«حادث» انقطاع الكهرباء عن مبنى الإذاعة والتليفزيون، الذى يٌعد رمز إرادة الأمة، ومن قبله انقطاع التيار عن مدينة الإنتاج الإعلامى، وما يحدث داخل دواوين وإدارات وزارات الكهرباء، والتربية والتعليم والداخلية والتموين، يندرج تحت عنوان المؤامرة على الرئيس يقودها تحالف الإخوان والمتعاطفون معهم من جهة، وإمبراطورية الفساد والإهمال من جهة ثانية.
السيد الرئيس، تعلم أن ملايين المصريين الذين خرجوا لاختيارك رئيسا للبلاد فى شبه إجماع شعبى، كان بهدف جوهرى، إعادة هيبة الدولة، والضبط والحسم، وإعلاء شأن دولة القانون، ولكن وبمرور الوقت، بدأت خيوط الحكومة المركزية التى تربطها، بالإدارات والوحدات المحلية فى المحافظات المختلفة، فى الضعف والترهل وفى طريقها إلى التقطع والانهيار.
السيد الرئيس، فقدت الحكومة المركزية شبه السيطرة على الإدارات والمؤسسات فى الأقاليم المصرية، وحالة من العصيان العمدى مبعثه أمران، الاختلاف السياسى والأيديولوجى، ويقوده أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية والمتعاطفون معها، والثانى، الفساد والإهمال الذى عشش فى كل ركن من أركان المؤسسات.
خذ على سبيل المثال لا الحصر، ما يحدث فى 3 وزارات فقط الداخلية والكهرباء والتموين، ونبدأ بالكهرباء ، حيث تحولت الإدارات والهيئات إلى مستعمرة إخوانية، يسكنونها مثل «الوطاويط»، ويعبثون فيها فنيا وإداريا، ويمتلكون خرائط أماكن ومفاتيح التحكم فى الكهرباء، تحت سمع وبصر كبار المسؤولين، ليحولوا البلاد إلى ظلام دامس، ويقطعون التيار عن المؤسسات الاستراتيجية، مثلما حدث فى مبنى ماسبيرو، وهنا مكمن الخطر، فالذى استطاع أن يقطع الكهرباء، يستطيع أن يلقى بيانا كارثيا، يحول البلاد إلى فوضى عارمة.
أما وزارة الداخلية، فحدث ولا حرج، فإذا ساقك حظك العثر وتعرضت لتهديد واضح وجلى من بلطجى، محاولا الاستيلاء على ممتلكاتك، وتعريض حياتك للخطر، وذهبت إلى أقرب قسم شرطة، بمجرد أن تطأ قدماك القسم، تصيبك الصدمة من رد فعل السادة الضباط وباقى أفراد الشرطة، الذين لا يحرك لهم ساكنا ويكتفون فقط بتحرير المحاضر، ولا يتحركون إلا بعد سقوط ضحايا لإجراء المعاينة، ونقل الجثث إلى المشرحة، ثم سرعان ما ينصرفون عائدين لمكاتبهم، وإذا قررت الاستعانة بالقيادات العليا بالوزارة للتدخل، تصاب بصدمة بالغة، لأنك ببساطة ستجد ضابطا صغيرا، أو أمين شرطة يضرب بالتعليمات الصادرة له من قياداته العليا عرض الحائط، بمنتهى الأريحية، واضعا ساقا فوق ساق، فى حين أن مثل هؤلاء، وهم القلة المتحكمة والمسيئة، يتجاوزون فى حق المواطنين الأبرياء.
أما وزارة التموين، فقد حققت كل الإنجازات على الأرض من ارتفاع فى الأسعار، لم تشهد البلاد له مثيلا من قبل، وتحميل الغلابة والفقراء أعباء فوق أعباء، وارتباك وسوء تخطيط بالغ السوء.
السيد الرئيس، رغم هذا الأداء فى الوزارات، فإن الحكومة لا يحرك لها ساكن لحمل مشرط البتر وإجراء عمليات التطهير للحفاظ على جسد الأمة من الشلل، ومن بعده الموت، لا قدر الله. سيدى الرئيس، أمام حضرتك مؤامرة خطيرة، وواضحة المعالم، أبطالها الإخوان والفساد، ومن خلفهما إعلاميون منقلبون، وعليك الإسراع الآن وليس غداً، بتجهيز خطة حربية لتطهير المؤسسات والإدارات من هذا التحالف الخطير والمرعب، فى ظل قبول ورضا كبير من الرأى العام حاليا، لأن الغد غير مضمون، وأن مصر مثل البحر، يوما مياهه صافية ورائعة، ويوما هائجا، وأمواجه تصل ارتفاعاتها إلى أمتار.
نقلا عن اليوم السابع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com