ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

5 قصص إنسانية لشباب انتحروا يأسا من الحياة في مصر

نعيم يوسف | 2015-05-13 17:52:41

النيل وترعة الإسماعيلية وشريط السكة الحديد والشنق.. أساليب شباب أنهوا حياتهم

اليوم.. حادثتان انتحار دون اتفاق مسبق

20 مليون عدد الشباب في مصر.. وسواحلها أبرز نوافذ الهجرة غير الشرعية..


كتب – نعيم يوسف
من أعلى كوبري المظلات في شبرا الخيمة، وقف شاب في مقتبل العمر، ينظر إلى مياه ترعة الإسماعيلية أسفل منه –التي أنشأها الخديوي إسماعيل لتنمية المنطقة الواقعة بين القاهرة وقناة السويس- ودعا "الشاب" طفل صغير، سلمه هاتفه المحمول وأمواله ثم قفز إلى المياه لينهي حياته بفصل مأساوي في أحضان الترعة التي كانت تسمى قديما "ترعة السويس الحلوة"...

القصة الأولى.. من أعلى كوبري المظلات
ألقى الشاب اليوم، الأربعاء، بنفسه في ترعة الإسماعيلية من أعلى كوبري المظلات بشبرا الخيمة، ما أدي إلى حالة شلل مروري أعلى الكوبري بسبب توقف حركة السيارات عقب الحادث، حيث يقول شهود عيان أن الشاب سلم هاتفه المحمول وأمواله إلى أحد الأطفال أعلى كوبري قبل أن يقفز، بينما انهارت والدته من البكاء وهي تصرخ: "ابني ابني".

القصة الثانية.. أسفل عجلات القطار
دون اتفاق مسبق على ميعاد محدد.. ودون أن يعرفا بعضهما البعض، قرر شخص أخر اليوم، أيضا، إنهاء حياته ولكن على قضبان السكة الحديد في محطة مترو غمرة، حيث انتحر موظف، في المحطة، على قضبان الخط الأول "المرج – حلوان"، ما أدي إلى توقف حركة القطارات، ورفعت هيئة الإسعاف الجثمان إلى المشرحة لتسليمه إلى ذويه، لتعود الحياة إلى طبيعتها في المحطة بعد "10 دقائق فقط"!!

القصة الثالثة.. أشلاء على القضبان
منذ أسابيع قليلة، وبالتحديد يوم 30 أبريل الماضي، اتخذ أحد الأشخاص نفس القرار السابق، "الانتحار أسفل عجلات قطار المترو"، وبالفعل دفع الشاب نفسه أمام القطار في محطة عين شمس بالخط الأول المرج –حلون، حال قدومه بينما قامت شرطة النقل ومسئولو المترو برفع الجثة، وعادت حركة القطارات أيضا إلى طبيعتها.

القصة الرابعة.. الـ"جنش"
قبل هذه الحادثة بشهر واحد، وبالتحديد يوم 29 مارس الماضي، انتحر الشاب العشريني عمر محمود أحمد، 22 عاما، في منزل أسرته "شنقا" حيث وجد الشاب معلقًا بحبل في غرفته بـ"جنش"، وتم نقل الجثة والتحفظ عليها، فيما أكد أهله عدم معرفتهم لدوافع نجلهم للانتحار.

القصة الخامسة.. النيل يحتضن شاب غدرت به بلاده
"عبدالحميد شتا" شاب تفوق في دراسة الاقتصاد والعلوم السياسية، وحضر رسالة ماجستير، وعلم نفسه عدة لغات، ليكون أهلا للوظيفة التي يحلم بها في السلك الدبلوماسي، وبالفعل قدم على الوظيفة عند الإعلان عنها، عام 2003 ولكن صدمته كانت كبيرة جدا، حيث رٌفض طلبه لأنه "غير لائق اجتماعيا"، حيث يعمل والده "فلاح"، ورأت وزارة الخارجية أن ذلك "غير لائق"!!!

"سلمي على أبويا وأمي‏، وقولي للسيد خد بالك من رضا‏، خليك معاه لحد ما يكمل دراسته‏، وخدوا بالكو من بعض".. كلمات قالها الشاب المصدوم "شتا" عبر هاتفه المحمول لزوجة أخيه الكبير بهدوء تام –حسب حوار أجرته الأهرام مع أسرته- حيث ودع أحبائه، وصعد إلى أعلى كوبري أكتوبر وألقى بنفسه في النيل، ليلقى بتعبه ومجهوده ومحاربته خلال السنوات السابقة، في غياهب مياه تروي بلادا قررت اغتيال أحلامه وطموحه لأنه "ابن فلاح".

بيانات.. وأوجاع
حسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء لعام 2014 فإن نسبة الشباب في الفئة العمرية 18 -29 وصلت في مصر إلى 7،23% من السكان أي حوالي 20 مليون نسمة، وعلى الرغم من هذه القوة البشرية الهائلة إلا أن صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية رصدت منذ أسابيع موضوع الهجرة غير الشرعية هربا من مصر، بحثا على  الأمل على الشواطئ الأوروبية منذ عام 2000 وحتى الآن لتؤكد –الصحيفة- أن الحدود الساحلية المصرية هي من أبرز النوافذ للمهاجرين غير الشرعيين، ولفتت إلى أن الأعداد تتضاعف كل عام موضحة أن أعداد القتلى هذا العام هو الأول منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية  في عام 1945.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com