ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

"حباك عوضين تامر".. مسرحية كوميدية تفضح صور الفساد

ميرفت عياد | 2010-09-25 00:00:00

* المواطنون:
- تعرَّض مؤلِّف المسرحية لمشاكل المجتمع المصرى بصورة رمزية طريفة وبسيطة.
- المسرحية خالية من أى مواقف مبتذلة، أو كلمات خادشة للحياء.
- الإنسان فى بعض الأحيان يكون أسوأ من الشيطان.
 
كتبت: ميرفت عياد- خاص الأقباط متحدون

قام البيت الفنى للمسرح بعرض مسرحية "حباك عوضين تامر" على مسرح "السلام" بـ"القصر العينى".. المسرحية من تأليف الدكتور "سامح مهران"، وإخراج "جلال عثمان"، وأشعار "محمود جمعة"، وألحان وموسيقى "على سعد"، ومن نجوم العرض "ليلى طاهر"، "محمد رياض"، و"يوسف داود"، و"مجدى صبحى"، و"سماح السعيد"، و"جميل عزيز"، و"خالد النجدى".
 
جاء اسم المسرحية على اسم بطلها "حباك عوضين تامر"، والذى يجسِّد دوره الفنان "محمد رياض"، حيث تدور الأحداث حول الشاب الصعيدى "حباك" الذى توفَّى والده دون أن يترك له أى ميراث يعينه على الحياة هو وأمه "رشا" التى تقوم بدورها النجمة "ليلى طاهر".
 
ولكن تلك الأم الصعيدية القوية، لم تُرد لابنها الاستسلام لعجزه وإدمانه لـ"الحشيش"، فتطالبه بالعمل. وفى نفس الوقت تطالبه حبيبته "مهرة"- والتى تقوم بدورها "سماح السعيد"- بإتمام مراسم الزواج، ولكن "حباك" يرفض هذا لعجزه عن توفير متطلبات الزواج منها؛ وهنا يجد الشيطان غايته فيظهر لـ"حباك" ويعرض عليه صفقة، وهى أن يمنحه جميع الأموال التى يريدها فى مقابل أن يكون من أتباعه، وفى لمح البصر يخطف أبليس "حباك" إلى سجنه لتغيير عقله وقلبه، وهناك يقابل "حباك" أحد رجال الأعمال الذين اتهموا فى العديد من قضايا القتل والفساد، محاولاً إقناعه بأن طريق إبليس جميل.
 
ضرب الظالمين بالظالمين
وتبدأ أحداث الفصل الثانى بعرض شكل الصراع الداخلى الذى وقع فيه البطل بين الخير والشر، إلى أن استطاع التغلب على الشر، وقرّر ضرب الظالمين بالظالمين عن طريق استخدام ذكاءه ودهاءه فى حيل يقوم بتمثيلها- مع والدته "رشا" وحبيبته "مهرة" وأبناء القرية- على العمدة وشيخ البلد مستغلاً طمعهم وغباءهم. وبالفعل استطاع الحصول منهم على أموال كثيرة، وقام بتوزيعها على أهل القرية، وقد أثار هذا غضب العمدة فأمر بقتله، ولكن "حباك" استطاع الهروب.. وهنا يظهر الشيطان بحجم صغير للغاية، حيث قام بأداء الدور أحد الأقزام، فى مقابل "حباك" الذى بدا ضخمًا للغاية، هذا كناية عن أن الشيطان صغير فى الأساس، ولكن الإنسان هو الذى يكبِّره بطمعه وأهوائه..
 
وتُختتم المسرحية بمشهد جواز "حباك" من "مهرة"، وفرح أهل القرية بانتصار الخير على الشر والظلم والجبروت المتمثل فى العمدة وشيخ البلد.
 
وعن هذه المسرحية ونجومها، تحدَّثت صحيفة "الأقباط متحدون" إلى بعض المشاهدين الذين كانوا فى صالة العرض.
 
الرمزية والبساطة سمة العرض
قال "محمود"- مهندس: إن المؤلف استطاع أن يتعرض لمشاكل المجتمع المصرى بصورة رمزية طريفة وبسيطة فى نفس الوقت، مثل ايمان الكثير من المصريين بالخرافة، الأمر الذى يتضح فى مشهد العمدة الذى اقتنع بنصب البطل عليه وصدق أن ذيل الحيوان الذى معه مبروك ويحيى الأموات، ناسيًا أن الله هو الذى يحيي ويميت. مشيرًا إلى مشهد آخر وُفِّق فيه المؤلِّف والمخرج بصورة كبيرة وهو تعليق البطل على المسرح فى الهواء بعد أن تحدث مع الشيطان كرمز لنفوس العديد من الناس المعلَّقة بين السماء والأرض، بين الخير والشر، ولا تستطيع الجزم فى أى الطرق تسلك.
 
