نشرت صحيفة ''هآرتس'' الإسرائيلية تحليلا لخطاب الرئيس الإيراني احمدي نجاد الذي ألقاه في الأمم المتحدة يوم الخميس، وأوضحت أن نجاد تبنى في خطابه نظرية ''المؤامرة'' التي تقول أن الولايات المتحدة دبرت هجمات الحادي عشر من سبتمبر؛ وهو ما دعا إلى انسحاب وفد الولايات المتحدة من المؤتمر.
ووصفت الصحيفة - في مقالة كتبها ''كارلو استرنجر''رئيس برنامج الدراسات العليا لقسم علم النفس بجامعة تل أبيب - انسحاب الوفد الأمريكي من المؤتمر بالسبيل الوحيد المناسب للتعامل مع رجل يعتقد حول نظريات ''المؤامرة'' لحادثة الحادي عشر من سبتمبر.
وأضاف كارلو ساخراً''ينبغي أن نكون ممتنين لتقديمه لنا أفكار يمكنها أن تساعد العالم في إظهار الجاني الحقيقي لهذه الهجمات''، متابعاً '' نجاد يشبه كثيراً جوبلز وستالين وماو – الزعماء الشيوعيين - ولذلك علينا أدراك أن أفكاره ناتجة عن فكر متعصب''.
وتطرق الكاتب في مقالته إلى مسألة إسلام الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقال ''إن ما يقرب من خُمس الأمريكيين يعتقدون أن أوباما مسلم،وأكثر من 40% من الجمهوريين يعتقدون انه ليس مولود في أمريكا، ولكن لا توجد أي أدلة تثبت أنه ليس أمريكي المولد وأنه ليس مسلم، لأن الوثائق أصبحت مع الجميع ،وأصبحت تتجه كلها إلى إظهار الباطل.
وأضاف أن الكاتبة والمؤرخة الأمريكية سوزان جاكوبي أظهرت بالتفصيل مدى الجهل الأمريكي، وأوضحت أن أقل من ثُلث الأمريكيين يمكنهم إيجاد العراق على الخريطة بينما 70% لا يستطيعون وذلك إيمانا منهم بأنه لا يوجد فائدة من معرفة معلومات حول هذه البلد لأنها لا تمثل أهمية بالنسبة لهم''.
وأشار إلى أن علم النفس الوجودي اظهر أن البشر بحاجة إلى أفعال حقيقية تعطى لحياتهم معنى ،خاصة وأنهم في استعداد للتضحية بحياتهم من أجل الدفاع عن كرامتهم ،ولذلك لكل شخص نظرية خاصة به يرى من خلالها العالم ويحلل من خلالها الأحداث ،وليس بغريب أن نجد احمدي نجاد يتهم أمريكا بأنها وراء هجمات الثلاثاء الأسود؛ فثلث المكسيكيين يعتقدون في نظرية المؤامرة، بينما 43% من العرب يعتقدون أن إسرائيل وراء الهجمات، وهذا الاعتقاد السائد عند العرب بشكل خاص ناتج عن اعتقادهم أن إسرائيل لا تريد السلام في ظل فشل مبادرات السلام العربية لحل القضية، وأن غالبية الفلسطينيين يؤيدون الحل القائم على دولتين بحسب ما أظهرته استطلاعات الرأي.
وتساءل الكاتب''ماذا يمكن أن يفعل العالم الحر لمواجهة العقل؟، ربما يكون لدى إسرائيل ديمقراطية، وأننا في حاجة إلى أن نكون أكثر يقظة في حماية الديمقراطية، التي ستأتي بإظهار الحقائق؛ مؤكداً أنه لا يوجد وجه مقارنه بين ادعاءات الرئيس الإيراني وبين حقيقة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل التي تعتمد على وثائق''.
واختتم الكاتب مقاله قائلاً ''ما يتطلبه العالم الحر هو إعادة النظر في الاعتقادات وفى التعليم بشكل عام، سواء إعادة النظر بالنسبة لقضية إسلام الرئيس أوباما أو نظريات المؤامرة، خاصة وأن اغلب سكان المعمورة لسوء الحظ لم يحصلوا على تعليم ليبرالي حقيقي، وبالتالي سنواجه جيل غير قادر على اتخاذ قرارات سياسية مستنيرة''.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com