شددت موسكو على أن توريدها معدات عسكرية إلى سوريا يتطابق بالكامل مع القانون الدولي، وأنها قد تدرس تقديم مساعدة إضافية لسوريا في مكافحة الإرهاب.
وقالت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية الأربعاء 9 سبتمبر/ايلول" لم نخف أبدا علاقاتنا العسكرية الفنية مع سوريا. ونحن نزود سوريا منذ زمن بعيد بالأسلحة والمعدات الحربية. ونحن نقوم بذلك بمراعاة العقود الموقعة وبما بتطابق بالكامل مع القانون الدولي".
وأكدت زاخاروف وجود خبراء عسكريين روس في سوريا، وكشفت أن مهمتهم تتمثل في تدريب العسكريين السوريين على استخدام المعدات الروسية الجديدة.
وأردفت:"إذا ظهرت هناك حاجة في اتخاذ إجراءات إضافية من جانبنا من أجل تكثيف مكافحة الإرهاب، فنحن سندرس هذه المسائل بلا شك، وسنعتمد في ذلك حصريا على القانون الدولي والقوانين الروسية".
وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قد نفى الإشاعات حول وجود قوات روسية في سوريا، متهما مخابرات غربية ببث مثل هذه الإشاعات.
بدوره أوضح مبعوث الرئيس الروسي الى الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا ميخائيل بوغدانوف أن سبب تواجد الخبراء العسكريين الروس في سوريا يعود الى ضرورة تدريب العسكريين السوريين على استخدام المعدات الروسية التي يتم توريدها وفق عقود موقعة في إطار التعاون العسكري التقني بين البلدين.
وقال بوغدانوف الثلاثاء : "يجري تنفيذ عقودنا مع سوريا، ويجري توريد مختلف أنواع المعدات التي تحتاج الى صيانة، ويحتاج شركاؤنا من ممثلي القوات المسلحة السورية الى المساعدة والمشورة والتدريب على استخدام هذه المعدات، وهو ما يعني إرسال خبرائنا العسكريين مع شحنات المعدات العسكرية لتدريب شركائنا السوريين".
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد نفت قطعا مزاعم تناقلتها وسائل إعلام عبرية عن مشاركة مقاتلات روسية في العمليات العسكرية بسوريا.
على الرغم من ذلك، جددت واشنطن الثلاثاء 8 سبتمبر/أيلول قلقها من تلك المزاعم والإشاعات.
وقال جوش إرنست الناطق باسم البيت الأبيض: "لقد أكدنا أكثر من مرة إننا نقلق من أنباء تحدثت عن إمكانية نشر عسكريين روس إضافيين وطيران في سوريا، وذلك لأنه من الصعب عليها تفهم نواياهم (الروس)".
مساعدات روسية إلى سوريا RIA NOVOSTI مساعدات روسية إلى سوريا
ويأتي التوتر الأخير بين موسكو وواشنطن حول سوريا مفاجئا لدرجة كبيرة، بعد بروز بوادر إيجابية اعتبر كثيرون أنها تدل على تقارب مواقف البلدين، فيما بعد مشاورات مكثفة حول الملف السوري أجرتها موسكو الشهر الماضي مع واشنطن والرياض ومختلف أطياف المعارضة السورية.
ومن اللافت أن صحيفة "نيويورك تايمز" تحدثت في الوقت نفسه عن إرسال "فرقة عسكرية روسية متقدمة" لدعم الجيش السوري، بالإضافة إلى "خطوات روسية أخرى"، تخشى واشنطن من أنها تدل على وجود خطط روسيا لتوسيع الدعم العسكري لحكومة بشار الأسد بقدر كبير، حسب مزاعم الصحيفة الأمريكية.
هذا واتهمت وسائل إعلام أمريكية موسكو بإرسال عسكريين إلى اللاذقية السورية بذريعة إيصال مساعدات إنسانية.
وفي هذا السياق، تعمل واشنطن على وضع عراقيل أمام نقل المساعدات الروسية لسوريا، إذ تضغط على عدد من الدول لحملها على إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات التي تحمل تلك المساعدات.
ولقد أكدت أثينا تلقيها طلبا من واشنطن بهذا الشأن، فيما أعلنت بلغاريا أنها لم تسمح لطائرات مساعدات روسية بعبور مجالها الجوي نهاية الأسبوع الماضي، بسبب وجود "شكوك قوية حول طابع الشحنات" على متن تلك الطائرات.
وفي هذا السياق أكد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن موسكو ستواصل إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، وهي ستعتمد في ذلك على مسارات بديلة.
وأردف قائلا: "للأسف الشديد أدت ضغوط واشنطن وضغوط أخرى، يبدو أن مصدرها بروكسل حيث يقع مقر الناتو والاتحاد الأوروبي، إلى أن بعض الدول بدأت تتهرب من الوفاء بما أسميه التزامها الدولي المتمثل في فتح ممرات إنسانية لمرور طائرات معنية بتنفيذ مهمات إنسانية".
وأعاد إلى الأذهان أن العالم برمته يعرف الوضع الإنساني الكارثي الذي تواجهه سوريا ونطاق معاناة الشعب السوري. ووصف عمل بعض الدول على إحباط الجهود العملية الرامية لتخفيف هذه المعاناة بالنفاق، بموازاة إبداء قلق علني حول الوضع الإنساني في سوريا".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com