يحز فى قلوبنا جميعاً أن يُتهم الدكتور يحيى بلبع بالتربح باستيراد أجهزة طبية منتهية الصلاحية، وهو من هو، صاحب الأيادى البيضاء على الغلابة من المرضى، وأن تكون خاتمة التاريخ الطبى المشرف الذى بلغ ذروة سنامه فى الإبداع الطبى عام 2013 بنجاحه فى إجراء جراحة لاستبدال «الصمام المترالى» بالاستعانة بالمنظار الجراحى، والتى تعد نقلة فى جراحات القلب، هذه النهاية التى أحزنت تلاميذه وبينهم الطبيب «باسم يوسف » الذى خلّف الطب وراء ظهره إلى السخرية، فصار علامة إعلامية مسجلة.
ويعطينا الدكتور «بلبع» فى محنته درساً مهماً فى تقبل القضاء، وفى رسالة إلى «باسم» يقول: «حينما يكون الأمر منظوراً أمام جهات قضائية ليس من المناسب أن يكون الرد من خلال الإعلام، يقينى بالله مطلق، وثقتى فى القضاء كبيرة، الشكر لكل من أنصفنى، وحسبى الله ونعم الوكيل فى كل من أساء إلىّ».
أرجو أن نستوعب جميعا، وأولنا الطبيب «باسم يوسف» تحديداً رسالة الدكتور «بلبع» إلى الإعلامى «باسم يوسف»، حينما يكون الأمر منظوراً أمام جهات قضائية ليس من المناسب أن يكون الرد من خلال الإعلام عند «محمود سعد»، وتغريداً على مواقع التواصل الاجتماعى.
وعليه أرجو أن يكف «باسم يوسف» عن التغريد والشحن فى هذه القضية، لأنها قضية طبية فنية، و«باسم» يعلم هذا جيدا، قضية استيراد أجهزة وأدوات طبية منتهية الصلاحية ليست قضية سياسية ولا إرهابية ولا إخوانية تخضع للفسفسة والتغريد والمزايدات، والتماس الأعذار فى استيراد أجهزة منتهية الصلاحية بأنها قد تكون للمرضى الغلابة، عذر، لو صح، وأظنه غير صحيح، أقبح من ذنب!
وثقتنا من ثقة الدكتور «بلبع» فى القضاء أن ينصفه، وهو أهل للإنصاف بما قدمت يداه، من هنا لا يصح أن يخلط «باسم» بين حبه لأستاذه وكرهه للنظام، «باسم» يعرف الدكتور «بلبع» وينزهه عن كل نقص، ولكن هذا لا يسوغ لـ«باسم» تبرئته فقط لأنه أستاذه، مثلا لو المتهم أستاذ آخر من خيرة الأساتذة وهم كثر، لا يعرفه «باسم»، ولم يتتلمذ على يديه كان اتحمق، وشغال تغريد، وقالب الدنيا، عبث أن يضغط «باسم» بشعبيته لتبرئة أستاذه!!
قضية الدكتور بلبع مثل العضمة التى تلقفها باسم للنيل من منظومة صحية يعمل فيها مئات الآلاف من الشرفاء الذين لا يعرفهم باسم، يعرف بس الدكتور بلبع، وطالما باسم شايف إنه برىء هو برىء، الرجل ثقته فى القضاء كبيرة، ولم يُعرف عنه سوى نشاطه الطبى، ولم ينشط سياسيا ذات يوم، ليس هدفاً!
يقيناً النيابة لا تعرف الدكتور «بلبع»، تعرف التقارير، والمستندات، والفنيات، لا تقف على الأسماء، ولا تكيف الاتهامات بالأفعال الخيرة وأفعال التفضيل، أشرف وأعظم، وسيقف هذا العلامة أمام العدالة مدافعاً بحق عن سمعته فى قضية طبية، ليس لأنه الدكتور «يحيى أنور بلبع» الطبيب الشهير، ولكن لأنه المواطن الشريف «يحيى أنور بلبع»، البراءة هنا ليست رهناً بتغريدات «باسم» وتعاطفه مع أستاذه، وليس بدعاء الغلابة من مرضاه، ولكن بالمستندات.
بعيداً عن مسخرة «باسم»، الإنصاف يقتضى نظر هذه القضية على نحو عاجل لأن بقاء الدكتور «بلبع» تحت نير الاتهام يورثه حزناً بدا من رسالته، وتبرئة ساحته إن شاء الله رهينة بقاضٍ عادل ينظر هذه القضية بعين الإنصاف لتاريخ طبى يمشى على قدمين، فقط نكف عن الإيحاء السياسى فى هذه القضية تخليصاً لثارات، وسكباً لمرارات، ليس حباً فى الدكتور «بلبع» بقدر ما هو كيد، ومصمصة فى عضم النظام.
نقلا عن المصرى اليوم
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com