لا أقرأ الغيب ولا أضرب الودع ولا أفتح الكوتشينة.. لكنى أراهن أن الخواجة ترامب سيكتسح ترشيحات الحزب الجمهورى فى انتخابات الرئاسة ومؤهلاته لسانه الطويل.. ولا تنس أنها عادة أمريكا ولن تشتريها.. وهى التى انتخبت بوش الجاهل وريجان المغرور.. وكل ما تراه الآن من إدانات لتصريحات ترامب مجرد تهدئة خواطر.. والدليل أن استطلاعات الرأى لصالحه.. هو حصان كسبان وكل تصريحاته مدروسة بدقة بغرض اجتذاب أصوات اليهود الموزعين حتى الآن بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى.. وسوف يتفقون فى النهاية على مرشح واحد يحتشدون خلفه.. وهذا مصدر قوتهم فى كل انتخابات أمريكية.!
وأكبر دليل على خيبتنا القوية.. أن تعداد العرب الأمريكان الذين لهم حق الانتخاب 6 ملايين نسمة.. فى حين أن تعداد اليهود هناك لا يزيد على 4 ملايين.. ومع هذا يعملون ألف حساب لأصوات اليهود.. فيخطبون ودهم ويقدمون التنازلات ويوفرون التسهيلات.. ثم يقومون بالحج إلى إسرائيل للحصول على البركة والمساندة.. على اعتبار أن أصواتهم مهمة فى ترجيح كفة المرشح لاحتلال البيت الأبيض وحكم أمريكا ذات الأربعمائة مليون.. والتحكم بالتالى فى مصائر 6 مليارات نسمة.. هم مجموع شعوب الأرض من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب طبقاً لقواعد النظام العالمى الجديد.. التى تعطى لأمريكا مفاتيح التحكم والقيادة..!
وهل سمعت يوماً عن مرشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية يبدأ جولاته الانتخابية بزيارة دولة عربية أو حتى إسلامية للحصول على الدعم والمساندة؟ هم يفضلون زيارة إسرائيل، والسبب أن اليهود الأمريكان يتكتلون معاً فى لوبى موحد متماسك يعطى صوته كله للمرشح المفضل.. فى حين أن الجالية العربية متشرذمة منقسمة على نفسها.. ومعظمها لا يقبل على المشاركة فى لعبة الانتخابات لاختيار رئيس أمريكا وأعضاء الكونجرس فوق البيعة.. الذين يقفون مثل العقلة فى زور الرئيس المنتخب..!
وهل عرفت الآن أسباب الحرص الأمريكانى على الاستفادة من اللوبى اليهودى الذى هو ناصح بامتياز وأول شروطه أن يعلن المرشح الرئاسى بوضوح انحيازه التام لإسرائيل دون قيد أو شرط.. وأن تكون أولوياته السياسية مصلحة إسرائيل.. وأن يضع بلادنا على حافة الخطر..!
قدرنا وخيبتنا أن قادة أمريكا من الديمقراطيين أو الجمهوريين يتعاملون معنا بعنصرية ومن طرف مناخيرهم.. مع أننا نطبطب عليهم ونتعامل معهم بالأدب الزائد.
وفى تقديرى أننا منذ وضعنا فى أيديهم 99 فى المائة من أوراق القضية.. وجلسنا نتسول المعونة والإحسان.. فإن السلوك الأمريكانى تغير معنا.. وفى الماضى كانوا يتظاهرون بالتعامل معنا معاملة الند والصديق.. لكنه الآن يتعامل معنا بفجاجة وقلة ذوق.. لا يختلف الجمهورى عن الديمقراطى.. جورج بوش أو باراك أوباما.. لا فارق بين أحمد والحاج أحمد.. الاثنان متفقان على التعامل من طرف مناخيرهم.. على اعتبار أننا دول تابعة ولسنا على قوائم الأصدقاء أبداً.!
ووالله العظيم.. إننى أتمنى نجاح الملياردير دونالد ترامب فى الانتخابات وحتى توضع الأمور فى سياقها الحقيقى.. وحتى يظهر لنا وجه أمريكا العنصرى.. ويكتشف العالم ما خفى من سياسات أمريكا التى تظهر عداءها للمسلمين وغداً تظهره للصينيين ثم الهنود وهكذا.. لأن ترامب الأحمق لن يلعبها سياسة ودبلوماسية، وإنما سيرفع شعار المواجهة العنيفة ضد الآخر.
إن الحلال بيّن.. والحرام بيّن.. ولا يمكن ولا يصح ولا يجوز أن تقوم علاقات الود والصداقة والسلام والتعايش والتعاون المشترك بين القاتل والقتيل.. بين الجانى والمجنى عليه.. بين المحسن الكريم وبين المتسول.. لأنها علاقات تركيع وإذلال وفرض للسيطرة وإحكام للنفود وتأكيد للقوة.. وإقرار للأوضاع على ما هى عليه من أجل فرض المزيد من النفوذ والاحتلال الاقتصادى.
وزمان.. كانت أمريكا منحازة لإسرائيل.. لكنها كانت حريصة على مغازلة العرب وعدم إغضابهم بفضل الدبلوماسية الناعمة.. والآن تغير الوضع وساسة أمريكا يتبنون سياسة القبضة الحديدية والعصا لمن عصى..!
لا يوجد شعب فى التاريخ يتسول غذاءه ومعونته من شعب آخر.. ثم يطلب معاملته معاملة الند.. ولهذا جاءت تصريحات دونالد ترامب فى توقيتها وفى سياقها الحقيقى.. عسى أن نغضب.. فنتوقف عن استلام المعونة لنبدأ مشوار الاعتماد على الذات..!
نقلا عن المصري اليوم
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com