ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

عندما يصرخ شعب الكنيسة

بقلم: حمدي رزق | 2015-06-06 12:03:37

فى القراءة الأولى من سفر «حزقيال النبى»، نجد المسيح راعياً منشغلاً بخِرافه، يضمد جراحها إذا جُرِحت، ويداويها إذا مرضت، ويسعى وراءها إذا ضاعت: «هأنذا أنشد غنمى وأفتقدها أنا، كما يفتقد الراعى قطيعه، يوم يكون فى وسط غنمه المنتشرة. وأنقذها من جميع المواضع التى شُتِتت فيها يوم الغمام والضباب. أنا أرعى غنمى وأنا أربضها، فأتطلب المفقودة، وأردُّ الشاردة، وأجبر المكسورة، وأُقوى الضعيفة، وأحفظ السمينة والقوية، وأرعاها بعدل».

أذكّر قداسة البابا تواضروس بهذا النص الرعوى الرائع، وهو يغادر الكاتدرائية غضباً من صرخات نفر من الرعية، سُدّت فى وجوههم السُبل، وتقطعت بهم الأسباب، وصدى أناتهم وشكاواهم يتردد فى الفضاء الإلكترونى صاخباً، عندما يصرخ نفر من شعب الكنيسة فلينصت قداسة البابا، يطلب المفقودة، ويجبر المكسورة، ويقوى الضعيفة، ويرعاها بعدل.

من رفعوا الأصوات عالية فى قلب الكاتدرائية، يقيناً لم يسمع صوتهم أحد قبلها، طابور طويل من الآباء الكهنة لم يتفقدوا الرعية، كم منهم فى وسط رعيته المنتشرة، يلم شتاتها يوم الغمام والضباب، يربضها، الصرخات (المرفوضة سلفاً) ليست من قبيل الشغب أو الخروج على آداب الكنيسة، كما جاء فى بيان الكنيسة: «عدد من الأشخاص قاموا بإثارة الشغب والأصوات العالية بصورة لا تليق باحترام الكنيسة وهيبة بيت الله».

قداسة البابا، هذه صرخات المعذبين الذين لم ينصت لعذاباتهم أحد، ولم يجدوا سواك أمامهم، فصرخوا عليكم، على راعيهم، من يحولون بين البابا والشعب، ويبنون جداراً عالياً، هالهم أن يخرق هؤلاء حاجز الصمت فى الكنيسة، ويصل الصوت الذى كتموه عالياً إلى أسماع قداسته، فتحولت الشكوى إلى صرخة، والصرخة إلى صياح، قيل إنه شغب، وتم تحرير محاضر شرطية لأبناء الكنيسة.

قداسة البابا، لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، غادرت ولم تسمعهم، وغضبت ولم تنفث غضبهم، والتجأت إلى الدير وتركتهم خارج الكنيسة، حنانيك، هؤلاء وإن علا صوتهم ينتظرون عطفتك، وأبوتك، فلتسمع لهم لا تسمع عنهم، ويقيناً سينصتون إلى حكمتك، لا تتركهم مشتتين يوم الغمام والضباب، رُد الشاردة، وأجبر المكسورة، وقوِّ الضعيفة، وارعها بعدل.

محاولة الصيد فى الماء العكر، وتحويل ما جرى فى «عظة الأربعاء» إلى مناحة، وهرج صحفى ومرج فضائى، والحط على البابا والكنيسة، وتكبير أزمة 25 من الغاضبين، يصنعون من الحبة قبة، والأقباط غاضبون على البابا، والبابا حانق على الأقباط، كل هذا من عمل شياطين الفيس بوك، يتسللون إلى الكنيسة من كوة تركها الآباء الكهنة خلفهم.

هل كان صعباً أن تستمع سكرتارية البابا لهؤلاء قبل العظة، ويخففوا من غضبتهم، ويرتبوا لهم لقاءً تالياً مع قداسته، بعد العظة، أظن هذا يسيراً، ولكن هناك من يقف من الشعب موقف التسلط والتحكم والظلم، ليت البابا يسمع هذا من مسلم يخشى على كنيسة الوطن من صرخات الرعية يوم الغمام والضباب!

hamdy_rizk36@yahoo.com

نقلا عن المصري اليوم

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com