برامج رمضان.. هل كانت "حاجة تفطر"؟!

 انتهى "شهر رمضان" بعد أن أطلت علينا القنوات التليفزيونية بالعديد من البرامج؛ منها ما كان يهتم بشكل أساسي بكشف الأسرار، أو بمعنى أدق.. خصوصيات النجوم من مشاهير المجتمع و الفنانيين، و منها برامج أخرى قدمت أفكارًا جديدة وجيدة، والبعض الآخر كان مبتذلاً ولا يقدم شيئـًا جديدًا، بل هي وصلات من الإهانات المتبادلة والاتهامات التي يوجهها مقدم البرنامج للضيف، حتى تكون الحلقة ساخنة كما يعتقدون!!

 

 ومن البرامج التي اتسمت بالأفكار الجديدة والجديرة بالاحترام في ذات الوقت، برنامج "اللقاء المستحيل"، وهو فكرة جديدة تقمص فيها بعض نجوم الفن شخصيات تاريخية مختلفة؛ فعلى سبيل المثال جاءت الحلقة الأولى من البرنامج وبدأت بإمساك الفنان "هانى رمزي" بمسدسين من أيام الحرب العالمية الثانية، ورسالة احتجاج ضد كل الطغاة في العالم، وهو يرتدي الزي الرسمي لـ"هتلر"، والذي تقمص شخصيته في هذه الحلقة، وحلقة أخرى قدمتها الفنانة "نشوى مصطفى" تقمصت فيها شخصية "عبلة"، وجاءت حلقات البرنامج بشكل عام بأفكار ومعلومات حول شخصيات أثرت في التاريخ، وبشكل جذاب ومبتكر.

 

  وعلى قناة "أو.تي.في" تم تقديم برنامج "تاكسى مصر.. نبض الشارع"، و بالرغم من أن هذا البرنامج يعرض للعام الثاني، إلا أنه يُعبر بالفعل عن أراء وأفكار الناس في الشارع المصري بشكل حقيقي دون افتعال، ويحاول سائق التاكسي؛ أو بمعنى أدق مقدم البرنامج أن يفتح موضوعات مختلفة مع الركاب للتاكسي، ويتحدث معهم بتلقائية شديدة تجعلهم يتحدثون هم أيضـًا عما يدور في فكرهم حول الموضوع أو المشكلة التي يتحدث عنها؛ سواء كانت تتعلق بمشكلات محلية أو عالمية أو القضية الفلسطينية ..إلخ.

 

 أما عن برامج المقالب فكان هناك برنامج  "الشيكروباص"، والذي كان يعرض على قناة "موجة كوميدى"، وتدور فكرته داخل ميكروباص، حيث يتم عمل المقلب في أحد ركاب الميكروباص، ولكن في العديد من حلقات البرنامج كانت المواقف لا تليق أن تقدم في برامج تليفزيونية، حيث كانوا يفعلون أشياء تخيف الركاب، أو تدعو للإشمئزاز في بعض الأحيان، فيما عدا حلقات قليلة كانت بالفعل تقدم مواقف فكاهية دون مزايدات.

 

 كما تقدمت الفنانة "انتصار" هذا العام ببرنامج مقالب أيضـًا بعنوان "فبريكانو"، وتنقسم الحلقة إلى 3 فقرات؛ أهمها فقرة "مقلب مفبرك"، وفيه يتم عرض صور مفبركة للضيف وللنجم لمعرفة رد فعل الأخير، وهذا البرنامج به فكرة جديدة وأيضـًا لم يكن مبتذلاً، بل كان يُقدم بشكل فكاهي دون اللجوء لجعل الضيوف ينفعلون ويخرجون عن شعورهم؛ مثلما فعلت بعض البرامج الأخرى، بل كانت هناك افكار مبتكرة كل يوم حسب شخصية الضيف الموجود بالحلقة.

 

 أما برنامج "حيلهم بينهم"، والذي شاهد الجمهور جزء ثالث منه في رمضان تحت اسم "حيلهم بينهم من الآخر"، وقدمته "إنجي علي" والفنان "إدوارد"، وبالرغم من أن الحلقات الأولى للبرنامج كانت جيدة وتضحك الجمهور، إلا أن الحلقات التالية أصبحت مكررة وتعتمد على شجار الفنان مع "إدوارد"، وفي بعض الأحيان كانوا يتحدثون بأسلوب غير لائق ويعايرون بعضهم البعض في أشياء كثيرة، بما فيها الشكل الخارجي لكل منهما، وبالتأكيد هذا النوع من الحوار والشجار لا يليق أن يُعرض بهذا الشكل على التليفزيون، وأن يعتبرونه نوعـًا من الفكاهة.

 

 لا نستطيع أن نغفل في خضم البرامج ما قدمه الأستاذ "إبراهيم عيسى" في برنامجه "حاجة تفطر"؛ فلقد لاقى قبولاً ونسب عالية من مشاهدة الجمهور، حيث أنه كان يقدم الواقع ويسخر من بعض المتناقضات الموجودة بالمجتمع، والتي تكشف الفساد والفاسدين في بلدنا العزيزة، وكان "إبراهيم عيسى" يقدم البرنامج بأسلوب شيق يجذب المشاهدين لمتابعته، بالرغم من أن موعد إذاعته كان قبل موعد الإفطار بدقائق قليلة.

 

 كما كانت هناك عدة برامج أخرى حظيت بنسب مشاهدة عالية؛ منها على سبيل المثال لا الحصر برنامج "دوام الحال"، والذي قدمته المذيعة "لميس الحديدي" على قناة "نايل لايف"،

وبرنامج "أنا" على قناة "دريم" للإعلامي "عمرو الليثي"، والذي قدم فيه "الليثي" الجانب الإنساني في حياة النجوم، ومناقشة الاحتياجات الإنسانية، وبرنامج "التجربة 2"، وبرنامج "حوار صريح جدًا"، والذي تقدمه "منى الحسيني".

 

 كذلك كان هناك برنامج "اتنين اتنين" الذي قدمه "وائل الإبراشي"، و"مجدي الجلاد" على قناة "دريم"، وقام البرنامج على فكرة المواجهة بين ضيفين على خلاف فكري، ويستضيف كل مقدم ضيفـًا ويواجهه بكلام الضيف الآخر، وإن كان يؤخذ على البرنامج أنه استخدم بعض الأسئلة التي تستفز الضيوف، ومحاولة استخدامها بشكل يسىء للضيف الآخر في البرنامج، مثلما حدث في حلقة الدكتور "مصطفى الفقي" والدكتور "حسن نافعة"، والفنانة "سميرة أحمد" و"نبيلة عبيد".