بالفيديو و الصور .. اللحظات الأخيرة للملك فاروق في مصر.. فاروق ظالمًا أم مظلومًا؟
أماني موسى |
2015-07-26 17:26:03
*علوبة: فاروق لم يهرب أموالاً أو مجوهرات للخارج، والخمر والنساء ي حياته محض افتراءات.
*علوبة: القصور الملكية تعرضت للنهب والسلب، من قبل اللوريات التي تأتى ليلاً لتحمل التحف النفيسة والمجوهرات، ولا أحد يعلم إلى أين.
* فرقة الملك السودانية تحميه وتعود ملقية أسلحتها بالبحر.
*فاروق يبكي يوم رحيله عن مصر.
كتبت – أماني موسى
بينما يحتفل المصريون بذكرى ثورة 23 يوليو 1952، التي أطاحت بالنظام الملكي عن مصر ونفت أخر ملوكها فاروق الأول إلى خارج البلاد، يراها فئة ليست بقليلة أنها لم تكن ثورة شعبية بل انقلاب عسكري أطاح بالملك من خلال مجموعة عرفوا باسم "الضباط الأحرار".
وبينما تمر السنون على ذلك الحدث الذي غير وجه مصر، يهب مجموعة من مؤرخي مصر الحديث لرفع الغبن عن صورة فاروق الأول الذي أظهرته كتب التاريخ على أنه الرجل الفاسد الذي يعشق النساء والخمرة، ولتظهر صورة أخرى عن أخر ملوك مصر من الأسرة العلوية.
نرصد اللحظات الأخيرة للملك فاروق قبيل مغادرة مصر والقصص التي أثيرت حول هذه الساعات.
يوم الرحيل.. الملك لأحد الضباط: أنزل عصاك أنت في حضرة ملك
فى تمام الساعة السادسة وعشرون دقيقة مساء يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق مصر على ظهر اليخت الملكي المحروسة "وهو نفس اليخت الذي غادر به جده الخديوي إسماعيل عند عزله عن الحكم"، وكان في وداعه اللواء محمد نجيب وأعضاء حركة الضباط الأحرار، حيث غادر مصر إلى إيطاليا.
وكان أحدهم ويدعى جمال سالم يمسك بالعصا تحت إبطه في صلافة، فما كان من الملك فاروق إلا أن وبخه بقوله: "أنزل عصاك أنت في حضرة ملك" مشيرًا إلى ابنه الرضيع الملك أحمد فؤاد الثاني، واعتذر اللواء محمد نجيب عن ذلك، وأدى الضباط التحية العسكرية وضربت المدفعية إحدى وعشرون طلقة لتحية الملك فاروق عند وداعه.
بكاء طاقم المحروسة أثناء مغادرة الملك
فاروق يلقي بصوته خطاب التنحي
اللواء محمد نجيب يصدر أمر ترحيل الملك فاروق
ويقول الأميرالاي جلال علوبة، قائد اليخوت الملكية، أن 22 يوليو 1952 كان من أصعب أيام الملك فاروق في مصر، حيث فوجئ بالملك يحدثه تليفونيًا على غير عادته، وقال له بصوت مضطرب: يبدو أن الجيش قام بعمل حاجة!! جهز نفسك واستعد باليخت.
ويضيف، بدأت المفاوضات بين اللواء محمد نجيب وعلى ماهر من جانب والملك فاروق من الجانب الآخر، وخلال هذه الأيام أقمت مع الملك فى قصر عابدين من يوم الأربعاء 22 يوليو حتى السبت 26 يوليو.
وأتصل به الضابط محمد أنور السادات ووطلب إليه لقاءه باللواء محمد نجيب، وقد كان، وأبلغه نجيب أن يرحل بالملك فاروق فى الساعة السادسة فى صباح اليوم التالى الأحد 27 يوليو.
اللواء محمد نجيب يلقي بيان التنحي ويترأس البلاد وناصر يعزله
وأعلن خلال البيان الذي ألقاه إعلان الجمهورية برئاسة اللواء محمد نجيب القائد الأعلى للجيش، وعين جمال عبد الناصر نائبًا للرئيس ووزيرًا للداخلية فى ١٨ يونيو ١٩٥٣.
ثم أعلنت استقالة محمد نجيب فى فبراير 54 وتولي عبد الناصر رئاسة مصر، وبعدها بيومان حدث احتجاجات شعبية في مصر والسودان حتى عاد نجيب لمنصبه، واحتفظ عبد الناصر برئاسة الوزراء حتى ٨ مارس عندما أعلن مجلس قيادة الثورة رئاسة محمد نجيب لمجلس للوزراء، وفى ١٤ نوفمبر ١٩٥٤ تم عزل اللواء محمد نجيب وتحديد إقامته، وظل تحت الإقامة الجبرية فى فيلا زينب الوكيل بالمرج حتى وفاته فى ٢٨ أغسطس ١٩٨٤.
