ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

السحر عند الفراعنة!

بقلم :زاهي حواس | 2015-07-28 11:45:57

جاء فى القرآن الكريم، وفى وصف السحر عند الفراعنة بأنه عظيم! ولا يزال سحر الفراعنة سراً من أسرار الحضارة المصرية القديمة. وعلى الرغم من تحقيق آلاف الاكتشافات الأثرية وتأليف مئات الكتب عن السحر عند الفراعنة، فلا نجد إلى الآن من يشرح لنا طبيعة أو ماهية السحر عند الفراعنة. وبعد ما يقرب من أربعين عاما من العمل بمقابر الفراعنة ومعابدهم ومساكنهم، أستطيع القول إن السحر بدأ فى مصر القديمة منذ عصور سحيقة سبقت عصر معرفة الكتابة، أى قبل 5200 سنة.

ونستطيع القول بأن طبقة معينة من الكهنة يطلق عليهم اسم الكهنة المرتلين أو «غريو حب» باللغة المصرية القديمة هم من اختصوا بممارسة السحر. أما عن طبيعة وماهية السحر فلم يكن مجرد طقوس وهمية للتأثير على الحاضرين! فقد وصل السحرة الفراعنة بالفعل إلى معرفة علوم ما بعد الطبيعة أو الميتافيزيقا. تمكن السحرة من السيطرة على قوى غير ملموسة توجد حولنا وفى الأشياء سواء الجماد أو الحى. وكان التحكم بقوى ما بعد الطبيعة علماً سرّياً لم ينقله السحرة إلا بشروط وعهود ومواثيق ولم يكن فى استطاعة أى شخص أن يكون ساحرا، ولا نعرف شروط انتقاء السحرة، وإن كنا نعرف أنهم تعلموا بالمعابد.

إن تحويل الجماد إلى كائن حى مفترس يخبرنا به القرآن الكريم فى قصة موسى- عليه السلام- والسحرة، وكذلك أوراق البردى المصرية القديمة، ففى قصة مثيرة نجد كاهناً مصرياً يكتشف خيانة زوجته له مع شاب فتىٍّ، فما كان منه إلا أن صنع تمساحاً صغيراً من الشمع وانتظر حتى نزل الشاب إلى المسبح ليغتسل، فألقى الكاهن تمساح الشمع فى المسبح، وقرأ عليه تعويذته السحرية، فتحول التمساح الشمعى إلى تمساح مفترس فتك بالعاشق.

نحتاج فقط إلى زيارة لمقابر الموظفين والكهنة بالهرم وسقارة، والتى تعود إلى الدولة القديمة، أى إلى ما يقرب من 4500 سنة.. هناك نجد نصوصا هيروغليفية تسمى نصوص اللعنة منقوشة على جدران ومداخل هذه المقابر، وقد كُتبت بناء على رغبة المتوفى فى إبعاد اللصوص عن سرقة المقبرة، والحفاظ على الجسد المحنط الذى تتعرف عليه الروح من جديد فى العالم الآخر، فكان السحر وسيلة دفاع فعالة عن المقبرة وكنوزها. وقد كشفت عن مقبرة لأحد الفنانين، ويدعى «بتتى» داخل جبانة العمال، بناة الأهرامات، وقد بنى بتتى هذه المقبرة من الطوب اللبِن له ولزَوجته.. وفى مقصورة هذه المقبرة يوجد نصان سحريان مختلفان، واحد لـ«بتتى» والآخر لزَوجته.

أما النص فيقول: «يا كل الناس، كاهن الإلهة حاتحور سيضرب كل من يدخل هذه المقبرة ليمسها بضر، وكل من يفعل شيئا ضدها سوف تلتهمه التماسيح وتفترسه أفراس النهر فى المياه، والثعابين والأسود فى الأرض». وفى مقبرة أخرى بسقارة عثر بها على نقش يقول فيه صاحبها: «كل من يمس مقبرتى بسوء سوف أنتزع رقبته مثل الإوزة». ولدينا نقش يرجع إلى العصر اليونانى خاص بالمدعو بيتوزيريس، يرجو زوار مقبرته أن يؤدوا له الطقوس الدينية بالشكل السليم بدلاً من التعدى عليها، ويهدد من يفعل السوء بالعقاب الصارم، وذكر أنه إذا لم تتم معاقبة المعتدين فى الأرض فسوف يتم عقابهم فى العالم الآخر بعد الموت. ومن أجمل ما عثر عليه أن مدخل إحدى المقابر وُجد عليه رسم لشخص واقف وفى يده عصا كبيرة يشير إلى ضرب أى شخص يحاول سرقة المقبرة.

ومن أشهر قصص السحر والسحرة بردية «خوفو والسحرة»، عندما جاء ابن الملك خوفو (صاحب الهرم الأكبر) بالساحر «جدى» الذى كان يعيش فى مدينة «جد سنفرو» ويبلغ من العمر مائة عام، وسأله خوفو عن حقيقة ما سمعه عنه من تمكنه من السحر، وأنه- أى جدى- يمكن أن يقطع رأس إنسان ويعيده مرة أخرى، وأجاب الساحر بنعم، وطلب منه الملك أن يفعل ذلك أمامه فرفض الساحر، وقال: «أنا لا أفعل ذلك فى إنسان»، وقال الملك: «سوف أحضر لك سجيناً؟! فقال الساحر: «إن السجين إنسان!»، ولذلك أحضر له إوزة وقام جدى بقطع رقبتها، وألقى الإوزة فى جهة ورقبتها فى جهة أخرى، ثم أشار إليها، فعادت تطير، وسط دهشة الحاضرين.

نقلا عن المصرى اليوم

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com