بقلم : عـادل عطيـة
لماذا كره رؤساء اليهود : "الصليب" ، حتى أنهم نادوا في جميع اليهودية وأورشليم : " كل من كنس داره أو عنده تراب ، فلا يلقيه إلا على مقبرة يسوع الناصري " ، فغمروا الجلجثة والقبر بتل من التراب ، وصنعوا على مدى سنوات طويلة مزبلة هائلة .. مع أنه من المفترض أن الصليب قد خلّصهم من ذلك الذي أرّق عقولهم ، وهز مكانتهم وعروشهم ؟!
ولماذا يكره المسلمون : "الصليب" ، حتى أنهم لا يطيقون رؤيته ، وأن رأوه تعالت صيحاتهم القاتمة مجددين كراهية يطول أمدها .. مع أن الصليب لم يستخدمه أتباع المصلوب سيفاً ليعمل في نحورهم ؟!..
في قضيتنا هذه ،
الأسئلة تنبع من الأسئلة ..
وتفيض .
لقد قيل أن كثرة العجائب التي كانت تظهر من قبر المخلص من اقامة الموتى وابراء المقعدين ، كانت سبباً في غضب رؤساء اليهود !
ألم تلفت هذه الاعاجيب انتباههم ؛ فيعرفون أن الصليب هو الجزء الأعظم من عطية الحياة ؟!.
ولماذا يحرمون اناساً بؤساء من نعمة النبض ، والبراء ؟!
وهنا نجد أنفسنا وجهاً لوجه مع تطابق في التصرفات عجيب بين رؤساء اليهود ، وشيوخ المسلمين : فالشيوخ ينادون بالنضال المقدس ضد الصليب بعدم السماح ببناء الكنائس ، وان سمحت السلطات ، فلتكن بغير منارات حتى لا تعلوها العلامة المُضطهدة ، وما أكثر الغوغائيين الذين تشربوا من هذه التعاليم ، حتى أنهم ينزعون الصلبان من على شواهد القبور ، ونجد الاستاذ الجامعي ، والموظف الحكومي ، وحتى اصحاب المخابز ، كل هؤلاء وغيرهم عندما يبصرون صليباً في يد مسيحي وحول عنق مسيحية ، فانهم يضيّقون عليهم كل سبيل ، ان لم يأتوا لهم بالفؤوس والعصي والموت.. وهل ننسى شهيد الخبز ؟!.
وهم في كل ذلك ، لا يتساءلون بينهم وبين أنفسهم : ماذا في هذا الرسم ، وما الشيء الذي يختبيء وراء تقاطعاته ؛ حتى يقاوموه ، وحتى أنهم يفضلون علامة : "العصا التي يلتف حولها ثعبان" ، أو "الأفعى والكأس"،على "الصليب الأحمر"، كعلامة طبية .. مع أن الصليب الأحمر ، يرمز لمنظمة دولية تسعى إلى الحفاظ على قدر من الإنسانية من خضم الحروب ، وويلاتها ، وضحاياها ؟!.
بل ولماذا يحرمون اخوانهم واخواتهم في الإسلام من الذهاب الى الكنائس ؛ ليتخلصوا من الشياطين التي فيهم ، وكلنا يعلم الضغوط الإسلامية على جناب الأب مكاري يونان ، الذي منحه الرب موهبة اخراج الشياطين ؛ ليتوقف عن مساعدة هؤلاء الذين أذلهم عدوالخير، بصلواته ، وبقوة علامة الصليب ؟!..
أن الشيطان يكره الصليب الذي جرده من رتبته واصبح تحت الأقدام .
وأن أبناء أبليس لا يريدون الصليب ؛ لأن الشيطان الذي بداخلهم : يرفضه ، ويخشاه كمهزوم يائس
ولكن الصليب سيبقى كارزاً بالكفارة ولو كره الكارهون !..
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com