ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الدولة والدعاة يحاربون الإلحاد بتصريحات جدلية: «زعلانين من ربنا.. ومخرجوش من الإسلام»

المصري اليوم | 2015-07-18 20:04:40

في أواخر ثلاثينات القرن الماضي، شهدت مصر معركة فكرية حول قضية «الإلحاد»، أسفرت عن ظهور كتاب «لماذا أنا مُلحد؟» للكاتب إسماعيل أدهم، مقابل كتابي «لماذا أنا مؤمن؟» و«لماذا هو مُلحد؟»، للدكتور أحمد زكى أبوشادي، والكاتب الإسلامي محمد فريد وجدي، ولم تشهد المعركة رغم تباين الأفكار أي اتهامات بالتخوين أو السطحية في المناقشة.

اختفى الملحدون من الساحة فترة طويلة في بلد تنتمي الأغلبية فيه إلى الإسلام، وتحت حكم رؤساء مُحافظين، خوفًا من القمع، إلى أن جاهر بعض الشباب بإلحادهم عقب ثورة 25 يناير، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وانتشرت الصفحات التي تُروج للإلحاد على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أشهرها «الإلحاد هو الحل»، و«ملحدون راديكاليون بلا حدود»، و«ملحد منطقي»، ثم انتقلوا من العالم الافتراضي، إلى شاشات التليفزيون، ودخلوا في مناظرات مع عدد من رجال الدين في برامج حوارية، كانت نتيجتها تعرّض بعضهم للحبس بتهمة «ازدراء الأديان».

الدولة بمؤسساتها الدينية وعدد من الدعاة أعلنوا الحرب على الإلحاد في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي ، الذي حظى بدعم عدد من الشباب الذين تمرّدوا على الدين، بدأت بإغلاق «قهوة الملحدين»، الكائنة بشارع الفلكي التابع لحى عابدين.

المهندس جمال محيي، رئيس حي عابدين، قال في تصريحات تليفزيونية، إن قرار إغلاق المقهى، جاء بعد شكاوى الأهالي بأن المقهى يغلق مداخل العمارات، مضيفًا: «عندما فحصنا الشكوى وجدنا أن المقر مرخص لمكتب تصدير واستيراد، وليس مقهى، وبناء على ذلك تم إغلاقه، وليس كما تردد أنه تم إغلاقه لأنه مكان لتجمع الملحدين»، لكن قرار الإغلاق الصادر من الحي وتوقيع رئيسه، يصف المقهى بـ«قهوة الملحدين».

المؤسسات الدينية والدعاة رفضوا الاستعانة بمعركة «لماذا أنا مُلحد؟» و«لماذا أنا مؤمن؟»، فكانت تصريحاتهم وتفسيراتهم لـ«الإلحاد» سطحية إلى أقصى درجة، حسبما يقول عدد من الملحدين والباحثين، كما سخر منها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي.

كانت وزارة الشباب والرياضة أعلنت إطلاق حملة قومية لمكافحة ظاهرة الإلحاد ومنع انتشارها بين الشباب، وذلك بالتعاون مع وزارة الأوقاف في يوليو الماضي.

موضة العصر
الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قال إن «الإلحاد موضة العصر»، وأشار في حديثه على التليفزيون المصري، إلى أن «الإلحاد الجديد له مؤسسات وجمعيات وأموال، وأصبح للملحدين تشجيع على مهاجمة الدين».

وأضاف: «الملحدون لا يستعملون الذوق مع المؤمنين، وإنما اتباع الهجوم والتعامل بقسوة، والدين لا يُفرض على أحد وإنما هو عقيدة».


تقليد الخارج
بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة، أعلن التعاون مع الأزهر الشريف، لمواجهة ما أسماه «ظاهرة الإلحاد»، ونظم مجلس كنائس مصر مؤتمرًا في نوفمبر الماضي، قال خلاله المشاركون: «إن الشباب المصري يتجه لتقليد نظرائه في الخارج».

وكان من بين الحضور 100 شاب وفتاة مقسمين على 20 كنيسة من خمس كنائس مصرية، وعدد من قادة الكنائس، ومشايخ الأزهر، وممثلي وزارة الأوقاف.

«زعلانين من ربنا»
الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، قال في تصريحات تليفزيونية، إن «الملحدين مش ملحدين، هم فقط زعلانين من ربنا»، كما كرّر نفس التصريح، في لقاء مع طلاب الجامعات بمعهد إعداد القادة بحلوان، وقال: «هناك دراسة أجريت على 6 آلاف شاب، خرجت بأن 12.30% منهم ملحدون، والدراسة انتهت إلى وجود 56 سببا لإلحاد الشباب المصري، أهمها أنهم ملحدون بسبب زعلهم من ربنا، المغفلين مايعرفوش إن ربنا رحيم».


في تفسير مُشابه لتفسير على جمعة للإلحاد، قال الداعية الإسلامي عمرو خالد: «أغلب الملحدين بيكونوا زعلانين، زعلانين من أي شيء، من أهلهم أو المجتمع أو الناس، وأحياناً من الله، هو نفسيًا زعلان، فبدل ما أن نسبه فيزيد زعله وبدلًا من أن نرهبه من الله فيزيد زعله، نساعده إنه يصطلح مع الناس ومع أهله، بدل ما تلغي وجود الله لأنك زعلان، جرب تكلمه وتقول له إنك زعلان».


لا يُعارضون الدين
مرصد الفتاوى التكفيرية، التابع لدار الإفتاء، قال في بيان، إن «الملحدين لا يعارضون الدين، لكنهم يرفضون استخدامه كنظام سياسي، ويدعو إلى فصل الدين عن الدولة».

«مخرجوش من الإسلام»
وفي تصريح مُشابه، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي ، خلال كلمته في احتفالية ليلة القدر، الأسبوع الماضي: «كثير من الناس ذكروا أن هناك كثيرا من الشباب ألحدوا، بما يعنى أنهم لم يخرجوا من الإسلام، ده مسلمين ومسيحيين، ويمكن حاجة كمان، قالوا مافيش بقي».

وأضاف: «طب ليه؟، لأنهم مقدروش يتحملوا حجم الفتنة، وحجم الإساءة، وحجم الظلم الموجود على الأرض، وقالوا مش معقول، أنا لست قلقا من هذا الأمر».

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com