ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

بعد الإقالة بسبب "الزبالة".. 5 رؤساء أحياء ينتظرون مصير "الدرب الأحمر"

الدستور | 2015-06-20 16:45:16

بعد الكارت الأحمر الذي أعطاه المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، للواء صلاح عبد المعز، رئيس حي وسط القاهرة؛ بسبب وجود تجمعات للقمامة بجوار بعض المناطق الأثرية بالدرب الأحمر، هل سيلقي رؤساء الأحياء الغارقة في القمامة المصير نفسه؟.

"الدستور" رصدت خمسة أحياء تكاد تكون بلا رؤساء، تحاصرها تلال من القمامة من جميع الاتجاهات، حتى أصبح الأهالي ضيوفًا على أحيائهم التي غاب عنها الرؤساء ولم يعيروها اهتمامًا.

أهالي منشأة ناصر يؤكدون أنهم لم يروا "محمد نور الدين"، رئيس الحي، الذي رصفت الزبالة به طرقًا حتى اتخذها البعض مهنة، بينما لجأ البعض الآخر إلى تربية الماعز والخنازير وسط القمامة التي تتغذى عليها.

وأضاف حسن عباس، أحد أهالي منشأة ناصر، "إن الحي لا يوجد به صناديق قمامة فيضطر الناس لإلقاء مخلفاتهم وسط الشوارع"، كما أعربت شيماء ممدوح، عن استيائها من القمامة التي وصلت إلى البيوت، وتسببت في بعض الأمراض للأطفال، قائلة: "كل يوم بجري على المستشفى بسبب الزبالة اللي في الشارع، وبلاقي دكاترة بس مفيش علاج"، لو هو يرضى يعيش هنا وسط الزبالة دي احنا هنسكت".

"بعتنا لناس كتير محدش بيعبرنا ولا بيسألوا فينا"، هكذا أكد "عبد الرحيم صابر"، الذي يعاني من حساسية على الصدر بسبب القمامة الملقاه أمام البيوت، مضيفًا: "إن الحكومة أزالت البيوت وبقيت الأرض مستنقعًا للمخلفات والشباب الذين يتعاطون المخدرات والعقاقير، ووافقه في الرأي إسماعيل لطفي، الذي قال: "أنا عايز مصر تبقى أنضف دولة في العالم، والحي لازم يراعي ربنا فينا".

أما شوارع حلوان الخالية من الأرصفة وأعمدة الإنارة، الملئية بالقمامة، المكتظة بالباعة الجائلين، فهي المسؤولية الواقعة على عاتق اللواء العربي الحسيني، رئيس الحي، الغائب عن مشكلات الأهالي والحي.

فاستنكر عدد من الأهالي استيلاء الباعة الجائلين على أرصفة الشوارع ومحطة المترو، مما يضطر المارة للسير وسط السيارات فتتعرض حياتهم للخطر، رغم أن الحي أمهل الباعة حتى نهاية رمضان الماضي لإخلاء الأرصفة، إلا أن ذلك لم يتحقق حتى الآن، كما أن البلطجية يسيطرون على المباني القديمة التي كانت تميز الحي، مؤكدين أنه لا يوجد أي خدمات تذكر من قبل الحي.

وفي حي الخليفة الذي يرأسه المهندس صادق علي، رصدت "الدستور" مهزلة تحول عدد من المساجد التراثية مثل مسجد "المحمودية"، ومسجد "قاتيياى الرماح"، ومسجد "الناصر محمد بن قلاوون"، إلى منبع للمخلفات وإغلاق بعضها.

قال عم طارق: "إن مكان درب اللبانة التابع لحي الخليفة عمره أكثر من 1200 عام، وهو مكان أثري يحتاج إلى ترميم، لكن رئيس الحي ليس موجودًا، رغم انهيار أغلبية المنازل التي وصل عمرها إلى 600 عام"، قائلا: "لو كانت هذه المنطقة في أوربا كانوا نضفوها بشامبو"، مضيفًا: "إن مستوى الخدمة منحدر للغاية، فمنذ فترة انفجرات ماسورة مياه وتم إبلاغ الحي، ولكن لم يأت أحد إلا بعد سبعة أيام".

