مينا ملاك عازر
قبلما أن يلملم الشعب المصري أوراق الإخوان ليقدمها للقضاء ومصلحة السجون، وقبلما أن يحمل الإخوان خفى حنين ويهربون من مصر أعلنوا عن أكبر اكتشاف لحقل غاز في العالم في الصحراء الغربية، وقيل عن الاكتشاف ما لم يقال عن اكتشافات نفط وغاز السعودية وقطر والكويت والخليج وإيران فوق البيعة مجتمعين.
ودون مقدمات خرج وزير البترول ونفى صحة هذا الخبر، وحينها فهمنا أن الإخوان وراء الشائعة لإقناع الشعب المصري الذي كانوا يظنون أنه ساذج بأنهم يحملون الخير حقاً لمصر، فيصبر على بلاويهم، وصدق طبعاً نفي الوزير ورحل الإخوان إلى وما وراء القضبان وما وراء البحار، وبعدها ظهرت الشائعة مجدداً قبيل ترشح السيسي وتم نفيها وكانت محاولة من مروجي الشائعات إما لإصباغ حكم السيسي بالكذب من قبل بدايته أو لو حسنت نيتهم وساء تصرفهم كانت محاولة منهم للترويج للسيسي، ولكن الشائعة خبت سريعاً كما انتشرت سريعاً دون أي جهد.
والآن أقرأ الخبر وأريد تصديقه، وأكاد أصدقه،، وأنتظر تأكيده وكلي أماني بأن تصبح مصر أغنى دولة في اكتشافات الغاز بعد أن كانت تكايدنا إسرائيل وقطر وغيرها دون الاحتكاك مع قبرص واليونان واستمرار الحاجة للتحالف معهم ضد تركيا لألا تستأثر بثروات البحر المتوسط واستغلال المياه الاقتصادية،الخبر هو اكتشاف مصر لحقل غاز طبيعي كبير جداً قد يكون أكبر اكتشاف غاز في العالم أو على الأقل بمياه البحر المتوسط.
لو صدق هذا الخبر- بإذن الله- فسيكون هذا مغنياً لنا عن استيراده من إسرائيل وسيتسبب الاكتشاف في جعلنا أكبر دولة مصدرة للغاز بدل أن كنا مستهلكين ومستوردين له، النجاح في اكتشافنا لحقل الغاز الطبيعي الذي مساحته على حسب الخبر مئة كيلو متر مربع، ليس في الحقل في حد ذاته بل يجب أن يكن النجاح في كيفية استغلاله والاستفادة منه ،وإلا نكون مهدرين له كما أهدرنا ثروات أخرى دون الاستفادة منها ببيعها بأبخس الأثمان لأخس البلدان.
أريد أن أصدق، أريد أن أفرح، أريد أن أطمئن، لكن هاجس نفي الأخبار الماثلة التي ذكرتها في بداية المقال يقلقني، ويزعجني بالأكثر شماتة الإخوان لو ثبت كذب الخبر، كذب الله ظنوني، وطمأن قلبي، وكسر أنف الإخوان، وثبت الكشف، ورفع لواء مصر.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com