وتوقعت "هند"- ربة منزل- أن الفنانة "سماح السعيد"، والتى قامت بدور "حبيبة البطل" لها مستقبل كبير فى عالم الفن؛ مؤكدةً أن أداءها كان متميزًا وصادقًا، كما أن لديها لياقة ومرونة وحضورًا جميلًا على المسرح. موضحة إنها عندما رأتها على المسرح تذكَّرت دورها "صبحة" فى مسلسل "شيخ العرب همام"، الذى أكدت فيه موهبتها وقدرتها على تقمص الأدوار.
 
سلبيات المجتمع بصورة كوميدية
وقالت "شيماء"- طالبة جامعية: إنها تعشق المسرح بصفة عامة، ومسرح الدولة بصفة خاصة؛ لأنه يعرض فى الأغلب عروضًا مسرحية قوية وهادفة. وأعجبها فى هذه  المسرحية إنها لم تتصنع أى مواقف مبتذلة، ولا يوجد بها أى كلمات خادشة للحياء، أو أى ايحاءات جنسية كعادة الأعمال الفنية الموجودة حاليًا على الساحة الفنية، سواء فى السينما أو المسرح على حد تعبيرها.
 
ووافقها الرأى "جورج"- موظف- والذى أوضح أن المسرحية استعرضت بقوة العديد من السلبيات الموجودة فى المجتمع بصورة كوميدية، وبطريقة بعيدة عن الإسفاف أو الابتذال كعادة الأعمال الكوميدية الحالية. مشيرًا إلى أن الفنان "مجدى صبحى" قد قام بتمثيل دور الشيطان بصورة يراها جميلة وجديدة، وبها كوميدية طريفة. مؤكدًا أن الإنسان فى بعض الأحيان يكون أسوأ من الشيطان، الأمر الذى يتضح فى المشهد الذى قامت فيه الفنانة "ليلى طاهر" بسرقة الذهب الذى كان يرتديه الشيطان.
 
تفشى ثقافة الاستهلاك
ورأى "جمال"- مدرِّس- أن الفنانة "ليلى طاهر" لها رصيد فنى قوى حافظت عليه طيلة عمرها، موضحًا أن  اشتراكها فى هذه المسرحية يُعد إضافةً جديدة لرصيدها لأنه دور متميز قامت به بتلقائية وبساطة، واستطاعت تجسيد دور المرأة الصعيدية غير المتعلمة، ولكن فى نفس الوقت لديها حكمة السنين، وذلك عن طريق بعض العبارات التى خرجت منها قوية وبسيطة، ولكنها محمَّلة بمعانى عميقة مثل  "البطن عندنا هى الطريق وآخره..والناس بقت بتشوف ببطنها". مما يؤكّد فى رأيه ثقافة الاستهلاك التى تفشت فى مجتمعنا، والتى تتبعها العديد من السلبيات التى لا يمكن حصرها.
 
أما "نادر"- موظف- فقد أحب الفنان "محمد رياض"، ورأى إنه فنان يحترم نفسه وجمهوره، ولا يقدِّم أى عمل إلا إذا كان يضيف شيئًا إلى رصيده الفنى. مؤكدًا أن هذه المسرحية من أجمل وأقوى العروض المسرحية التى تُعرض حاليًا على مسارح الدولة.
 
المسرح هو أبو الفنون
وناشد أحد موظفي مسرح الدولة- رفض ذكر اسمه- جميع المسئولين عن الثقافة فى "مصر"، بأن يلقوا اهتمامًا بمسارح الدولة، وأن يقدِّموا دائمًا عروضًا جديدة وقوية بعيدة عن الاسفاف والابتذال الذى أصبح موجودًا فى العديد من المسارح الخاصة. مؤكدًا أن المسرح هو أبو الفنون، وهو المجال الحقيقى لإظهار قوة وموهبة الفنان. وتساءل: لماذا لا يتم بيع تلك المسرحيات إلى القنوات الفضائية لتحقيق فائدة مزدوجة فيرى المشاهد تلك الأعمال القيمة، إلى جانب العائد المادى الذى سوف يعود على مسارح الدولة من حيث تطوير امكانياتها، وجذب نجوم الصف الأول إليها، ورفع أجور جميع العاملين فى ذلك القطاع.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com