وقالت منى سيد، إحدى أهالي درب اللبانة: "توجهنا إلى حي الخليفة عشان نوصل لحل، رد علينا أحد المسؤولين (أما البيوت توقع على دماغكوا وتموت عيلة هتوفر لنا شقة".

وشكا سكان حي العزبة البيضاء بمنطقة المرج، معيشتهم وتجاهل الدكتور عواد أحمد، رئيس الحي؛ لمعاناتهم، إذ يفتقر الحي للمرافق والخدمات الأساسية والآدمية، حيث يعاني من سوء خدمات الصرف الصحي وتعرض بعض العقارات لخطر السقوط على الرغم من تقدمهم بالعديد من الشكاوى التي دومًا ما تقابل بالتجاهل.

حي العزبة البيضاء تشبع بمياه الصرف الصحي، التي باتت تهدد بعض العقارات بالانهيار، وتكون بركة من المياه الملوثة، والتي يكون لها الأثر الأكبر في الضرر على الأطفال.

ويقول بعض الأهالي: "إنه في حال مرض أحدهم فلا مكان لتقديم العلاج لهم سوا مستشفى اليوم الواحد، فإما ذلك أو الاضطرار للجوء لمستشفى الصدر بالمطرية، كما أنه لا يوجد إلا مدرسة واحدة بالحي يضم الفصل فيها أكثر من 80 طالبًا".

ورصدت "الدستور" أحد منازل الحي الغارقة في مياه الصرف، حتى بلغ مستوى المياه به الكابلات الكهربائية؛ ما ينذر باحتمالية وقوع كارثة.

وقالت مريم شنودة، ربة منزل، "إن وصلات الصرف الصحي تم تركيبها بالجهود الذاتية لأهالي الحي البسطاء، إلا أنها غير قادرة على استيعاب مياه الصرف بشكل كامل؛ نظرًا لتواضع قدرة تحملها"، مشيرة إلى أنها لم تتعرف على العاملين بحي المرج، ولم تر وجوههم ذات يوم محاولين تقديم خدماتهم للأهالي.

وقال "أبو سيد"، موظف: "لو إحنا حيوانات الحكومة مش هاتسيبنا نعيش وسط المجاري بالشكل ده"، وأوضح "عم قرني"، أن شركة المقاولون العرب قامت باستلام أرض بالمنطقة لتنفيذ مشروع محطة للصرف الصحى بالعزبة منذ ثمانية أشهر دون تنفيذ أي شيء.
وناشد الأهالي الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمهندس إبرهيم محلب، رئيس الوزارء، بالتدخل لحل أزمة الحي.

ويعيش أهالي بولاق الدكرور، معاناة حقيقية تهدد حياتهم في ظل تجاهل أسامة السقعان، رئيس الحي، الأزمة التي يمر بها الحي من انتشار القمامة وسوء خدمات الصرف الصحي وتراكم القمامة التي تحاصر المستشفيات والمدارس والمنازل، إضافة إلى مياه الصرف الصحي الذي اجتازت مياهه الملوثة أبواب المنازل.

أعرب "محمد أحمد"، أحد الأهالي، عن غضبه الشديد من إهمال المسؤولين لشكاواهم المتكررة، مؤكدًا أن المجاري أكبر مشكلة يعانون منها منذ شهر ونصف نتيجة قيام عمال الغاز بكسر "ماسورة الصرف" أثناء عمليات توصيل الغاز الطبيعي بشارع صلاح الدين ببولاق، ويضطر الأهالي دومًا لإجراء عمليات الإصلاح بمجهوداتهم الذاتية.

وأضاف "محمد وليد"، صاحب أحد المباني المتضررة، "إنه يقوم هو وابنه كل يوم بردم مجرى مياه الصرف بالتراب؛ كي لا تصل إلى مدخل منزله"، مشيرًا إلى أن إحدى المدارس تعاني من المشكلة نفسها دون تدخل من المسئولين، لافتًا إلى عدم وجود أماكن مخصصة لوضع القمامة؛ ما يدفع الأهالي لإلقائها بأي مكان حتى تكونت تلال القمامة أمام قسم الشرطة والمستشفيات والمدارس.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com