ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الخطيئة الحقيقية في زواج سارة وطرابيك!

بقلم : احمد رفعت | 2015-08-17 20:44:59

 بات على الفنان سعيد طرابيك وزوجه الدفاع عن قرارهما بالزواج، بدلا من الاستمتاع به وبكل لحظة فيه.. صارا مجبرين على الرد على اتصالات القنوات الفضائية والصحفيين، منتقلين من حوار هنا إلى مداخلة هناك.. ومن تصريح هناك إلى توضيح هنا، وتحول الفرح إلى معركة يخوضانها الآن معا دفاعا عن قرارهما!

 
ومن ثوابتنا - كاتب هذه السطور - أﻻ نتدخل مطلقا في الحياة الخاصة للناس، إﻻ إذا ارتبطت بالشأن العام وﻻ نتعرض بأي طريقة لأعراض الناس أو سمعتهم وشرفهم، حتى لو كانت مخدوشة ومجروحة فعلا.. حتى لو مرتبطة بالشأن العام.. ونستثني فقط من ذلك الأحكام النهائية الخاصة بالخيانة والعمالة، وفيها أيضا لا نأخذ البريء بجريرة المجرم، وشعارنا الآية الكريمة أن لا تزر وازرة وزر أخرى.. ونراها تشكل في ذاتها قانونا في قمة العدل والرحمة.
 
واستثناء من عدم التدخل تأتي مناسبة زواج الفنانة سارة طارق من الفنان سعيد طرابيك، كحدث يستحق التناول؛ حيث فاق دس الأنوف في مسألة زواجهما الحدود المعقولة للتدخل في خصوصيات الناس.. فالتدخل في الشأن الخاص للآخرين له حدود وأصول، حتى لو كانوا من نجوم المجتمع ومن شخصياته العامة، ذلك أن الأصل في التدخل - أي تدخل - هو وجود مخالفة ما.. أو وجود خروج محدد على التقاليد والأخلاق العامة، وليس في الالتزام بما حلله الله.. شيء من ذلك!
 
البعض يخالف نفسه ويقول "لا نعترض على الزواج ولكن فارق السن كبير"!، ونقول: وأنت مالك؟، هل اشتكى لكم صاحبا الشأن؟، بينما آخر يقول: "ما عنديش اعتراض إلا إحساس ابنه وزوجته الأولى"، ونقول أيضا: وأنت مالك؟، هل اشتكى لكم ابنه أو اشتكت لكم الزوجة الأولى؟، ونقول وينبغي أن نقول: كيف يرفض البعض للفنانة سارة ما قبلته هي؟، وإن كان البعض ينتقد الفنان سعيد طرابيك؛ لأنهم يحبونه كما يقولون.. فلماذا لم يفرحوا لفرحه؟.. ولماذا لم يسعدوا لسعادته؟.. هل يعرف أحدهم أسرار وحياة سارة وطرابيك؟.. وهل يعرفون ما ينقص كل منهما وما يحتاجه وما يبحث عنه ووجده في الآخر؟!
 
هل يعرف أحدهم ما افتقدته سارة - مثلا - في حياتها أو في ارتباط سابق ووجدته في طرابيك؟ أو العكس؟.. علما بأن سارة أمامها فرص كبيرة للزواج من آخرين ممن يملكون دفعها للأمام في السينما والتليفزيون، ومن المؤكد أنها تلقت عروضا متعددة بذلك، لكنها اختارته هو ولا نعرف أيضا في المقابل، أنه ممن صنعوا ثروات كبيرة في الوسط الفني تغريها بالطمع في شيء.. وكذلك هو.. أمامه فرص عديدة لنزوات لا تلزمه بتبعات الزواج الشرعي، لكنه اختار الزواج الشرعي!
 
خلاف ذلك فعلى الأسوياء ممن نسوا تأثير مواقع التواصل الاجتماعي الطاغي الآن على حياة المصريين، خصوصا المشاهير منهم.. عليهم التوقف عن هذه الخطيئة الاجتماعية والعودة إلى أصولهم الخيرة الطيبة، وتمني السعادة للعروسين والتوقف عن إفساد فرحتهم بل التوقف عن إفساد فرحة الآخرين عموما، والامتناع عن عادة التطفل على الغير والسخرية منهم.. يجب أن تتوقف ظاهرة الاندفاع - بغير وعي - وراء السلوك الجماعي على المواقع الاجتماعية.. فما يحدث في الاجتماعي من انسياق في المواقف وتقليد المحيطين يتكرر للأسف في السياسي..
 
إنها - يا أعزاء - لعبة الهندسة النفسية الملعونة.. الموجهة بشراسة نحو مجتمعاتنا!
نقلا عن vetogate.com
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com