اقترح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الجمعة 27 نوفمبر/تشرين الثاني أن ينضم الجيش السوري النظامي إلى المعركة المشتركة ضد تنظيم "داعش".
وقال في تصريح لإذاعة "إر تي إل": "أمامنا خياران فيما يخص الإجراءات (لمحاربة داعش): إما الغارات الجوية، أو الاعتماد على القوات البرية، لكن لا يمكن أن تكون تلك القوات تابعة لنا، بل يجب أن تكون للجيش السوري الحر وقوات عربية سنية ولماذا لا تكون قوات النظام وقوات كردية أيضا".
لكنه شدد على أنه لا مكان للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل شعبه.
ومن اللافت أن تصريحات فابيوس التي تعد الأولى من نوعها لمسؤول يمثل الحكومة الفرنسية، تأتي بعد محادثات القمة الروسية-الفرنسية في موسكو مساء الخميس، والتي ركزت على محاربة الإرهاب والتنسيق في هذا المجال بعد تفجير طائرة الركاب الروسية فوق سيناء يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول، وهجمات باريس الدموية يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.
وسبق لباريس أن رفضت فكرة مشاركة النظام الحالي وخصيصا رئيسه باشر الأسد بأي شكل من الأشكال في مستقبل سوريا، بما في ذلك مكافحة الإرهاب. وكان مكتب الرئيس الفرنسي قد نفى ما تحدث عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي عن اقتراح تلقاه من نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند حول التنسيق العسكري مع الجيش السوري الحكومي في محاربة الإرهاب في سوريا.
فابيوس: سقوط الرقة هدفنا الأول
ووصف فابيوس فكرة إرسال قوات فرنسية إلى سوريا، بأنها هدامة، مشددا في الوقت نفسه على "التصميم الفرنسي المطلق" على تدمير تنظيم "الدولة الإسلامية".
وشدد الوزير على ضرورة أن تلحق سوريا والعراق الهزيمة بتنظيم "داعش" مع التوصل إلى حل سياسي.
وأضاف: "إن سقوط الرقة عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية المعلنة تعد الهدف العسكري الرئيسي لنا".
وكشف فابيوس أن الرئيس الروسي طلب من نظيره الفرنسي خلال اللقاء في موسكو تقديم خريطة تبين مواقع "قوات المعارضة السورية التي تحارب "داعش" لكي يتجنب سلاح الجو الروسي استهداف تلك المواقع خلال غاراته في سوريا.
كما تطرقت المحادثات بين الرئيسين الروسي والفرنسي إلى موضوع إسقاط قاذفة "سو-24" الروسية من قبل سلاح الجو التركي.
وفي تصريحات لإذاعة "إر تي إل" أبدى فابيوس موقفا حذرا من تصريحات موسكو التي اتهمت أنقرة بالتقاعس في قطع قنوات تهريب النفط من المناطق الخاضعة لـ"داعش" في سوريا إلى أراضيها. وقال: "شاحنات تقل كميات من النفط تنطلق من العديد من المناطق التي يسيطر عليها "داعش"، وتتوجه تلك الشاحنات، كما اكتشفنا، في مختلف الاتجاهات، بما في ذلك تركيا. لكن الحكومة التركية تقول إنها ليست على علم بذلك".
كما ادعى وزير الخارجية الفرنسي أن جزء من النفط المنتج في الأراضي الخاضعة لـ"داعش" يتم بيعه لحكومة الأسد، قائلا: "لدينا ما يدفعنا إلى الاشتباه".
وذكر فابيوس أن الرئيسين بحثا أيضا مسألة رفع العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا، مضيفا أن الجانب الفرنسي شدد على ضرورة تطبيق اتفاقات مينسك الخاصة بالتسوية في أوكرانا أولا. وأوضح أن الهدف الرئيسي يكمن في الوقت الراهن في إجراء الانتخابات في أوكرانيا في مارس/آذار المقبل.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com