راجعت كشف المفرج عنهم بقرار رئيس الجمهورية احتفاءً بقدوم شهر رمضان، راجعته مرات ومرات أبحث عن اسم بنت من بناتنا السجينات دون جدوى، بحثت عن أسماء ماهينور المصرى ويارا سلام وسناء سيف، وغيرهن كثيرات خلف القضبان، ليس لأنهن شهيرات إعلامياً، وقصصهن يتحدث بها الركبان، ولكن لأنهن سجينات، يصعب علينا بلع استمرار سجن البنات في سجن النساء!.
من قدم الأسماء للرئيس تجاهل السجينات كلية، لماذا؟ لا أعرف، ألا توجد وراء القضبان فتاة واحدة تستحق العفو الرئاسى؟.. ألا يصيب العفو إحداهن، ولو على سبيل المثال، لذر الرماد في العيون المفتحة تتفرس الأسماء، وتبحث وراء كل اسم، جريمته وانتماءه السياسى، عفو الرئيس يتسع لألف مما تعدون، ونطمع في المزيد، لماذا التقتير على الرئيس وعلينا؟ يقينا لو قدموا ألفاً و165 اسماً بدلا من 165 اسماً فقط لما تأخر الرئيس؟
السيسى وعد، وهو عند وعده، فقط تساعده الأجهزة الأمنية والعدلية بقوائم لاحقة، قائمة وراء قائمة، ليس مهماً أن يواكب الإفراج الأعياد والمناسبات الوطنية، الإفراج عن هؤلاء هو العيد الحقيقى للوطن، مهما كان العدد كبيرا، قليل على سعادة الوطن، ولو كانوا ألفا ما كلفونا سوى توقيع الرئيس.
كل نفس بما كسبت رهينة، لا نطلب عفواً عن القتلة والمخربين، ولا يفرق كثيراً أن يكون اسم المفرج عنه شهيراً، أو وراءه مطالبات سياسية، أو إلحاحات إعلامية، ولكن المهم ألا تكون شهرة الاسم والمطالبات السياسية والإعلامية سبباً لعدم الإفراج عنه طالما يستحق العفو الرئاسى، أرجو ألا يتحكم العناد السياسى وسابق التواريخ السياسية في أسماء المفرج عنهم.
المحبون للوطن يطمعون في عفو رئاسى باتساع الوطن، لا تمييز بين أبنائه، لا يهم أن يكون المفرج عنه إخوانا أو يسارا أو 6 إبريل، لابد أن نعلو ونسمو بالعفو الرئاسى عن الحزازات السياسية، والألوان الحزبية، الرئيس رئيس كل المصريين، والعفو الرئاسى حق لكل المصريين، إلا الكارهين لهذا الوطن، أقصد من خرجوا علينا بالسلاح تقتيلا وترهيبا وتخريبا.
تصفية هذا الملف أولوية وطنية أولى، وواجب رئاسى أرجو ألا يغفل عنه الرئيس طرفة عين، والخطوة الأولى أشاعت ارتياحا مصحوبا بأمل كبير، وتسارع عمليات الإفراج، دفعة وراء دفعة بمثابة دفق للأكسجين في الأجواء السياسية التي تكاد تختنق تحت وطأة ضربات الإرهابيين وتحفظ الأجهزة الأمنية على بعض أسماء المفرج وهى في قلب المعركة، وهذا تقدير أرجو ألا يساء التقدير!.
العفو الرئاسى يصحح أوضاعا ساقنا إليها الإخوان المجرمون، المعركة المستعرة لها ضحايا كثر، والإخوان هم المستفيدون من سجن هؤلاء الشباب، يتخذونهم بضاعة في سوق النخاسة المفتوحة، يتاجرون بأسمائهم دولياً، باعتبار أن المعركة ليست بين الإخوان والنظام، بل باتساع الوطن، إخوان كاذبون.
ليكن معلوما، آخر من يتمنى الإفراجات الشبابية (حتى عن شباب الإخوان في السجون) هم الإخوان خارج السجون، في المنافى البعيدة، مهم حرمان الإخوان من تسويق هذه الأسماء الشهيرة محلياً ودولياً، والإفراج عنهم سياسيا يحرمهم من حجة على النظام، المعركة مع الإخوان يجب ألا تصرفنا عن سجن هؤلاء الشباب وفى القلب منهن السجينات، من رق قلبه على الغارمات ماليا يرق للغارمات سياسيا!!.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com