مينا ملاك عازر
إعلان السعودية عن تحالف إسلامي ليحارب الإرهاب حق لها وحق لمن اشترك فيه، لكن أن تعلن اشتراك دول لا علم لها بالاشتراك في الحلف هو أمر مسيء للسياسة السعودية، ومستغرب مني شخصياً، هل هي سياسة الأمر الواقع تلك السياسة التي تنتهجها الدول الكبرى؟ هل أمريكا تساند هذا التحالف؟ إذن لماذا لا تشترك فيه تركيا وباكستان؟ وهما أكثر دولتان لهما علاقة بالولايات المتحدة، فعدم اشتراك لبنان مفهوم، فوجود حزب الله على أرضها والتي تحاربه السعودية في اليمن وترفضه في سوريا وتعاديه ممثلاً في إيران ذاتها الغير منضمة للتحالف لأمر منطقي.
لكن يبقى لنا سؤال، لماذا لم تشترك تركيا وباكستان؟ أو لماذا يؤخران الإعلان عن اشتراكهما خاصةً وأن تركيا تشترك في التحالف الدولي لضرب داعش، فإن كانت تتحالف لضرب داعش وهي التي لها علاقات بها فمن باب أولى أن تشترك مع التحالف الإسلامي، اللهم إلا إذا كانت ترفض وضع يدها في يد دولة أو دول من بين الدول المشتركة في التحالف، وطبعاً هنا وضعنا يدنا على خيط هام وهو أن تركيا ذات العلاقات المتميزة مع داعش والتي تتحالف دولياً لضربه وذات العلاقات المتميزة مع السعودية التي تدعم الإرهاب التي نظمت في نفس الوقت حلف إسلامي لضربه، ترفض التحالف مع الحلف الإسلامي لأن مصر به بدليل اشتراكها في الحلف الدولي الذي لا تشترك فيه مصر، وهذا ترسيخ لمبدأ العداوة التي تنتهجها الدولة والحكومة التركية حيال مصر ونظامها.
يتبقى لنا باكستان، لماذا لم تشترك باكستان وهي ذات العلاقات المتميزة مع السعودية؟ هذا أمر مهم لأبعد الحدود فباكستان يقع على أرضها تنظيم القاعدة الباكستاني وتنظيم طالبان الباكستاني ويحاربها جيشها، وهناك مدن في باكستان حيث التماس في الحدود مع أفغانستان تقف باكستان عاجزة عن مد سيطرتها للآن عليها، إذن باكستان تكتفي في تورطها في حرب ضاروس ضد الإرهاب على أرضها والإرهاب المجاور لها في أفغانستان التي هي الأخرى لم تشترك في الحلف.
الدول التي لم تشترك في التحالف الإسلامي كثيرة ولو أفردنا مساحة لتحليل كل دولة منها لن يكفينا مساحات واسعة كما أن منها من لا يستحق تحليل موقفه، فاخترنا المهم ونختار الإشارة العرضية والسريعة إلى أن سلطنة عمان تبقى على انتهاجها المنهج الوسطي والحيادي، لكن السؤال المهم، لماذا تشترك مصر وضد من؟ هذا ما سنلتقي معه في المقال القادم بإذن الله إن عشنا وكان لنا نشر
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com