ألبير ثابت فهيم
طالعتنا بعض الصحف برفع علم مصر علي الفرقاطة ( فريم ) الفرنسية التي تم التعاقد علي شرائها من فرنسا لتشارك في الاحتفال العالمي بافتتاح قناة السويس الجديدة ، كما سيطلق عليها أسم ( تحيا مصر ) . لقد أثلج هذا الخبر صدورنا وتذكرنا الأيام السوداء ، والصدمة والإحباط اللذين أصابت المصريين الوطنيين عندما شاهدوا عبر الفضائيات قيام الجماعات المتأسلمة وهم يرفعون علم القاعدة في ميدان التحرير ، وأعلام أخرى كعلم حزب الله والمملكة العربية السعودية ، بل وصلت الأعمال الاستفزازية في هذا التوقيت ، إلى قيام مجموعة من الشباب والصبية التابعين للجماعات المتشددة وهم ينزعون علم مصر داخل ميدان التحرير وجره على الأرض ثم إشعال النار فيه ، فمثل هذا الفعل لا يقدم على القيام به، بل لا يفكر أصلاً في القيام به إلا من لا يدرك أي معنى أو قيمة للوطن أو الدولة ، فهم يرونه مجرد ( علم العلمانية ) ، وحسب فكرهم العقيم بأنه غيّر شرعي .
كما لا ينسى المصريون ما فعله بعض الأعضاء المتأسلمين في البرلمان المصري الذي تم حله في 2012 م عندما رفضوا الوقوف للنشيد الوطني ، والتي أثارت موجة غضب عارمة بين المصريين لأنه فعل غير مقبول ومكروه ومستهجن ... بل تكرار هذا الأمر من بعض المنتمين للتيار السلفي بعدم الوقوف خلال عزف السلام الجمهوري أثناء مشاركتهم في اجتماع الجمعية التأسيسية المكلفة بوضع الدستور المصري الجديد . فإذا كانوا لا يحترمون السلام الجمهوري لبلدهم ، فكيف لهم أن يشاركون دستورها أصلاً ؟! .
ومن المشاهد المثيرة للأعصاب عقب رجوع مصر المخطوفة من حكم الأبالسة مشهد الشيخ أحمد عامر الإخوانجى وهو يخطب في معتصمي رابعة العدوية من فوق المنصة وهو يُشير بيديه إلى علم تنظيم القاعدة قائلاً ( أيها الشعب .. أيتها الحكومة .. هذا هو العلم الرسمي وأنه ليس علم مصر وحده وإنما علم الأمة العربية كلها ) .
وإزاء الأحداث المؤسفة أصدر الرئيس المصري المؤقت ، عدلي منصور قرارا بتفعيل قانون يجرم إهانة العلم المصري، ورفض الوقوف عند عزف النشيد الوطني . وينص القانون الجديد بالحبس لمدة لا تزيد على سنة ، وبغرامة لا تتجاوز 30 ألف جنيه مصري أو بإحدى هاتين العقوبتين .
الغريب عقب صدور القانون ، قامت السلطات المصرية بإحالة رجل أعمال وصاحب سلسلة متاجر كبرى ( التوحيد والنور ) إلى المحاكمة العاجلة بتهمة إهانة علم مصر حيث وضعه على أسفل الأحذية بسلسلة متاجره . الجدير بالذكر بأن هذا الرجل معروف بانتمائه لجماعـة ( الإخوان ) وسبق أن تم الحكم عليه بالسجن عام 2003 لمدة ثلاث سنوات لجمعه خمس زوجات في نفس الوقت في قضية شغلت الرأي العام المصري .
من هنا يتوجب علينا جميعاً قبل افتتاح قناة السويس بأسبوع برفع أعلام مصر فوق جميع أسطح وشرفات المنازل ، والمصالح الحكومية والشركات والمؤسسات وأعلى المحلات وعلى الأتوبيسات القطارات والسيارات والموتوسيكلات وعلى جدران المدارس وأسوار الجامعات والمعاهد العليا ، وفوق الأعمدة الكهربائية ، بل يتم تسليم علم مصري صغير مع وردة لكافة القادمين إلى مصر عبر المطارات والموانئ ابتهاجاً واحتفالاً بافتتاح قناة السويس الجيدة .
كما نأمل من وزارة الخارجية بإصدار تعليمات للسفارات والقنصليات في الخارج بأن يتضمن برامجهم وفعالياتهم أثناء الاحتفال رفع الجاليات المصرية المقيمة للأعلام المصرية في بعض الميادين المختارة بعد التنسيق مع السلطات المختصة في تلك الدول . كما تكلف وزارة التربية والتعليم كافة المناطق التعليمية في مصر بتوزيع الإعلام الصغيرة على المدارس ، وأن تضع من الخطط ما يطبع علم مصر في قلوب أبنائنا طلاب المراحل الأولي .
كما أن هناك دوراً حيوياً للهيئة العامة للاستعلامات في تلك المرحلة لكونها نافذة مصر في الداخل والخارج ، ويحتاج عملها في تلك المرحلة لقفزات أرنبيه لتكون مؤسسة احترافية تعمل لخدمة الشعب والدولة المصرية ، وتستطيع مواكبة الأحداث العالمية في التو واللحظة .
وفى سياق متصل ، قامت القوات البحرية بالانتهاء من تجديد اليخت الملكي ( المحروسة ) ليبحر بها الرئيس /عبد الفتاح السيسى وليعلن فوق سطحه، افتتاح قناة السويس الجديدة نظرًا لفخامته الشديدة، وضمه مجموعة من المقتنيات الذهبية الخالصة . فقد تم بناؤه لنقل الخديوي إسماعيل وأمراء وملوك أوربا لافتتاح قناة السويس، ليسجل بعبوره أول سفينة تدخل قناة السويس، وكان أول اليخوت التي تم تركيب أول لاسلكي في العالم على متنه عام ١٩١٢م وهو اليخت الملكي الذي نقل الملك فاروق في رحلته الأخيرة إلى إيطاليا بعد تنازله عن العرش رسميًا ، كما عبر به الزعيم جمال عبد الناصر، المجرى الملاحي به، معلنًا تأميم قناة السويس في ٢٦ يوليو ١٩٥٦ م .
مبروك لجميع المصريين بتلك الإنجازات الرائعة التي ستنقل مصر إلى مصاف الدول الكبرى .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com