عرض/ سامية عياد
كان القديس بولس الرسول نموذجا فى اراحة الناس و ربح النفوس للإيمان ، كان يربح الكل فى تعامله معهم و ينزل الى مستوى كل منهم ليرفعهم الى المستوى المطلوب .. فكيف نتبع منهج ربح النفوس؟
المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث يدعو الكل الى اتباع منهج اراحة الناس و فهم نفسية كل أحد و طبعه ، والتمشى معه بما يوافق نفسيته و طبعه ، فالشخص الحساس من أقل شىء لابد أن تكون حريصا معه فى الكلام و الشخص الدقيق تعامل معه بدقة .. وهكذا ، لابد من معرفة ظروف كل شخص و احتياجاته ، رابح النفوس متواضعا لا يتكبر يعامل الكل بلطف و أدب و لياقة أيا كان مركزهم ، رابح النفوس لا يتكلم مع أحد إلا إذا كان مستعدا لسماعه ، و ينتهز الوقت المناسب للكلام حتى يجد أذنان للسمع .
رابح النفوس متى تكلم يحرص على عدم الاكثار فى الكلام فالأمر الذى يحتاج الى كلمة لا نقول فيه جملة أو محاضرة حتى لا يسأم السامع و يتضايق "لتكن كلماتك قليلة" ، "كثرة الكلام لا تخلو من معصية" هكذا قال سليمان الحكيم ، أيضا كثرة المجادلات تخسر النفوس "افعلوا كل شىء بلا دمدمة ولا مجادلة" ، هناك من يجادل لكى يثبت أن له فكرا و رأيا و هدفه أن ينتصر على غيره فى المناقشة و هو ما يعطى صورة غير لائقة ، لذلك أن رأيت فى من يناقشك إنه يريد أن يدخل فى جدل عقيم حاول أن تنهى المناقشة بطريقة ما ، و احرص فى كلامك الابتعاد عن دور المحقق الذى يوجه المزيد من الاسئلة لمن يسمعه .
رابح النفوس لا يتدخل فى شئون الناس الخاصة ، و لا يبحث عن أسرار الناس فكل شخص له خصوصياته فلا تسأله عنها ، حتى لا يشعر أنك غير مريح فى أسئلتك ، رابح النفوس لا يكن كثير الانتهار و التوبيخ و العقوبة ، رابح النفوس يبعد عن النكد والخصومة ، رابح النفوس لا يفرض رأيه و إذا حاول شرحه وظل مرفوضا فيترك غيره على حريته .
فلنصلى لكى يمنحنا الله عطية اراحة النفوس و أن يكون لنا علاقة محبة مع الجميع..
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com