نادر محمد
أود أن أشكر الأنبا دميان وباقى الأساقفة والكهنة والشعب الحاضرين اليوم معنا, أنه أمر شيق لنا كشرقيين ونتقابل ونتعارف فى ألمانيا فى قلب أوروبا فى هذة البلد المباركة والمقدسة التى تحمى أبناءنا من المعاناة والظلم والإضطهاد لعيشوا حياتنا المسيحية فى أمان. كما أود أيضاً أن أذكر أصدقاءنا بجذورهم الشرقية قيمهم والعودة لجذورهم بعيداً عن العلمانية وأنصحهم بالإقتراب من كلمة الله. لنا مهمة فى هذا العالم لجعله أفضل ولذكر إسم الله. نحن من كنائس المسيحية المبكرة ومن بلدان عشنا فيها آلاف السنين وعلينا مسئولية حماية الإرث المسيحى والإهتمام به ولكن للأسف لا يمكنا عمل ذلك فى بلداننا بسبب جماعات مبنية على إيديولوجيا تؤمن بالموت وليس الحياة. المسلمون أيضا يعانون من إضهاد تلك الجماعات التى تخطف المسلمين وتقتل منه الأئمة. وبالنسبة لنا دمرت كنائسنا وخطف لنا أسقفان وهم يوحنا إبراهيم وبولس يازجى, شعبنا يذبح كالشاة من أجل المسيح لإيمانهم فى الحياة والسلام ولم ينكروا الإيمان. المسلمين القادمين إلى بلادنا يعيشوا معنا منذ حوالى ١٥٠٠ سنة فى سلام, وكنيستنا تساعد ٧٠% مسلمين و ٣٠% مسيحيين.
يجب شكر الحكومة الألمانية ونرفع الصلاة من أجلها لما تقدمه للمحتاجين, كذلك أشكر أخى فى المسيح الأنبا دميان فهو عامل مؤمن من أجل المسيح وراعى لإيبارشية ألمانيا.
بعد صعود المسيح مباشرة إنتشرت المسيحية فى بلادنا كما إنتشرت فى نفس الوقت فى الإسكندرية ومنها إلى سائر أفريقيا, كما هو الحال بالنسبة لكنيسة إنطاكية التى إنتقلت منها المسيحية إلى أسيا الصغرى وأوروبا وروما عاصمة الإمبراطورية الرومانية فلنا الشرف فى حمل مسئولية إرث آباءنا الثقافى والدينى لنعلم العالم.
أنا درست فى مصر أربع سنوات على يد الأنبا شنودة الثالث الذى كان يعطى لنا محاضرة أسبوعية بالقاهرة وكان يطلق على إسم أبرام السريانى, فمن خلال دراستى فى مصر تعرفت على العديد من الكهنة والأساقفة مثل زميلى أبونا شنودة الذى يخدم هنا بهوكستر, فأنا هنا الآن فى بيتى وأتذكر الألحان القبطية.
بالنسبة لقداسة البابا تواضروس الثانى أتطلع لعلاقات أقوى للمسيحيين فى الشرق الأوسط الذى إرتوت أرضه بدم شهداءنا وسوف نستمر فى تقديم الشهداء من أجل عقيدتنا ونشرها حول العالم, وأود أن أرسل التحيات للبابا تواضروس وأصلى من أجل مصر بمسلميها ومسيحييها مثلما أصلى لمسيحى العراق وسوريا المشردين والمبعدين.
شكرا لمساعدتكم لنا للإستمرار فى أوطاننا وشكرا لمساعدة اللاجئين ولكن يجب توفير الأمن لهم. صلوا من أجلنا للإستمرار فىالمشى قٌدماً فى طريق المسيح وتحمل المشاق لكتابة تاريخا.
بالنسبة لنا الربيع العربى لا يمت بصلة للربيع, فالربيع هو الحياة وإعادة ميلاد الأرض, أما ما حدث هو الموت والدمار للبيوت والأثار والأديرة والتاريخ. ما شاهدناه هو محاولة للمتعصبين للتخلص منا وقوى غربية تساندهم فى سوريا ومصر ومناطق أخرى. هذة الجماعات ليست حركات شعبية وليست من أجل الحريات التى فقدناها فقتل بسبب ذلك مئات الألوف فى بلادنا, ودول لا تعلم شئ عن الديموقراطية مثل قطر أو السعودية التى لا تسمح للنساء بممارسة رياضة كرة القدم أو قيادة السيارات هم الذين يدعموا تلك الجماعات. بعض القوى الغربية لها مصالح إقتصادية لما يحدث فى بلادنا مثلها مثل المستفدين من ذلك وهم قطر والسعودية وتركيا التى لا تعطى أى حقوق للمسيحيين بداخلها. من فضلكم أوقفوا الإرهاب ضدنا فى سوريا والعراق.
خلاصنا كمسيحيين فى الشرق الأوسط هو الدولة القوية أو الدولة العلمانية التى يمكننا أن نعيش فيها متساويين بغض النظر عن العرق والدين.
نرجو من إخوتنا وأخواتنا فى الكنائس فى الغرب الصلاة من أجلنا ودعمنا فى التأثير على حكوماتهم لوقف تمويل الإرهاب والضغط على الدول التى تدعم الإرهابيين. فالإرهاب غريب على الشرق الأوسط وأوروبا ليست ببعيده عن يد الإرهابيين كما رأينا ذلك من خلال جراءهم فى أسبانيا ولندن وكولونيا والعديد من محاولات قتل الأوروبيين فيجب أن نأخذ حذرنا.
أود أن أشكر الشعب الألمانى على الصلاوات التى يرفعها من أجلنا والمساعدات التى تقدموها لنا وأشكر أيضاً أهل هذة القرية الصغيرة برنك هاوزن. فألمانيا هى الدولة الوحيدة فى العالم التى إتصلت بنا وبحثت مساعدتنا على البقاء فى أرضنا.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com