ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

جوع وإهانة.. هل يتحرك الرئيس !

بقلم : أبوالفتوح قلقيله | 2015-05-11 20:08:57

 فعلها من قبل وزير عدل آخر كان ينتمى فكرا لليمين الدينى وبما تنظيما للإخوان ودافع عن وراثة الوظائف في المؤسسات السيادية وخاصة القضاء.. كان ذلك في برنامج أحد عرائس الماريونت ممن ظن الشعب كثيرا أنهم ثوار وكتاب أحرار يدافعون عن القيم في المطلق وليس عن دولارات الثراء السريع في الفضائيات وبقدر الاندهاش من هذا الوزير (المتدين)، كان الاندهاش أكثر والعجب من هذا الإعلامي الذي لم يرد عليه بكلمة واحدة رفضا لتبرير التوريث في كل شىء وليس في القضاء فقط ! 

 
ومنذ يومين بالضبط خرج لنا حكم محترم من قاض أكثر احتراما في القضاء الإدارى، مفاده أنه توريث الأبناء وظائف آبائهم جريمة.. نعم هي جريمة مكتملة الأركان ومخالفة لأبسط قواعد الإنسانية ولما يعرفه العالم كله من شىء مفتقد عندنا اسمه (المواطنة) ولشىء أكثر رقصنا من أجله واستدعينا آلات النفاق الفوضوى من أشباه محلنين ومغنين وراقصين للترويج له يسمى ( الدستور).
 
و بالأمس فقط خرج السيد وزير العدل في بلادنا بتصريح مخالف للدستور قانونا ومخالف للإنسانية ومهين بشكل غير مسبوق لكافة المصريين الذين يقبض راتبه كموظف عام هو وكل رؤسائه من ضرائبهم، ليقول لنا بأن عامل النظافه لن يتم تعيين ابنه في القضاء لأنه غير لائق اجتماعيا أو بنص حديثه المهين (لا.. مينفعش كده.. القاضى لازم يكون من وسط محترم وما ينفعش ننزل لتحت قوى كده !) 
 
لا يا سيادة الوزير أو الباشا كما تحبون أن يطلق عليكم.. عامل النظافة مواطن شريف ينظف أدراننا ويحمل عنا أقذارنا وينجينا من واقع أليم.. عامل النظافة لم يأت لمنصبه المحتقر عندنا فقط بالرشوة ولا يعرف سوى العمل من الفجر حتى غروب الشمس مقابل جنيهات لا تقمن صلبه ولكنه يرضى بها مقهورا أو راضيا حتى يأكل حلالا.. نعم حلال فيستجيب الله لدعوته على أشد الطغاة فرب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره.. ينفع فقط أن نرسل بابن عامل النظافة ليدافع عنا جميعا على الحدود ويقتله إرهابى حقير مغيب العقل والضمير.. ثم لا يكترث به أحد بعد زفة الجنازة الرسمية التي تجلب خيرا ومالا إعلانيا حرام لتجار الفضائيات، ثم يعود ليُسب والده ويُهان بعدها بساعات معدودة لأنه يقوم بعمله وينظف بلادنا ! 
 
لا يا سيادة الوزير الذي يقود دفة ما يسمى بالعدل في بلاد مصر التي لم تعد محروسة ولن تكون كذلك بكل أسف لافتقادها العدل بحق.. عامل النظافة مواطن و إنسان يتساوى مع أعلى سلطة في البلاد إنسانيا وقانونيا ودستوريا لكن على الورق طبعا فقط وهذه هي خيبتنا الثقيلة.. هذه هي سبب كل كوارثنا ووجودنا في ذيل الأمم، عامل النظافة يسمى في كوكب اليابان البعيد عنا بملايين السنين الضوئية من التقدم والعلم وقبلها الإنسانية والمساواة، يسمى هناك مهندس صحة ويتم انتقاؤه حسب معايير الكفاءة ويتراوح راتبه ما بين خمسة آلاف دولار لتسعة آلاف شهريا وليس في عمره كله مثل حالنا... اليابان التي ينتحر فيها الوزير أو المسئول إن قصر في عمله وأهان دولته فما بالكم بمن يهين شعبا بأكمله وفئة محترمة عظيمة ومنكرة لذاتها لا نستطيع الاستغناء عنها لساعات !
 
إن ما فعلته هو أكبر إهانة تعرض لها المصريون من قبل حكومة محلب والتي تستجدى عطف التجار وأساطين المال حتى يثبتوا الأسعار المنفلتة والمشتعلة أساسا لمدة 6 شهور فقط وكان تلك هي وظيفتها فقط.. مساندة الكبار من الرأسماليين أكلى حقوق الشعب وليس محاسبتهم وإلزامهم بالحفاظ على مواطنى دولة لهم الحق في الحياة.. يعنى جوعا وإهانة وإهدارا لكرامة شعب بأكمله نتظر قرارا فوريا من رئيسه الذي انتخبه في كرنفال استثنائى نادر الوجود فكان عقابه هو قهره في كل شىء وإهانته من قبل من يدفع رواتبهم.. ننتظر قرارا رئاسيا عاجلا يمحو آثار تلك العنصرية ويعيد جزءا من كرامة شعب يهدرها محلب ورجاله. 
نقلا عن vetogate
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com