ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

"حارة اليهود" شاهد على تعايش الأديان.. وناصر يطيح بهم من 150 ألف يهودي إلى 80 فقط

أماني موسى | 2015-06-20 13:19:33
13 معبد يهودي لم يتبقى منهم سوى ثلاثة.

150 ألف يهودي بالحارة لم يتبقى منهم إلا 80 يهودي فقط!

المعابد هدمت والحارة تكتظ بالبنايات المتلاصقة

الحج عبد النبي معوض: يهود مصر كانوا وطنيين وفي فرق بين اليهود والإسرائيلي.
 
كتبت – أماني موسى
مسلم مسيحي إيد واحدة شعار المصريين في مطلع الألفية الثالثة وبرز هذا الشعار في ثورة يناير الميمونة، ولكن بنظرة للوراء قبل ثورة 23 يوليو 1952، ستجد أن مصر كانت تحوي بين جنباتها مصريين يهود ومسيحيين ومسلمين وأرمن ويونان وغيرهم الكثير من الديانات والجاليات، كانت مصر قبل ثورة 23 يوليو 1952 مرتع للتنوع والتعدد الثقافي يعيش أهلها في محبة وتآخي يضرب بهم المثال.
 
كانت حارة اليهود شاهد تاريخي على تعايش سلمي مشترك وفريد، دعونا نتجول بين جنبات حارة اليهود التي هي إحدى الحارات المصرية الشهيرة التي نشأ بها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبجواره يقطن موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي، إحدى الحارات الشاهدة على التاريخ، والتي كانت تضم يهود ومسلمين ومسيحيين إلى أن قام الضباط الأحرار بانقلاب على النظام الملكي، وبدأ هذا التنوع يقل تدريجيًا حتى تلاشى وأقتصر على مسلم ومسيحي يتصارعان بين آن وآخر.
 
تقع حارة اليهود، وسط القاهرة، وتتبع حي الجمالية، وهى ليست حارة بالمعنى المتعارف عليه، لكنها حى متكامل، به شوارع رئيسية متقاطعة تتفرع منها عشرات الحارات الضيقة، تضم 360 زقاق وحارة، وكان يسكنها اليهود المصريون قديمًا وقبل أن يهجروها إلى دول العالم المختلفة.
 
في أعقاب يوليو 1952 هاجر أغلب اليهود المصريين الذين كانوا جزءًا من النخب التجارية والثقافية والسياسية فى الماضى إلى الخارج، أو بالمعنى الأدق تم تهجيرهم، بعدما أطاح تنظيم الضباط الأحرار بالنظام الملكي، وظهر الصراع العربي الإسرائيلي وقام تنظيم الإخوان بتأجيج الصراع من خلال بث مفاهيم مغلوطة والخلط بين اليهودي الديانة والصهيوني.
 
استطاعت هذه المنطقة بجدارة أن تجمع بين أبناء الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية، وفي مظهر فريد تجد الجامع الإسلامي بجوار الكنيسة المسيحية والمعبد اليهودي. 
 
وكان اليهود لهم عاداتهم الخاصة في الطعام والشراب وأيضًا مراسم الدفن، وكان "شحيط" هو الجزار الخاص بهم، حيث يقوم بصلوات معينة أثناء الذبح، كما كان لهم طعام خاص، وخبز خاص بهم وهو غير مختمر نسبة إلى سيدنا موسى، كما أنه يمنع وضع اللحمة مع اللبن وفق عقيدتهم، كما أنهم لا يأكلون الخنزير أو الجمال، وأنقسم اليهود إلى قسمين، القرائين والربنانيين.
 
وكان اليهود يملكون محال تجارية فاخرة مثل صيدناوي وشوكيرل وشاملا وكذا عدة بنوك.

13 معبد يهودي لم يتبقى منهم سوى 3
 
كان بحارة اليهود 13 معبد يهودي، ولكن بعد تهجيرهم لم يتبقى منهم سوى ثلاث معابد، أشهرهم معبد موسى بن ميمون، الذي كان يعمل طبيب، وبحسبما قال الحج "عبد النبي معوض" أحد أقدم سكان الحارة، أن اليهود كانوا تجار ناجحين جدًا ولم نكن نعرف ما ديانة الآخر، مشددًا على أنهم كانوا مصريين مخلصين ويتعامل الجميع بالحارة كأنهم إخوة.
م
طالبًا الجمهور بالتفرقة بين اليهودي والإسرائيلي، وأن اليهودي المصري كان وطني، مشددًا: أنا متربي معاهم.
 
مشيدًا بذكاء ونظافة ونجاح يهود مصر آنذاك، قائلاً: "الحارة كنت ترمي فيها السمنة تلمها من عالأرض من شدة النضافة".
 

 

150 ألف يهودي بالحارة لم يتبقى منهم إلا 80 يهودي فقط!
 
كانت حارة اليهود تكتظ باليهود الذين بلغ عددهم نحو 150 ألف يهودي في ثلاثينات القرن الماضي، وبعد ثورة 23 يوليو 1952م، لم يتبق سوى 80 يهوديًا فقط، وتقلصوا تمامًا نتيجة الهجرات المتتالية بعد حربي 1948 و1956.
 
المعابد هدمت والحارة تكتظ بالبنايات المتلاصقة
 
وبجولة حالية للحارة الآن تجدها مكتظة بالسكان، شديدة الزحام، مليئة بالمباني المتلاصقة والعمارات الشاهقة التي لا تتناسب وحجم وسعة الشارع.
أما سكان الحارة فيقولون، أن الحارة لم يعد بها أحد من اليهود إلا قلة تعد على أصابع اليد الواحدة، معظمهم من الطاعنين في السن.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com