الإرهابيون الثلاثة دخلوا إلى الكرنك حاملين عبوات ناسفة وأسلحة نارية
في مشهد اعاد للأذهان ذكرى مذبحة معبد "الدير البحري"، التي راح ضحيتها 58 سائحا، بدا الكرنك اليوم مستقبلا المشهد نفسه صباحا، بدخول ثلاثة من الإرهابين إلى ساحة الكرنك مستقلين سيارة "تاكسي"، حاملين الموت في حقائب متفجرات، ليفجر دخولهم حالة من الرعب هزت أرجاء المكان، مصيبة الجميع بحالة من الهلع.
تفاصيل المشهد يرويها شهود العيان لـ"الوطن" قائلين "أمام أحد الكافيهات المجاورة للمسجد الواقع بالقرب من بوابة الأمن، توقفت سيارة تاكسي، نزل منها 3 شباب في العشرينات من العمر، يرتدون ملابس عادية، يبدو من لهجتهم أنهم من إحدى دول شمال إفريقيا (الجزائر أو تونس)، دخلوا إلى الكافيه، وطلبوا عصير ليمون، وبعد دقائق من دخولهم دخل عليهم أفراد من الأمن، بمجرد دخول أفراد الأمن بدا الارتباك على الشباب، وبدأ الاشتباك بإطلاق الأعيرة، النارية على قوات الأمن، وقام أحدهم بتفجير نفسه، والثاني لقي حتفه في تبادل إطلاق النار عليه، بينما تم إلقاء القبض على الثالث".
يؤكد شهود العيان أن دخول أفراد الأمن المقهى جاء نتيجة إبلاغ سائق التاكسي عنهم قوات الأمن، عقب نقلهم إلى الكرنك، يواصل محمد عبدالمنعم، أحد أهالي الأقصر، روايته عما حدث لـ"الوطن" قائلا "أثناء إطلاق النار أصيب عامل الكافتيرا، لكن الحمد لله إصابته مش خطيرة، بعد الحادث الدنيا اتقلبت، والأمن فرض طوق على المكان، وتم استدعاء خبراء المفرقعات، ونقل القتلى والمصابين إلى المستشفى".
الكرنك الذي شهد يوم هو الأكثر رعبا في تاريخه، سرعان ما عادت الحياة إليه بعودة الزيارات والأفواج السياحية إلى طبيعتها، حسبما يقول عبدالمنعم.
"أعلى دورات المياه في ساحة الكرنك رأيت نصف الجسد الأعلى للانتحاري الذي فجر نفسه، وقد اختفى جزء من الوجه".. بهذه الكلمات بدأ محمد حسين ابن محافظة الأقصر حديثه عن الحادث، مستنكرا دخول الإرهابين إلى المعبد، وبحوزتهم متفجرات دون أن يوقفهم أحد، واستكمل "بعد الحادث تم فرض 3 بوابات أمنية لدخول الكرنك، كانوا فين من الأول قبل اللي حصل".
يواصل الشاب العشريني تذكر تفاصيل يوم الرعب الذي عاشته الأقصر، معيدا للأذهان ما حدث قبل 18 عاما بالبر الغربي، فيقول "الإرهابيين كانوا داخلين المعبد، وكانت هتحصل كارثة لولا عناية الله والمخلصين من أبناء الأقصر وأبناء الشرطة، وعلى رأسهم النقيب علي عسران، اللي أطلق الرصاص على الإرهابي التاني أثناء محاولته الهروب، لإصابة أكبر كم ممكن من الضحايا، في الوقت الذي حاول فيه المتهم الثالث الهروب قبل أن يعترض طريقه أحد ملاك البزارات ويدعى (مصطفي علي)، هو اللي ضربه قبل أن يتم القبض عليه، في الوقت اللي كان في أتوبيس سياحي داخل الباركينج، لقينا كل السياح بينبطحوا على الأرض من شدة الخوف ورعب المشهد".
عمرو عبدالعال، مرشد سياحي من أبناء الأقصر، لم يستطع أن يمنع نفسه من اختراق الحواجز الأمنية لمعرفة حقيقة ما يجري داخل حصون الكرنك، التي طالما عرفها عن ظهر قلب، وكان على موعد معه بعد ساعات قليلة من الحادث، تواكب وجود المرشد السياحي في الكرنك، مع وصول خبراء المفرقعات لتفكيك العبوات التي كانت بحوزة الإرهابيين.
في حديثة مع "الوطن"، يؤكد عمر أن "خبراء المفرقعات تعاملوا مع نحو 12 عبوة كانت في شنطة سوداء بحوزة الإرهابيين الثلاثة، ونجحوا في التعامل معها وسط حالة من الذعر التي عمت المكان، بفرض حواجز أمنية"، يراقب عمرو المشهد في حالة من الصدمة، قبل أن يتناهى إلى مسامعه صوت أحد الواقفين إلى جواره قائلا "حسبي الله ونعم الوكيل، جايين ييقتلوا بدم بارد ودخلو يشربوا عصير ليمون عشان يهدوا أعصابهم قبل التفجير"، يواصل عمرو حديثه مؤكدا امتلاك الإرهابيين ما يقرب من 5 خزائن خاصة بسلاح آلي، رآها ملقاة في مسرح الحادث.
أشلاء إرهابي وجثة آخر وإصابة الثالث، فضلا عن بعض الأبرياء، ستظل الشاهد على واحد من أبشع الجرائم الإرهابية غير مكتملة الأركان، التي استهدفت واحدا من كبرى معابد العالم القديم، لكنها لم تنجح في المساس بصرح الكرنك العظيم، وتعطيل مسيرة آمون وأمونت في الاحتفال بعيد الأوبت عبر مياه النهر الخالد.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com