بقلم – ريمون إدوارد
تمثل الانتخابات الفعل الاهم في تجذير ممارسة الديمقراطية و الالية الرئيسية في التعبير عن الرأي و اضفاء الشرعية علي الممارسة السياسية في الدولة ، و تأتي انتخابات مجلس النواب المصري 2015 الاستحقاق الثالث و الاخير في انهاء المرحلة الانتقالية و استكمال خارطة الطريق و التي بدأت بإصدار الدستور الجديد عام 2014 و اجراء الانتخابات الرئاسية في منتصف العام الفائت ، و من ثم فإن الانتخابات البرلمانية تمثل بداية الانطلاق نحو آفاق
المستقبل و تدشين مؤسسات الدولة الدستورية. ومن خلال غرفة عمليات مركزية قام مركز رؤية للتنمية و الدراسات الاعلامية بمتابعة اداء وسائل الاعلام المختلفة للانتخابات البرلمانية و التي جرت وقائعها يومي 18 و 19 اكتوبر 2015 للمرحلة الاولي و التي شملت 14 محافظة مصرية و قام بالرصد لحوالي 40 مصدر تنوعت مابين قنوات فضائية و صحف مطبوعة و مواقع اليكترونية و قد انتهت اعمال الرصد و التغطية الي العديد من الملاحظات و المؤشرات و ذلك علي النحو التالي:
أولا : دور وسائل الاعلام إن مصدر الاهتمام بالإعلام ووسائله يعود للدور الكبير الذي تقوم به الأجهزة الإعلامية في ظل الطفرة الإليكترونية التي يشهدها العالم الان وقد أكد عدد من الدراسات على تأثير وسائل الإعلام في تغيير الاتجاهات والمواقف و السلوك و التأثير الذي تمارسه وسائل الإعلام في سير العملية الانتخابية ولكي يتمكن المواطنين من اتخاذ قرارات صحيحة لحظة الاقتراع يجب ان تكون هناك صحافة حرة ذات مصداقية ومحل ثقة من الجميع وذلك من خلال توفير وجهات النظر المختلفة و رفعي وعي المواطن بأهمية و دور العملية الانتخابية.
ثانيًا: تقصير واضح من وسائل الاعلام خاصة المرئية قبل بدء الانتخابات بدا ان هناك حالة من العزوف عن التصويت في الانتخابات قبل بدء عملية التصويت لأسباب تنوعت ما بين سياسية و اقتصادية ، الامر الذي كان ينذر بإقبال ضعيف علي التصويت ، و هو الامر الذي دعا رئيس الجمهورية الي إلقاء بيان تلفزيوني يحث فيه المواطنيين علي الانتخاب لا سيما المرأة و الشباب.
وبالرغم من ذلك فإن وسائل الاعلام علي اختلاف طبيعتها و تنوعها لم تتعامل مع الامر بالاهتمام الكافي و لم تفرد مساحات واسعة لتغطية الانتخابات قبل بدء التصويت و لم تقدم رسائل ايجابية تحث المواطن علي التصويت و تبرز اهمية الدور المنوط بالبرلمان القادم في صياغة مستقبل البلاد وإتمام اجراءات المرحلة الانتقالية و تعديل منظومة التشريعات وفقا لنصوص الدستور الجديد.
ثالثًا: تغطية اعلامية من الساعات الاولى للتصويت مع بدايات عملية التصويت في محافظات المرحلة الاولي بدا واضحا عزوف قطاعات واسعة من المواطنين عن التصويت ،بنما كانت وسائل الاعلام محل الرصد تقدم تغطية اعلامية كثيفة للانتخابات فى كافة المحافظات كما كانت هناك تغطية باللغة الانجليزية للانتخابات من قبل قناة اون تى ، و مع مرور الساعات الاولي من التصويت و في ظل الاقبال الضعيف قامت وسائل الاعلام بتقديم رسائل ايجابية و حث المواطنين على النزول للتصويت من قبل كافة مقدمى البرامج فى كافة القنوات الفضائية التلفزيونية و قامت اذاعة اغانى ببث اغاني وطنية تحث المواطنين على النزول والمشاركة فى الانتخابات.
رابعًا: المواقع الاليكترونية تتصدر المشهد كانت المواقع الاليكترونية صاحبة نصيب الاسد فى التغطية الاعلامية للانتخابات و كعادتها صاحبت المواقع الاحداث لحظة بلحظة، وكان هناك تفوق واضح للمواقع الاليكترونية عن غيرها من وسائل الإعلام الأخرى.
وتجدر الاشارة الي أن موقع اليوم السابع ويليه موقع صدى البلد كانا صاحبا النصيب الاكبر وبذل الجهد في التغطية الاعلامية للانتخابات، وجدير بالذكر أيضًا أن الغالبية من المواقع والصحف والقنوات محل الرصد قامت بدورها بكثير من المصداقية والحيادية وقدمت رسائل ايجابية مهنية واضحة في دورها الإعلامي.
خامسًا: زيادة مساحة التغطية في اليوم الثاني كنوع من التعويض عن تقصير وسائل الاعلام المختلفة محل الرصد عن القصور الواضح في دورها قبل بدء التصويت، ومع ضعف الإقبال في اليوم الأول، قامت وسائل الاعلام في مساء اليوم الاول من التصويت و طوال اليوم الثاني بزيادة نسبة التغطية الاعلامية وحشد المواطنين للنزول والتصويت وإبراز أهمية البرلمان ودوره في الحياة السياسية، وهو الامر الذي اتي بثماره – نسبيًا – حيث ارتفعت معدلات التصويت في اليوم الثاني بشكل ملحوظ عنها في اليوم الأول، ساهم في ذلك أيضًا قرار الحكومة المصرية بإعطاء المواطنين نصف يوم أجازة في اليوم الثاني للتصويت ، مما أدي الي ارتفاع معدلات المشاركة.
سادسًا: إبراز دور النساء وعزوف الشباب كالعادة في مختلف الفعاليات الانتخابية والاستفتاءات تصدرت النساء المشهد الانتخابي وقدمت المرأة المصرية نموذجًا جديدًا يحتذي في المشاركة السياسية والاقبال علي التصويت وهو الأمر الذي أبرزته الوسائل الإعلامية محل الرصد بشكل ملحوظ في تغطيتها للانتخابات البرلمانية، حيث كانت هناك إشادات واضحة بدور السيدات في العملية الانتخابية.
كما كان لكبار دور هام جيد في التصويت نال تغطية ايجابية من وسائل الإعلام و في ذات السياق هاجمت الأخيرة الشباب لعزوفهم عن المشاركة، حيث كان واضحًا عدم إقبال الشباب علي التصويت واتخاذهم موقفًا سلبيًا تجاه الانتخابات البرلمانية، وهو ما أفردت له وسائل الإعلام مساحات كبيرة وناقشت من وجهات نظر متعددة بعضها يحمل هجومًا على الشباب الأسباب في عزوف قطاعات كبيرة منهم عن المشاركة في التصويت في الانتخابات.
وفي النهاية يسعد مركز رؤية للتنمية والدراسات الإعلامية وبعد إصدار البيان الأول عن التحليل والرصد الإعلامي للانتخابات البرلمانية أن يعلن عن استمرار المركز في رصد وتحليل أداء وسائل الإعلام المختلفة حتى إنهاء المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية تدعيمًا للمهنية والاستقلالية والحياد.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com