توجهت "مؤسسة أهل مصر" يوم 17/7/2015 لزيارة قرى بنى سويف من أجل استكشاف وتحديد المناطق الأكثر احتياجا والأكثر عرضه للحروق ، كهدف من أهداف المؤسسة المعنية بضحايا ومصابى الحرائق .
وقع الاختيار على قرية أحمد علام التابعة لمركز بني سويف. يتسائل البعض لماذا هذه القرية بالذات ..؟.. الإجابة كانت..أننا أثناء البحث وجدنا أن هـذه القرية قد اشتهرت بحوادث الحريق المتكررة على النطاقين الضخم والمحدود ، وفى السنتين الأخيرتين حدثت بالقرية ثلاث حرائق ضخمه نتج عنها عشرات القتلى و المصابين ، كما اندلعت النيران مؤخرا أثناء إعداد أحد المزارعين للشاي ، ليتطاير اللهب من أعواد غيطان الذرة إلى بيوت القرية ، فأحرقت 17 منزلاً ــ واصابت 8 من الأهالي بالاختناق أثناء محاولة الإطفاء ــ ونفوق 18 رأس ماشية .
فكرت " مؤسسة أهل مصر" فى حلول عملية لتجنب هذه القرية مثل هذه الكوارث ، وخاصة أن من عادات أهل الريف تخزين القش على أسطح المنازل ، مما يجعلها عرضة لمثل هذه الحرائق ، كما وجدت مؤسسة أهل مصر ان هذه القرية لم تصل اليها المياه بعد ، لذلك قامت المؤسسة بأول خطواتها لتوصيل المياه العذبة الى كل بيت فى القرية ، كما مدت مواسير للمياه بطول 305 أمتار ,وإزالة القش من على الأسطح وتغييرها بطريقة تجعلها مانعة لانتشار النيران وانتقالها من منزل الى أخر كما حدث من قبل .
من المعروف عن "مؤسسة أهل مصر" اهتمامها برعاية وعلاج ومساعدة ضحايا الحروق ، والتعريف بكيفية الوقاية منها .
وترد هبة السويدي ، رئيس مجلس أمناء مؤسسة أهل مصرعلى سؤال .. لماذا اخترتم موضوع الحروق..؟.. قائلة : نحن مصرون على تخفيف الآلام هؤلاء الضحايا، لأن مصاب الحروق يواجه تحديات عدة تتمثل في آلامه الشديدة التي يتعرضلها ، فهو لا يشعر بألم واحد فقط ، بل يعانى من العديد من الآلام الجسدية الشديدة والعصبية والنفسية المدمرة والاجتماعية، فضلا عن التشوه الذي يشمل أجزاء ظاهرة من جسده والتي قد تشمل الوجه في كثير من الأحيان بشكل يسبب ألما نفسيا كبيرا ، بالإضافة إلى الألم البدني والأسوأ أنه يشكل حاجزا نفسيا "على المستوى الإنساني" ، كما أن تكلفة علاج ورعاية المصاب باهظة لا يمكن لمواطن متوسط الدخل أن يتحملها .
ولأن أغلب المساعدات والدعم موجهة لأمراض بعينها مثل الأورام والكبد وهذا مطلوب ، ولكن علينا أن ننتبهإلى أن الكثير من الأمراض وبعض الإصابات لا يمكن لأغلب المواطنين تحمل نفقاتها ، ومن أشهرها مرضى الحروق التى تعانى من قلة الدعم على المستويين المادى والنفسى .
وتقول هبة السويدي أن العوامل الرئيسية فى إصابات الحروق ، هى العوامل الثقافية والاجتماعية والبيئية ، وتكون آثارها أكثر فداحة في الدول الفقيرة والنامية من مثيلاتها في الدول المتقدمة ، وأغلب ضحاياها من النساء والأطفال والمرضى والمعاقين ، لأن هذه المجتمعات تتسم بالفقر في الخدمات والبنية التحتية ، بالإضافة التكدس فى أماكن العمل والسكن ازدحام الموصلات مما يجعل المشكلة كارثية ، ولا تعد مصر استثناء من الظروف التى تواجه هذه الدول بسبب بعض الإهمال والعشوائية والموروثات الاجتماعية التي تمارس فى مجتمعنا وتؤدى الى تلك الكوارث، هذا ما يجعلنا نسارع لحل هذه المشكلة قبل وقوعها من خلال برامج للتوعية والتدريب وما وجدنا كإحصائية مبدئيه جعلنا نسارع لإطفاء لهيب هذه النيران .
فان نسبة الوفيات من الإصابة بالحرق في أول 6 ساعات من التعرض للحرق حوالي 64.1%. ، وتشكل نسبة الوفيات في أسبوع من التعرض للحرق حوالي 82%، لذا تعد أول 6 ساعات فتره حرجه جدا في التأثير على المصاب حيث يمكن أن يتم إنقاذ حياته في خلال هذه الفترة.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com