ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة في جلسة قمة أفريقية على هامش مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ الذي انطلقت أعماله بباريس أمس الإثنين وتستمر لمدة ١٢ يوما.
ودعا "السيسي" المجتمع الدولي وخاصة الدول المتقدمة والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية والقطاع الخاص العالمى بتقديم الدعم الكامل لهذه المبادرة من ناحية التمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات البشرية والمؤسسية.
وأشار إلى أن هذه هي المبادرة الوحيدة التي تربط بشكل مباشر بين زيادة معدلات التنمية في القارة من جانب، والمساهمة في الجهود الدولية للتصدى لتغير المناخ من جانب آخر.
وجاءت نص كلمه الرئيس كالتالي:
فخامة الرئيس فرانسوا هولاند، رئيس الجمهورية الفرنسية
أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات
أود بداية أن أتوجّه بالشكر إلى فخامة الرئيس الفرنسي على دعوته الكريمة لحضور تلك القمة المهمة التي نتناول خلالها عددًا من القضايا الحيوية المتعلقة بجهودنا المشتركة لمواجهة التغيرات المناخية. كما نعرب مجددًا عن أملنا في أن يحقق مؤتمر تغير المناخ أهدافه المنشودة، بما يتناسب مع حجم التحديات التي تواجهنا جمعيًا دون استثناء.
ويُسعدنى أن أتناول بإيجاز ما تبذله القارة الأفريقية من جهود حثيثة من أجل تعزيز استخدامات الطاقة المتجددة في دول القارة، بما يتسق مع التحركات الدولية لمواجهة تحديات تغير المناخ، ومع خططنا لتحقيق التنمية المستدامة؛ فمنذ تشرفى بتولى رئاسة لجنة القادة الأفارقة حول تغير المناخ في العام الماضى، حرصتُ على دفع الجهود الأفريقية المبذولة لتطوير وبلورة مبادرة شاملة حول الطاقة المتجددة في أفريقيا.
وفي هذا الصدد، قمنا في مصر خلال الفترة الماضية بتنظيم عدد من الفعاليات المهمة في هذا الصدد، بمشاركة مفوضية الاتحاد الأفريقي ومجموعة المفوضين الأفارقة، وبالتعاون مع شركائنا الدوليين والإقليميين مثل البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والوكالة الدولية للطاقة المتجددة وبنك التنمية الأفريقى.
وقد ساهمت تلك الفعاليات في وضع إطار شامل للمبادرة بحيث تعكس حجم وقوة التحديات التي تعانيها الدول الأفريقية جراء التغيرات المناخية، لا سيما أن أفريقيا هي الأكثر تأثرًا بتلك التغيرات رغم كونها الأقل إسهامًا في الانبعاثات الضارة بالبيئة.
ولقد حرصنا أن تتضمن المبادرة الآليات اللازمة للنهوض الفعلي بالقدرات التصنيعية والتكنولوجية في مجال الطاقة المتجددة في أفريقيا، وذلك من خلال الدعم اللازم من شركائنا من الدول المتقدمة والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة والقطاع الخاص العالمى، فضلًا عن إيلاء المبادرة الأهمية اللازمة لحصول الدول الأكثر احتياجًا في قارتنا على الطاقة.
كما راعينا أن توفر المبادرة خيارات عديدة وجاذبة للدول المتقدمة والقطاع الخاص العالمى للاستثمار في تطوير وتنمية الطاقة المتجددة بدول القارة، فضلًا عن ضمانها للتنسيق مع باقى المبادرات الدولية الأخرى المُقدَمة في هذا المجال، من أجل تحقيق التكامل في جهودنا الدولية وتجنب الازدواجية والتضارب.
ونؤكد حرصنا على ألا تكون تلك المبادرة مجرد إعلان سياسي، وإنما إطار شامل ومستدام يتضمن آليات فعالة تتمتع بدعم دولى وإقليمى لتحقيق التنمية المستدامة في كافة الدول الأفريقية دون استثناء، وبما يتيح إطلاق الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها هذه الدول لإنتاج الطاقة المتجددة، وتشجعيها على تبنى سياسات اقتصادية صديقة للبيئة، وبما يعود بالنفع على المجتمع الدولى في إطار سعيه لتحقيق هدف عدم زيادة درجة حرارة الأرض عن درجتين مئويتين.
ولقد ارتأيت إحاطتكم بالأهداف الأساسية للمبادرة، والتي نعمل على صياغة كافة تفاصيلها في المستقبل القريب، لكى أبرز حرص الدول الأفريقية على لعب دور بناء ومؤثر في التحركات الدولية الرامية للتصدى لتحديات تغير المناخ.
وكما ذكرت في بيانى أمس أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، فإننى أطالب المجتمع الدولى، وخاصة الدول المتقدمة والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية والقطاع الخاص العالمى، بتقديم الدعم الكامل لهذه المبادرة من حيث التمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات البشرية والمؤسسية، علمًا بأنها المبادرة الوحيدة التي تربط بشكل مباشر بين زيادة معدلات التنمية في القارة من جانب، والمساهمة في الجهود الدولية للتصدى لتغير المناخ من جانب آخر.
كما أدعو فخامة الرئيسى الفرنسى إلى أن يُسهم معنا في حشد الدعم الدولى اللازم للمبادرة لضمان تحقيق أهدافها المنشودة، خاصة في ظل الدور الدولى الرائد الذي تلعبه فرنسا في هذا المجال.
ولن يفوتنى أن أطالب شركاءنا الدوليين بتقديم كافة أشكال الدعم اللازم للمبادرة الأفريقية الأخرى التي نُعدها لتعزيز جهود القارة في التكيف مع تغير المناخ، حيث نعتبرها حجرَ زاويةٍ في التعاون الدولى في هذا المجال الحيوى، ومكملة لمبادرتنا حول الطاقة المتجددة في أفريقيا. وأتطلع إلى الاستماع لملاحظاتكم بشأن المبادرتين المطروحتين.
أعرب مجددًا عن تقديرى لفخامة الرئيس "هولاند" لعقد هذا اللقاء الهام، وأؤكد أن مصر ستواصل دورها البناء من أجل التوصل خلال المؤتمر إلى اتفاق دولى طموح ومستدام ومتوازن للتصدى للتحديات المناخية التي نواجهها جميعًا.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com