ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

متى يتصالح المسلمون مع العالم؟ (4)

خالد منتصر | 2015-12-12 10:55:00

• الاندماج الضرورى لا يعنى تخلى المسلمين عن قيمهم الروحية أو عن أفضل قيمهم الاجتماعية أو عن تاريخهم؛ بل فقط تخليهم عن تقاليدهم المتناقضة مع قيم الإعلان العالمى لحقوق الإنسان والاتفاقات الأممية الأخرى المتفرعة عنها مثل اتفاقية منع التمييز ضد المرأة، واتفاقية حقوق الطفل، وحماية الأقليات.

• كثيراً ما يثير الإسلاميون الاعتراض التالى: أنتم تريدون استئصالنا من جذورنا! نعم، أعى ضرورة ارتباط الناس بجذورهم التاريخية، لكننى أقترح على المسلمين أن يرتبطوا بجذورهم رمزياً مثل الاحتفال بأعيادهم وممارسة قيمهم الروحية. وبالمقابل أقترح عليهم الارتباط العضوى بالحضارة الحديثة، أى بمؤسساتها الديمقراطية وقيمها الإنسانية وعلومها التى لا مستقبل للمسلمين خارجها، وخاصة ضدها.. فى الواقع لا توجد إلى اليوم إلا حضارة واحدة عالمية لكن توجد ثقافات عدة لا تستطيع أن تكون مقبولة إلا إذا كيفت تقاليدها أحياناً مع قيم حقوق الإنسان.

• فقه الولاء والبراء، أى الولاء حصراً للمؤمنين، والبراء الكامل من الكفار [المشركين، اليهود والنصارى]. هذا الفقه هو الذى ساهم فى تشكيل الثقافة الدينية لمسلمى أوروبا خاصة من الجيل الأول لأنهم درسوه فى بلدانهم من الابتدائى إلى العالى. وهو اليوم الفقه الذى تنشره وسائل الإعلام السمعية البصرية، وهى لها جمهور كبير بين مسلمى أوروبا. وتنشره مواقع الإنترنت الإسلامية المفكر التونسى الراحل العفيف الأخضر كان همه الأكبر وشاغله الأساسى منذ أن سافر إلى باريس واستقر فيها هو البحث فى أسباب صعوبة اندماج الكثير من المسلمين فى المجتمعات الأوروبية بشكل عام وفى المجتمع الفرنسى بشكل خاص، وكانت له رؤية ووجهة نظر أظن أنها صحيحة إلى حد كبير وهى أن أبناء تونس بالذات هم أفضل جاليات شمال أفريقيا التى نجحت فى الاندماج فى فرنسا نظراً لخلفيتها العلمانية البورقيبية المنفتحة المستنيرة، فى حوار شهير نُشر على موقع «إيلاف» منذ تسع سنوات تقريباً تحت عنوان «الاندماج فى المجتمعات الأوروبية» شخّص العفيف الأخضر البدايات الجنينية لهذا الخصام الإسلامى الأوروبى الذى تحول بعدها إلى أعمال إرهابية لم يرصدها «العفيف»، الذى رحل عن دنيانا وهو يائس من الإصلاح لدرجة أنه حاول الانتحار قبل وفاته!، الحوار طويل ولكنى سأقتبس بعض الفقرات المهمة التى تصلح أن تكون مانيفستو التصالح الإسلامى مع العالم، يقول «الأخضر» فى حواره:

والجهادية، وقد قال الشيخ المجاهد د.أيمن الظواهرى فى كتابه «فرسان تحت راية النبى» إن نشر شعار الولاء والبراء بين جماهير الأمة هو الهدف المركزى للقاعدة وليس تحرير فلسطين «رغم أنها عزيزة علينا». ولكن «إفهام جماهير الأمة الولاء والبراء يتطلب وقتاً طويلاً وعدونا لن يترك هذا الوقت، لذلك علينا أن نستخدم الجهاد فى فلسطين كوسيلة لإفهام الأمة الولاء والبراء»، أى أن اليهود والنصارى هم أعداؤنا ويجب أن نعاملهم كأعداء بالجهاد ضدهم لإدخالهم فى الإسلام أو القضاء عليهم.

• الولاء والبراء يقسم البشرية إلى «مؤمنين» و«كفار»، العلاقة الوحيدة بينهما هى الكراهية والجهاد أى الحرب؛ ويقسم العالم إلى «دار الإسلام» و«دار الحرب». دار الحرب منذ الحروب الصليبية هى أوروبا. وعلاقة دار الإسلام معها هى كراهيتها والجهاد ضدها. والبراء التام من ديانات أهلها «الكفار» وعاداتهم فى الملبس والمأكل ومؤسساتهم وعلومهم وقيمهم.. واعتبار من يقلد الكفار من المسلمين مرتداً يجب قتاله وقتله. فقه الولاء والبراء يحرم الإقامة فى دار الحرب لأكثر من ثلاثة أيام إلا إذا كانت إقامته اضطرارية للتجارة أو للعلاج أو للتعليم «فى الفروع العلمية النافعة التى لا توجد إلا فى بلدان الكفار». لكن رخصة الإقامة فى بلدان الكفر مشروطة بتمسك المسلم بدينه والاعتزاز به وكراهية الكفار. يدرس التلميذ السعودى: «إذا أقمت فى دار الكفر للتطبب، أو التعلم أو التجارة، فأقم بينهم وأنت تضمر العداوة لهم». والإسلاميون اللاجئون فى أوروبا يحملون فتاوى تسمح لهم بالإقامة فى دار الحرب للضرورة، بشرط إلحاق الأذى بها.. صعوبة اندماج المسلمين فى المجتمعات غير المسلمة سببه الفقه الانطوائى وثقافة الكراهية التى رضعوها فى التعليم والإعلام فى بلدانهم.
نقلا عن الوطن

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com