نحن نفهم الصيام بشكل خاطئ وقاصر للغاية وكأن الله أمر الناس أن يصوموا عن الطعام والشراب فحسب!
ومن فهمنا الخاطئ أن ما ينطبق من موجبات الصيام ينطبق على شهر واحد فى العام، أما بقية الـ11 شهراً فإن «ريمة تعود إلى عادتها القديمة»!
شهر الصيام هو نوع من التدريب على الطاعة الكاملة لله يمتنع فيه الإنسان فى مواقيت محددة عن الطعام والشراب والشهوات والخطايا ويستطيع أن يسيطر على الوحش الذى بداخله.
فى هذا الشهر يتدرب الإنسان على عدم الكذب والنفاق والتوقف عن النميمة والخوض فى أعراض الناس والغش فى البيع والميزان والكلام.
نحن بحاجة ماسة فى مجتمع النخبة السياسية أن نتدرب على التوقف عن الكذب والخداع والاحتيال السياسى على الجماهير ومحاولة بيع الأوهام والحرص على محاولة تشويه الآخر من أجل تحقيق مكاسب سياسية رخيصة.
نحن بحاجة إلى تنقية الضمير السياسى من حجم هائل من الأخطاء والخطايا التى كادت تعصف بأركان الدولة وكادت تحدث انهيارات كبرى تحول أقدم دول العالم إلى دويلات وميليشيات متقاتلة.
كنا بالفعل على شفا حفرة من النار، لكن الله أنقذنا منها.
ولكن كما يقولون ما زال خطر تلك الهستيريا واللوثة التى تسيطر على العقل السياسى المصرى قائمة.
ما زلنا نعيش حالة من الجدل العقيم والاحتراب السياسى والعنف الدموى القائم على رغبة كل طرف فى إلغاء وإقصاء الآخر وكأنه ليس له وجود فى هذا العالم.
إن منطق الإلغاء، والرفض، والإقصاء، والمنع، وعدم القبول، والتخوين، والتشكيك الدائم فى كل أفعال وأقوال الآخر لا يمكن أن ينتهى بنا إلى بناء أى علاقة صحية لوطن يسعى إلى السلام الاجتماعى والاستقرار السياسى.
فليكن هذا الشهر الفضيل بداية لإعادة التفكير فى سياسة هدم المعبد على رأس الجميع.
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com