أكد قيادي بارز في تيار رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر، أن النظام الإيراني فقد الكثير من هيبته أمام شركائه وحلفائه في المنطقة، بعد انطلاق العملية العسكرية التي يشنها التحالف العربي ضد قوات الحوثيين والرئيس السابق على عبد الله صالح في اليمن، مشيرًا إلى أن القيادة الإيرانية تواجه حالة من الارتباك لم يسبق لها مثيل، في ظل وجود انقسامات بين فريقين، الأول يؤيد تدخلًا عسكريًا مباشرًا والثاني يحذر من تبعاته ومخاطر تفجيره حربًا مع العالم العربي.
وكشف القيادي، استنادًا إلى معلومات واردة من إيران، أن “الحرس الثوري” قدم خطة إلى المرشد الأعلى على خامنئي تسمح بتزويد قوات الحوثي وصالح صواريخ من نوع “خليج فارس” الذي يستخدم لمهاجمة أهداف بحرية ويمكن استعماله في ضرب القطع البحرية التابعة لدول التحالف العربي بالقرب من الموانئ اليمنية، وصواريخ من نوع “فاتح” الذي يستعمل لضرب أهداف برية ويمكن استخدامه لمهاجمة الأراضي السعودية.
وأشار إلى أن خيار تزويد ميليشيات الحوثي وصالح صواريخ لضرب أهداف نفطية وعسكرية داخل السعودية، ربما يمثل لكثير من الجهات في إيران بديلًا مناسبًا لتفادي أي تدخل عسكري مباشر وواسع.
وبحسب معلومات القيادي الصدري، فإن “حزب الله” اللبناني يسعى إلى تنفيذ عمليات إرهابية داخل بعض دول الخليج العربي، كرد على ضربات التحالف في اليمن، إلا أن مخططاته باءت بالفشل بسبب الإجراءات الوقائية التي اتخذتها دول مجلس التعاون الخيلجي.
وأضاف أن بعض أجهزة الأمن في دول المجلس زودت السلطات العراقية معلومات بشأن أنشطة إرهابية مفترضة ربما تنطلق من العراق، بقيادة “حزب الله” اللبناني وميليشيات موالية لإيران، لاستهداف أمن دول الخليج العربي.
وأشار القيادي إلى وجود مخاوف لدى إيران من إمكانية التدخل العسكري العربي في سورية ضد نظام بشار الأسد، على غرار التدخل في اليمن، مشيرًا إلى أن طهران تخشى أن يؤدي عدم ردها على التحالف في اليمن إلى تشجيع الدول العربية والإقليمية على التدخل في سوريا.
وأضاف أن أكثر ما يقلق الحسابات الستراتيجية الإيرانية بشأن الرد على دول التحالف العربي هو أن هذا التحالف يرتبط بعلاقات قوية مع دول التحالف الدولي ضد “داعش”، مشيرًا إلى أن النظام الإيراني فهم مغزى الرسالة التي حملها حضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قمة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض الأسبوع الماضي، كما أن القمة الخليجية – الأمريكية المقررة الأربعاء والخميس المقبلين ستحمل المغزى نفسه.
وبحسب القيادي الصدري، فإن بعض القادة الشيعة العراقيين حذر صراحة النظام الإيراني من الوقوع في سيناريو شبيه بسيناريو صدام حسين عندما غزا دولة الكويت وأدى ذلك إلى قيام تحالف عالمي ضده.
وفي هذا السياق، نبهت كل الرسائل، التي بعثت بها قيادات سياسية ودينية شيعية عراقية، النظام الإيراني بأنه سيواجه المصير نفسه الذي واجهه صدام في الكويت، فيما إذا تدخلت طهران عسكريًا وتورطت في اليمن بشكل مباشر وواسع.
واعتبر القيادي العراقي أن أي تورط إيراني في اليمن بما فيها تزويد قوات الحوثي وصالح صواريخ من نوعي “خليج فارس” و”فاتح”، يعد بمثابة تصعيد باتجاه خيارات عسكرية قد تؤدي في نهاية المطاف إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين العرب وإيران، وهذا لن يكون بشكل مؤكد في صالح النظام الإيراني وحلفائه في المنطقة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com