ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الجزائر على خطى السيناريو السوري...

عساسي عبد الحميد | 2015-05-12 19:02:51
عساسي عبدالحميد- المغرب 
في اطار صياغة مشروع الشرق الأوسط الجديد و دخوله حيز التنفيذ في العراق و سوريا و اليمن و ليبيا برعاية مالية و عقائدية خليجية "سعودية على وجه الخصوص " عمدت واشنطن على استعمال القوة التدميرية لثلاثة أسلحة في غاية الفتك و الخطورة ، وهي كالتالي 
 
-1 البترول العربي......
 
-2 الدين و اللعب على ورقة اعادة الخلافة الاسلامية ( مشروع داعش )  
 
-3 حكام الخليج كجهاز تنفيذي ماسك بمصدر التمويل ( آبار النفط  و الكعبة)  وماسك أيضا  بالخطاب الديني كمؤسسة  يستمد منها الحاكم الخليجي خاصة النظام السعودي  شرعية البقاء في الحكم  ....
 
*********************************
 
النموذج الجزائري على الأبواب ....وسوف نشاهد  نفس الأدوات الثلاثة مستعملة في المشروع الجزائري لتدمير هذا البلد  في أفق تقسيمه وهذه الأسلحة هي  (  البترول الخليجي – الدين – والجهاز التنفيذي المتمثل في حكام السعودية والخليج  )  لكن الجديد في المشروع هو دخول فرنسا

كلاعب محوري ماسك هو الآخر بخيوط اللعبة و طرف  متمرس له من التجارب والحنكة  ما يكفي في إمبراطوريته الاستعمارية السابقة بافريقيا و التي تشكل فيها الجزائر احدى أعمدتها ورواسيها، و فرنسا لها من القدرة ما يجعلها تقدم قيمة مضافة لهذه الفوضى الخلاقة التي ستكون ساحتها عما

قريب بلد المليون شهيد، ولعل هذه القيمة المضافة التي سيقدمها لنا ديك الألب  المبحوح   هي الورقة الأمازيغية (....)، ان انشاء جيب أمازيغي مستقل  شمال الجزائر بمنطقة تيزي وزو   تابع لفرنسا ثقافيا و عقائديا كان من ضمن المشاريع التي تحظى باهتمام فرنسا الكولونيالية و لأجل هذا عملت

باريس منذ عقود على تجنيد نخب ثقافية و سياسية و فنية للتحكم في بوصلة المزاج العام لأمازيغ منطقة القبائل ( تيزي وزو – بجاية – بومرداس ......) الناطقين بالفرنسية والأمازيغية  و الذين يعتنق الآلاف منهم المسيحية (.....)
 
***********************
 
منذ أيام قليلة  كان الرئيس الفرنسي ( فرانسوا أولاند )  ضيف شرف كبير على القمة الخليجية التشاورية التي انعقدت بالعاصمة السعودية الرياض ، و قد ألقى في الجلسة الافتتاحية كلمة تنويهية اتسمت بالحماسة و الحميمية تشيد بالدور السعودي الوازن كما أكد وقوف بلاده فرنسا الى جانب أصدقائها

بالخليج ضد تهديدات جهات تهدد أمنها و استقرارها ( في اشارة الى ايران ) (.....) فهل تم اختيار و استدعاء فرنسا لحضور القمة الخليجية بالسعودية دون ألمانيا أو انجلترا أو اسبانيا أو ايطاليا نظرا لثقلها على الصعيد الأوربي و المتوسطي و الدولي  ؟؟؟
 
حضور فرنسا ممثلة في رئيسها  في قمة حكام الخليج التآمرية جاء ليعطي القيمة المضافة ويرش  البهار الرابع للوصفة الجزائرية التي سيمولها السعوديون و حكام الخليج و سيسخرون لها الخطباء و الأئمة لأعطائها الصبغة ادينية  اللازمة لتدويخ جحافل المسلمين 
 
*********************
 
شهدت كل من سوريا و ليبيا انعقاد مؤتمرين عربيين دمشق   2008 وسرت 2011  برئاسة بشار الأسد ومعمر القدافي وهما البلدان
اللذان ينالان اليوم  نصيبهما من الحرائق المخيفة التي مولها السعوديون والقطريون وقاموا بتأطيرها و شرعنتها عقائديا بواسطة القرضاوي و اخوانه من الرضاعة ،

