لا أحد يقبل النصيحة فى عالمنا العربى!
كلنا نتصرف كأننا نملك الحقيقة المطلقة التى تؤدى بنا إلى الصواب المطلق!
لدينا أزمة كبرى فى «الناصح» و«المنصوح» فى عالمنا العربى. «الناصح» يلعب تمثيلية النصح وكأنه يقدم رؤية مخلصة، بينما فى الحقيقة يحاول فرض إرادة ورغبة ومصلحة على الطرف الآخر بصرف النظر عن مدى فائدة هذه النصيحة وجدواها.
«المنصوح»، أى الذى يوجه إليه النصح، يشعر دائماً بأنه فوق مستوى الحاجة إلى النصيحة لأنه يملك الحكمة الكاملة والمعرفة المطلقة لكل الأمور.
«المنصوح» يشعر بأنه ليس بحاجة إلى فلسفة الآخرين وتدخلهم السافر فى حياته وقراراته، فهو وحده، دون سواه، يعرف كيف يدير حياته وكيف يخدم مصالحه بأفضل طريقة ممكنة لذلك فهو يتعامل مع أصحاب النصائح بضيق لأنهم يتدخلون بـ«غباء» و«تطفل» و«جهل» فيما لا يعنيهم!!
باختصار مسألة النصح فى عالمنا العربى هى «صداع» لا مبرر له!
والذى لا يتوقف أمامه الكثير فى عالمنا العربى أن دول أوروبا والولايات المتحدة وجنوب شرق آسيا تقدموا وحققوا طفرات اقتصادية وتنموية كبرى فى حياتهم من خلال اختيار أفضل المستشارين فى كل التخصصات.
المستشار هو «ناصح» له خبرة عميقة فى مجال تخصصه، يقدم لك باحتراف وعمق أفضل الحلول لإدارة أصعب المشاكل بأقل التكاليف الممكنة.
بعض المسئولين وبعض رجال الأعمال يستعينون بالمستشارين ليس من أجل الاستفادة منهم ولكن من أجل الشكل والمظهر ومن أجل أن يقال إنهم يستشيرون قبل إصدار قرارهم النهائى!
البعض لا حاجة له -فى حقيقة الأمر- لأى مستشار لأنه فى نهاية الأمر «يمشى على حسب رغبته» بصرف النظر عما يقال له من نصائح أو عما يوجه له من تحذيرات.
قرار الرجل الواحد، الذى يسيطر على صاحبه بشكل مسبق ولا يمكن إلغاؤه أو تغييره أو تعديله لأى سبب من الأسباب هو كارثة الكوارث التى تحيط بإدارة الأمور وإدارة شئون حياتنا!
نقلا عن الوطن
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com