قائد اليخوت الملكية يكشف كواليس اللحظات الأخيرة
وبحسب ما قاله الأميرالاي جلال علوبة قائد اليخوت الملكية، أن الملك فاروق كان سيتنازل عن العرش قبل الثورة بعشر سنوات عندما حاصرت الدبابات الإنجليزية قصر عابدين فى 4 فبراير عام 1942 لإجبار الملك على تعيين النحاس باشا رئيس حزب الوفد على رأس الوزارة.
قوة حربية لتأمين المحروسة أثناء مغادرة الملك ومجلس الثورة يرفض
ويضيف علوبة، عدت إلى الملك فى نفس اليوم فى الساعة الخامسة، وكانت حالته النفسية سيئة جدًا، وقلت له: استعد للإبحار صباحًا، وطلب من محمد نجيب قوة حربية لتأمين المحروسة ضد أى هجوم إسرائيلى، وبعد أن وافق نجيب إعطاء القوة الحربية رفض مجلس قيادة الثورة لأن محمد نجيب كان ذو شخصية مهزوزة.
الملك يبكي
وبكى فاروق قبيل مغادرة مصر، ويقول علوبة: أصبح دائم البكاء، وحاول تعيين اللواء محمد نجيب وزيرًا للحربية في محاولة لاحتواء حركة الجيش.
الملك وبناته الأميرات يواجهوا شبح الجوع على ظهر المحروسة
ويقول فاروق في مذكرات نشرها الموقع الرسمي للأسرة المالكة على الإنترنت، أنهم فوجئوا بعدم وجود الطعام الكافي باستثناء الخبز والجبن وكان يكفي وجبة واحدة لكل منا في اليوم، فسألت بناتي متى يمكننا تناول هذه الوجبة؟ واتفقن على تناولها في العشاء لكي نظل نتطلع إليها طوال اليوم، وعلقت ناريمان قائلة: ربما كان ذلك أفضل لنا وعزاؤنا أن الصحف لن تتحدث مثلاً عن حفلات السكر التي أقمناها على متن المحروسة وآثار علب الكافيار والشامبانيا التي تركناها فرددت: لا يزال أمامك الكثير لتتعلميه، فهم سيقولون ذلك بدون شك بطريقة أو بأخرى، وهو ما حدث بالفعل.
فرقة الملك السودانية تحميه وتعود ملقية أسلحتها بالبحر
ويقول فاروق الأول في حديثه للصحفي نورمان برايس في العام 1953، أنه بعد إبحار المحروسة، طلب حراسة فرقته السودانية ثم العودة إلى بلادهم وبمجرد ابتعاد السفينة عن المياه الإقليمية قاموا جميعًا بإلقاء أسلحتهم في البحر وأقسموا أن بنادقهم التي كانت تحمى الملك يجب ألا تستخدم ضده.
فاروق المنفي لم يسلم من الافتراءات وهو يرد: فوضت أمري لله
ويضيف في حديثه الصحفي، أنه لاحظ الحزن الشديد باديًا على بناته، فدخل غرفة نوم فادية، وطلب من أحد العاملين بالفندق شراء أباجورة خاصة بالأطفال من أحد محلات كابري عليها رسومات أو أغاني للأطفال، ليفاجأ بعد ذلك بالصحف المصرية تنشر عناوين "حاشية فاروق تطوف محلات كابري من أجل شراء عشرات المصابيح الورقية"، "المنفي المستهتر يقوم بإعداد حفل كبير في الروف يتسع لستمائة شخص".
ويختتم حديثه عما تعرض له من شائعات، أمر صعب أن تتعرض للافتراء ولكن الجميل هو أن تفوض أمرك إلى الله.
علوبة: الملك لم يهرب أموال أو مجوهرات ولم يشرب الخمر في حياته
أكد علوبة أن الملك فاروق لم يخرج بأى شئ من مصر ولم يسرق الأموال، ولم يقم بتهريب الذهب أو مجوهرات القصور الملكية كما أشيع عنه، وإن كل ما قيل بهذا الصدد كذب وافتراء.
ويضيف: أن تعرضت القصور الملكية للنهب والسلب، فقد كانت اللوريات تأتى ليلاً لتحمل التحف النفيسة والمجوهرات.. إلى أين؟ الله وحده أعلم!
ويؤكد علوبة أن الملك فاروق لم يذق طعم الخمر فى أى يوم من الأيام لأنه كان يؤكد على حرمتها، أما بالنسبة لعلاقاته النسائية فهذا محض افتراء وإشاعات لا أساس لها.
وفاته بالسم في إيطاليا:
توفي الملك فاروق في إيطاليا في 18 مارس عام 1965، وقد قيل أنه اغتيل بالسم بأحد مطاعم ايطاليا، ولقد أوصى بأن يدفن في مصر، فى مسجد الرفاعى بجوار أسرته، إلا أن عبد الناصر رفض.
فريدة زوجة الملك فاروق الأولى تشارك في جنازته بروما