يعمل فريق الأبحاث والتطوير في شركة غوغل الأمريكية على تطوير لعب الأطفال لتتصل بالانترنت ويمكن استخدامها للتحكم في المنازل الذكية.
ونشرت الشركة براءة اختراع عن الأجهزة ولعب الأطفال التي يمكنها أن تدير رؤوسها نحو المستخدمين والاستماع لما كانوا يقولونه، قبل إرسال الأوامر إلى خوادم الكمبيوتر عن بعد.
واهتمت شركة التكنولوجيا القانونية سمارت آب SmartUp مؤخرا ببراءة الاختراع التي تعود إلى ثلاث سنوات سابقة، ووصفت المقترح بأنه "أحد براءات اختراع غوغل المقلقة حتى الآن."
كما أعرب مسؤولون بحملات تهتم بقضية الخصوصية عن قلقهم أيضا.
ولم توضح المتحدثة باسم غوغل ما إذا كانت الشركة ستطور أو تبيع هذا المنتج.
وقالت :"قدمنا طلبات للحصول على براءات اختراع لأفكار مختلفة يعمل عليها موظفونا."
براءة الاختراع تتضمن انتاج دمى يمكنها اظهار الاهتمام والفضول والدهشة والالتفات للمتحدث والاستماع إليه والرد عليه
وأضافت :"بعض هذه الأفكار ستتحول لاحقا إلى منتجات أو خدمات حقيقية، وبعضها لا، كما أن منتجاتنا المستقبلية لا ينبغي أن يستدل عليها من طلبات براءات الاختراع التي نتقدم بها."
وجه متجول
وكانت براءة الاختراع قد أودعت في فبراير/شباط 2012، لكنها نشرت مؤخرا فقط.
وابتكر الاختراع الجديد مدير التقييم السريع وجنون العلوم، ريتشارد واين ديفول، في غوغل إكس، والتي تمثل المعمل السري لشركة غوغل.
وتكشف براءة الاختراع كيف يمكن تزويد لعب الأطفال بكاميرات وميكروفونات ومكبرات صوت، ومحركات بالإضافة إلى أجهزة اتصال لاسلكية بالانترنت.
ووفقا للفكرة فإن كلمة البدء أو الإطلاق يمكنها أن توقظ تلك اللعب وتجعلها تلتفت نحو الشخص الذي يتحدث إليها، ويكون لديها القدرة على معرفة إذا كان الشخص المتحدث ينظر إليها أي يتصل معها بصريا.
وتشير الوثيقة إلى أن الجهاز يمكنه التفاعل بالحديث والتعبير مثل البشر سواء بإظهار الاهتمام أو الفضول أو حتى المفاجأة.
وكتب دوفول :"للتعبير عن الإهتمام يقوم جهاز داخل اللعبة بمساعدتها على فتح عينيها، وكذلك رفع رأسها أو تركيز النظر على المستخدم."
أما لإظهار الفضول فإنها ربما تميل رأسها أو تقطب جبينها أوتحك رأسها.
مخاوف من خطورة الدمى الجديدة على خصوصية أفراد العائلة لقدرتها على تسجيل ما يدور من محادثات وأفعال
أوامر غرفة النوم
وتظهر الرسومات أنه يمكن صنع هذه الآلة على شكل لعب أطفال سواء أرنب أو دب، ويشير النص إلى بدائل أخرى مثل مجسم تنين أو أشكال كائنات فضائية.
ووفقا لبراءة الاختراع فإنه إذا كان شكل الجهاز لطيف، فإنه سيشجع الأطفال والشباب على التفاعل معه.
وتوضح أن الأطفال الصغار قد يجدون هذه الأشكال جذابة بالنسبة لهم، كما أن كل فرد في الأسرة يمكنه أن يجد المجسم المناسب له والشكل الذي يتفاعل معه.
ويمكن استخدام هذه اللعب في التحكم في سلسلة كبيرة من الأجهزة في المنزل، بداية من التليفزيون وأجهزة تنشغيل دي في دي، وللتحكم في درجة حرارة المنزل والنوافذ والستائر وحتى الأضواء.
ويمكن تطوير الأشكال والوظائف حتى أن العائلة قد تشتري أكثر من جهاز، وتضعها في عدة أماكن بالمنزل وحتى داخل غرف النوم.
وتمثل تلك الفكرة انعكاسا لفكرة "سوبر توي" اللعبة الخارقة التي جسدها المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرغ في فيلم الخيال العلمي AI (اية.آى)عام 2001.
أفلام خيال علمي سابقة بشرت بفكرة انتاج دمى تتحدث مع البشر وتقوم بمهام مختلفة من خلال اتصالها بشبكة الانترنت
وقالت ايما كار، مديرة شركة سمارت أب، إن مخاوف الخصوصية تتضح من خلال قدرة الجهاز على تسجيل المحادثات والأنشطة التي يمارسها الأشخاص."
فالأطفال مثلا يجب أن يكون لديهم الخصوصية في اللعب وأن لا يشعرون بالخوف من أن هذا الغزو من جانب الألعاب سيهدد خصوصيتهم.
ومن جانبه أوضح مركز الديموقراطية والتكنولوجيا، وهي مجموعة بحثية تساعد في توفير الحماية للأطفال في الولايات المتحدة، أن الآباء يجب أن يكونوا يقظين بصفة خاصة خلال الأعوام القادمة، سواء عرضت غوغل تلك الألعاب للبيع أم لم تفعل.
وقال مدير الشؤون الأوروبية في المركز، جينز-هنريك جيبسين :"في الوقت الذي تمضي فيه التكنولوجيا قدما، فإن الأسواق سوف تقدم فيضا مستمرا من المنتجات التي تكسر الإطار الاجتماعي المعروف، سواء فيما يتعلق بالخصوصية أو الأشياء الأخرى."
والشركات المسؤولة سوف تفهم أنها ستكون بحاجة لانتهاج الشفافية الكاملة فيما يتعلق بالمنتجات التي تقدمها والبيانات التي تتعامل معها.
وهناك من سيجد تلك المنتجات جذابة لكن البعض لن ينظر إليها بهذا الشكل.
شركة ماتيل تقدم الدمية "هالو باربي" التي تتصل بالانترنت ويمكنها إجراء محادثات مع الفتيات واسترجاع ما قيل
دمى تكنولوجية
ولم تكن غوغل الشركة الأولى التي ترى هذا وتعمل على بدائل لاستخدام التحكم عن بعد أو الهواتف الذكية في التحكم بالمنزل.
وتبيع شركة أمازون حاليا منتجات "ايكو" في الولايات المتحدة، وتمثل جهاز يتصل بالانترنت ويمكن استخدامه للتحكم في الموسيقى ومراجعة درجة حرارة المنزل، وكذلك طلب الطعام.
لكن حقيقة أنها لا تشبه لعب الأطفال ساعد في تخفيف حدة الجدل المثار حولها.
وعلى العكس من ذلك أعلنت شركة ماتيل عن دمية "هالو باربي" أهلا باربي، التي تستخدم اتصال الانترنت اللاسلكي (واى فاى) والتعريف الصوتي لإجراء محادثات مع الفتيات واستدعاء ما قالوه من قبل.
لكن حملة أطلقت على نفسها، "حملة طفولة غير تجارية"، وضعت مذكرة تدعو شركة لعب الأطفال للتخلي عن الفكرة، وجمعت 42 ألف توقيع على الانترنت.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com