بقلم: عزت عزيز
بعد صمت طويل أكتب!!!
لا يمكن لأي إنسان علي وجه الأرض أن يضع نفسه مكان هذا الوالد المكلوم الذي يذهب لقسم الشرطة لعمل محضر، أو للتبليغ بإختطاف أو اختفاء ابنته. فلا يمكنني ان أصف حالة المرار والذل التي يعيشها الأب أو نفسيته المحطمة، ونظرته للفضيحة التي ستلحق به جراء هذه الجريمة، أيًا كانت أسبابها أو دوافعها، أو طريقتها. ونحن كمجتمع شرقي ننظر أولاً لما يترتب عن هذه الكارثة من فضيحة، ونعمل مليون حساب للألسنة التي ستتناول هذا الحدث.
ولكن دعوني أتطرق لبعض ما تابعته من حوادث الإختطاف، والإغواء، والأسلمة الجبرية، والتي اقتربتُ من تفاصيلها بعض الشئ..
فمن منا ينسي عملية اختطاف فتاة "المحلة" الجميلة "لورانس وجية إيميل"، والتي حفظها الله من أيادي الأثمة، وبصورة إعجازية، بعد أن اختطفها ملتحون ومنقبات عندما كانت تستقل سيارة ميكروباص متجهة لأخذ درس خصوصي، وذهبوا بها إلي شقة بـ"حلوان"، ولكن إرادة الله أقوي من إرادة الشياطين، مع ملاحظة أن "لورانس" كانت قد نبهت والديها أن هناك من يتابعها، وإنها تحس بأن هناك شئ يُدبَّر لها، ولم نسمع شيئًا عن هؤلاء المجرمون، أو أن الشرطة تحركت وقبضت عليهم. وكل ما علمناه في حينها، أن الرجل المسلم الطيب الغلبان الذي تستر علي "لورانس" بعد أن هربت بقفزها من الشقة التي كانت تُحتجَز فيها، قد تعرَّض للضرب والوعيد؛ لأنه قدَّم المساعدة لهذه الفتاة. وعندما إتصلت بـ"لورانس" في حينها؛ لأهنئها علي نجاتها من أنياب المتوحشين عديمي الإنسانية، وعلي شجاعتها الخارقة التي تندُر هذه الأيام لدي فتياتنا المسيحيات، قالت لي: أنا لم أفعل شيئًا، بل كانت يد الله تنتشلني وترشدني لأكسر زجاج الغرفة، وأنا مُقيَّدة اليدين..وانتهت قصتها بعودتها سالمة، وكأن شيئًا لم يحدث!!
أما الفتاة الأخري التي بصدد تناول قصتها، فكانت بالمرحلة الجامعية، وقد أغواها شاب ليس من دينها أو من مستواها العلمي أو الإجتماعي، ورسم عليها دور دنجوان العصر. ولما كان لدي هذا الشاب خصومة مع أحد أقربائه؛ حضر طرفي قريب هذا الشاب لأبلاغي، وطبعًا ليس حبًا لي، أو خوفًا علي الفتاة؛ ولكن لعدائه لقريبه. وعندها ذَهبتُ لوالديها لأخبرهم، حضرت الفتاة، وأنكرت- وبشدة- وجود أي علاقة لها بهذا الشاب، وحفاظًا عليها، قام أهلها بإرسالها لمكان آمن، ولفترة من الزمن، ثم عادت لبلدتها، وذهبت مرة أخري عند قريب لها بعيدًا عن أسرتها.
ولكن الذئب كان يتربص للفريسة حتي علم مكان تواجدها، وإنصافًا للحقيقة أقول: كان للفتاة دور في ذلك، وتم المخطط بالفعل، وأخذ هذا الشاب الفتاة إلي مكان لا يعلمه أحد. وبعد أيام بدأت تأتي لنا معلومات عن مكان تواجدهما، وبعد أن بدأت الأموال تتناقص من يد هذا المجرم، أخذ يفاوض أهل الفتاة علي أخذ مبلغ منهم ويُرجع لهم بنتهم!!
وبالفعل أخذ أهلها في مساومته؛ حتي يعلموا مكان بنتهم. وقام بإسماعهم صوتها؛ ليطمئنوا عليها. وبعد مساومات عديدة، وتدخل جهات مختلفة، تم تسليم الفتاة لأسرتها. ومن داخل احدي مديريات الأمن، وعندما التقيت بهذه الفتاة، وقصَّت عليَّ ما تعرَّضت له أثناء هذه الفترة من تنقل من مدينة لأخري، وتستر بعض الجهات الأمنية علي من أغواها؛ لكن الشئ الخطير، والذي دفعني لتناول حكايتها، هو أن السيد الباشا بتاع النيابة العامة ببلدتها، كان قد قام بإيواء هذا المجرم والفتاة في منزله باحدي مدن الصعيد. هذا في الوقت الذي كانت أسرتها تبحث عنها، وكان الأمن يرد عليهم إنهم لا يعرفون مكانها. والأخطر، أن أهل الفتاة كانوا قد اتهموا صراحةًَ هذا الشاب، وطلبوا مواجهته، لكن الأمن كان يرد إنه لم يستدل عليه، ولا يعرف مكانه!!!!
كل هذا والشاب كان يدخل لدي الباشا عضو النيابة ويشرب الشاي معاه!!!
وكنتُ قد إتهمت شخصيًا عضو النيابة هذا، وأخبرت المحامين المكلفين بهذه القضية بإتهامي هذا؛ فقالوا لي: ليس لديك دليل علي ما تقول. فقلت لهم: مصير الأيام تثبت لكم صدق كلامي. وجاءت بالفعل هذه الفتاة، وقصَّت كل شئ، وأيدتني في كل ما توقعته من قبل..وللحديث بقية..
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com