الوظائف من أشهرها رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقد قرَّر مؤخرًا خوض الانتخابات الرئاسية القادمة كمستقل، وقد استقبله جمع حاشد من المواطنين، والتف حوله العديد من الشخصيات العامة ونشطاء حقوق الانسان، مؤيدين ترشيحه للرئاسة.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com