الواحدة بجنيه
يسير من منطقة بولاق أبوالعلا إلى وسط البلد، ليبدأ مهمته فى بيع العصافير للمارة، ليست عصافير زينة، وإنما عصافير مطهية يبيعها فى «قرطاس» وتؤكل كنوع من التسالى، هو «عبدالحارس عبدالواحد» الشهير بين جيرانه وأصدقائه باسم «عصفور أفندى»، وهو اللقب المحبب إلى قلبه.
«لقمتى وشغلتى من زمان، وليها زبونها الحمد لله، أنا بحب العصافير جداً، وبحب أسمع صوتها وأحب شكلها، وبحب أطبخها وآكلها، وبحب الناس تقول لى يا عصفور»، يقولها «عبدالحارس»، الذى كتب لافتة على العربة التى يقف أمامها: «عصفور أفندى كل الناس تحب تاكل من عندى»، والتى يضع فوقها علم مصر.
«أكتر حد بيحب ياكل العصافير هما البنات ودى حاجة ناس كتير بتستغربها، لكن أغلب زباينى بنات وستات وبعدين الأطفال»، يقولها عم «عصفور»، مؤكداً أن زبائنه من جميع الطبقات، من أول المواطن البسيط، الذى ربما يطلب منه عصفورة واحدة، إلى الأغنياء الذين يركبون سيارات فارهة من أجل أكلة عصافير كنوع من التسالى.
حكاية طويلة يرويها «عصفور أفندى»، لزبائنه عن بداية طهى العصافير فى مصر، حيث بدأ أصحاب الخمارات ومشروب البوظة، فى طهى العصافير ووضعها كتسالى بجانب الخمور والمشاريب للزبائن، وهو ما كان يعجبهم كثيراً: «إحنا كطباخين بقينا ندوق الناس طعم العصافير ولقينا الناس حبيتها أوى، ومع الوقت معظم الخمارات قفلت، وإحنا طلعنا سواحين فى الشوارع نبيع عصافير مطهية للناس، وهى دى مهنتنا اللى اتعلمناها وحبيناها وفخورين بيها».
عندما بدأ «عصفور أفندى» بيع العصافير كانت الواحدة تساوى 3 تعريفة، وصلت الآن إلى جنيه واحد، بينما يحصل عليها سليمة بـ75 قرشاً: «مصاريفى كتير غير الزيت والورق والجاز».
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com