بقلم: مينا ملاك عازر
كتب الأستاذ "محمد علي إبراهيم"- رئيس تحرير الجمهورية- من حوالي ما يقرب من عام، مقالاً رائعًا بعنوان "رئيس سويدي للبلاد" هاجم فيه البرادعي، وأخذ يكيل له الاتهامات.. وكان على رأس هذه الاتهامات إنه مجنّس بالجنسية السويدية، وهي سُبَّة في جبين "البرادعي"، وكل ده كان ليه؟ كان عشان الراجل تطاول وفكر إنه يرشَّح نفسه لرئاسة "مصر"! "مصر" أم الدنيا لا يمكن أن يحكمها رئيس سويدي، دعك من إنه طلع اتهام فشنك، وكلام رئيس التحرير طلع على فشوش، كما إدّعى المدافعون عن "البرادعي"، لكن كان لرئيس التحرير بعد نظر حين رفض أن يتولى أمرنا سويدي.
ليه بقى؟ لإن الأيام عرفتنا إن "السويد" هي إللي أخذت مننا وزراء، فقد أصدرت السيدة الوزيرة "عائشة عبد الهادي"- وزيرة القوى العاملة بـ"السويد"- تصريح يفرح، وقالت: إننا ما عندناش بطالة. طبعًا هي بتتكلم على "السويد"، فمش معقول إنها تكون بتتكلم عن "مصر"؛ لإن كلنا عارفين إن في "مصر" بطالة، والحمد لله الناس راضية بكده. وعرفوا إن ده بيصب في مصلحة أصحاب المقاهي، وأصحاب المهن البلطجية واللصوصية.
لكن وزيرتنا الهمامة، سلتت أيدها من "مصر"، وراحت حلت مشكلة البطالة في "السويد"، إحنا بقى بنطلب منها تهتم حبتين بـ"مصر"، وتطبَّق بها ما طبقته في "السويد". وأنا متأكد أن فكرة تطبيق الملايات وغطيان المخدات والهدوم إللي طبقتها في "السويد" لما تتطبق في "مصر" ساعتها "مصر" حاتبقى زيها زي "السويد".
وأنا من هنا، ومن فوق هذا المنبر الحر، أحيي شعب "السويد" المتواضع الذي قبل بوزيرة صاحبة الجنسية المصرية لتتولى أموره، وتحل مشكلاته والحمد لله. وإحنا رفضنا مرشَّح مجرد مرشح للرئاسة سويدي، أما هم فقبلوا وزيرة مصرية. وإحنا لما رفضنا الراجل السويدي كان راجل واخد جائزة نوبل، والسويديين قبلوا بوزيرة واخدة جائزة في تقبيل الأيادي، شفتم بقى إن السويديين بيقدروا المواهب، وما عندهمشي مشكلة إنهم يستفيدوا من أي إنسان مهما كانت جنسيته.
وبذلك تكون "مصر" حققت انتصارًا جديدًا في مجال الانتصارات الدولية والعالمية التي حققتها "مصر"، تمثَّل في أن توصل مسئولة بحكومتها لمسئولية وزارة في دولة متقدمة كـ"السويد"، وكمان أمدت الوزيرة دي بكل آليات التوفيق في تحقيق نجاح كبير كالذي حققته الوزيرة "عائشة" بقضائها المبرم على البطالة في "السويد". عقبالنا ما تهتم وزيرتنا الهمامة بمصرنا الغالية صاحبة الفضل عليها فيما وصلت إليه، وتحل عندنا مشكلة البطالة إللي بتخلي الشباب يغرقوا في البحار، وينتحروا ويسرقوا، ويبلطجوا، ولا أقول لك يا سيادة الوزيرة أنا عارف إن مرتبك المصري إللي بتأخديه من "مصر" لا يُقارن بمرتبك السويدي إللي بتاخديه من "السويد"، مما يجعلها مش مستاهلة إنك تتعبي في "مصر"، فالحل الأفضل إنك تاخدي شبابنا المصري وتسفريه "السويد"، وتشغليه إن شالله خدامين على الأقل، خدامين في "السويد" أحسن من خدامين في "الكويت"، مش كده ولا إيه يا معالي وزيرة القوى العاملة السويدية؟!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com