حكام السعودية وقطر وكل مشيخات الخليج الفارسي حضروا قمتي دمشق وسرت   وكانوا في غاية الحميمية  والوداعة و هم يتبادلوا الابتسامات و عبارات الود والمجاملة التي كانت تتخللها قفشات الزعيم الليبي التي تهز القاعة ضحكا متوعدة قادة العرب بمصير صدام " الدور جاي علكم " ، بين

ردهات و جلسات أشغال المؤتمر الأول بدمشق والثاني بسرت  يخيل للمتبع  من أول وهلة أنهم أي الخليجيون قوم جيرة ونجدة و لن يتخلوا عن الشقيق و الصديق في وقت المحنة والشدة ، لكن هيهات فالتجربة  و التاريخ أثبت بأن لا عهد و لا أمان و لا جيرة ولا نجدة  عندما يتعلق الأمر بالانخراط في

أجندة مفروضة تكون مرتبطة بكراسي الحكم التي تمسك بها القوى المؤثرة الحريصة على مصالحها الاستراتيجية وأمنها القومي و الا ستفضح العورات و ينشر الغسيل  على سطوح ويكيليكسية و تؤلب الجماهير على حكامها باسم كرامة وحرية  الشعوب ، و لهذا تخلى السعوديون والقطريون  عن بشار و القذافي ومبارك ....
 
**************
 
السعوديون و القطريون هم اليوم بصدد التخطيط لاشعال الحرائق بالجزائر و سيستعملون لهذا مداخيل النفط و الحج والعمرة و بغطاء ديني و تنسيق مع "فرانسوا أولاند"  الحالم بانعاش اقتصاد فرنسا المتأزم ولو على حساب معاناة و آلام ودم الشعوب، هم أي الخليجيون سيدعمون الميليشيات

الاسلامية المنضوية تحت لواء داعش وكخطوة أولية استباقية تم ارسال خبراء ارهابيين مدربين  من جنسيات متعددة  الى الحدود التونسية الجزائرية وبالضبط الى جبال الشعانبي قصد المعاينة و الاستئناس ودراسة الميدان في أفق استقطاب المزيد من المقاتلين من ليبيا و العائدين من سوريا و العراق

للقيام بهجمات على أهداف جزائرية و التي سيليها تحرير قرى ومدن عن كاملها و رفع راية داعش فوق مبانيها و صوامعها و سيعلن عن ولاية تابعة لداعشة ستمتد من ولاية تبسة حتى عين أمناس مع عمق استراتيجي على طول شريط تونسي و ليبي يضمن تدفق الارهابيين الذين هم المادة الخام  ((

لهذا المشروع الخيري الذي يرعاه و يتكفل به حكام السعودية وقطر ))   ،  أما  فرنسا الحرية والمساواة والاخاء ستنزل بكامل ثقلها لحماية أمازيغ الجزائر خاصة بمنطقة القبائل  التي ستنفصل لتشكل برلمانها ونشيدها الوطني و ترفع رايتها على غرار كردستان العراق ...و في نفس الوقت  سيعمل

القطريون و السعوديون بتنسيق مع حليفتهم فرنسا من تمكين الميلشيات داعش من السيطرة على آبار النفط  والغاز الممتدة من حاسي مسعود حتى عين أمناس مرورا بقاسي الطويل لتضمن موردا قارا لها في عملها الجهادي و ستحصل الشركات الفرنسية على النفط والغاز  بثمن جد مناسب يمكنها تخفيف تكاليفها و الرفع من أرباحها ...
 
***************
أعود لأطرح السؤال ؟؟ لماذا وقع الاختيار على الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند كضيف شرف كبير على القمة الخليجية التشاورية  دون 
غيره من رؤساء الاتحاد الأوروبي ؟؟؟و في هذا الوقت المفصلي الدقيق  بالذات ؟؟ هل صحيح ما يتداوله البعض عن أنه اقتراح مغربي لأشقائه في

السعودية والخليج لتليين الموقف الفرنسي لصالح المغرب في قضية  الصحراء الغربية ؟؟ و السماح للمغرب ببعض الامتيازات الاقتصادية  ببلدان الساحل و الغرب الافريقي والتي تعتبرها فرنسا جزء من  امبراطوريتها الاستعمارية بالقارة الافريقية  ؟؟ جدير للذكر أن القمة الخليجية التي حضرها فرانسوا أولاند كضيف شرف سبقتها بيومين زيارة العاهل المغربي للسعودية والامارات العربية المتحدة (.....) 
 
****************
أخيرا  أتمنى أن أكون مخطئا في تقديراتي و تصوراتي بخصوص هذه الحرائق التي رأيت أعواد ثقابها قبل شم  روائحها  .....
 
 
Assassi_64@hotmail.com
 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com