ننتقد ما تقوله إيناس الدغيدي عن ممارسة الجنس قبل الزواج ''أن الجنس عمومًا حرية شخصية داخل أو خارج الزواج، فالجنس بشكل عام بعد سن الطفولة أي عندما يدخل في مرحلة الشباب هو اختيار شخصي ليس له أي اعتبارات من الآخرين.''
الجميع انتقدها، لكنهم نسوا ما قالته لاحقًا أنها ''تعطي الحق لأي شخص يمارس الجنس حسب فكره وعقليته وعاداته وتقاليده، فأنا لم أستطع أن أعمم الفكرة على الجميع، لأن البعض يستحرم العملية الجنسية قبل الزواج، ومش مقتنعين أنها حلال مينفعش أروح أقوله روح مارس ومايهمكش لإن أنا مش هحاسبه ولا أقوله ده حلال ولا حرام''. - انتهى كلام إيناس.
في مصر كل الرجال يمارسون الجنس قبل الزواج أو يمارسون العادة السرية -الضارة جدا بالصحة نفسيا وجسديًا- ونادرا ما تجد استثناء.. لكننا نحرمه فقط على النساء، نحن نمنح المرأة لقب الشرف فقط إن كانت عذراء قبل الزواج، شرفها فقط في غشاء بكارتها التي ربما فقدته في حادث أو ربما تعرضت للاغتصاب من ذئب بشري.
أتذكر بيبرس أحد شخصيات رواية ''قواعد العشق الأربعون'' الذي كان يقود عددًا من المتشددين ليتعدى على شاربي الخمر في الطرق والعائدين من الحانات، لكن بيبرس الذي كان يقوم بذلك بإيعاذ من عمه كان ذبونًا دائمًا على المبغى ويمارس الجنس مع الباغيات، وكان يهوى وردة الصحراء -أجمل فتيات المبغى- كان يتعدى عليها ويبصق على وجهها في كل مرة كان يمارس معها الجنس وكاد أن يقتلها ذات مرة، هكذا نحن في مصر نتحدث بالدين في كل صغيرة وكبيرة رغم جهلنا بالدين، وكل معلوماتنا اكتسبناها من شيخ أو أحد شيخ الفضائيات أو قس داخل الكنيسة...
المرأة والمترو:
''المرأة في مصر تتمتع بحقوقها كاملة وتكاد تجور على حقوق الرجال'' هكذا قال أحد الزملاء الصحفيين، لكن الزميل والصديق برر ما قاله بأنه يكفي أن يتم تخصيص عربتين في مترو الأنفاق للسيدات، بل أنهن يشاركن الرجال باقي العربات.
صديقي نسي أن تخصيص عربتين للمرأة في المترو لتستقلها كل من تخشى التحرش وسط الزحام، هو انتهاك لحقوقها لأنها تفتقد الشعور بالأمان في باقي العربات خاصة أوقات الذروة.
اللهم ارحم الشيطان:
نفس الصديق أصيب بنوبة ''عطس'' فقلت له ''يرحمكم الله''، فرد ''هداكم الله''، وقال له زميل يرحمكم الله فرد ''يرحمنا ويرحمكم جميعًا''، الأمر لفت نظر الزميل الثالث وسأله لماذا لم تقل لهاني ''يرحمكم الله'' حينها أتت الكلمة كالصاعقة على سمعي ''إن الدعاء بالرحمة لا يجوز للمسيحيين لكن لهم أدعية أخرى''، وكان ردي عليه بأن الرحمة صفة من صفات الخالق وأنني لن أخسر شيئًا إن دعوت الله أن يرحم الشيطان عل الله الرحيم ''يستجيب''.
دعوات خلع الحجاب:
وعودة للحديث عن المرأة وأوضاعها في مصر، انتشرت في الفترة الأخيرة دعوات لخلع الحجاب، لكن بغض النظر عن الحجاب كفريضة دينية أم لا -لست مؤهلًا للحديث عن هذا الأمر- لكن المرأة تنتهك حقوقها انتهاكًا ممنهجًا في مصر، بدءً من ولادتها وتربيتها أن شقيقها الذكر هو خليفة والده في إدارة المنزل حتى إن كان مدمنًا، وهو وريث والده ليس لها إلا ما تبقى منه من فتات، مرورًا لختانها وهذه طامة كبرى، ومجرد التفكير في توثيق الفتاة في وضع مخجل وتجريدها من ملابسها ثم انتهاك حرمتها وبتر جزء من جسدها، ليس لشيء إلا لوأد غريزتها الجنسية، وانتهاك حقوقها بشكل يجعلها تتأثر نسيًا طيلة ما تبقى من عمرها، فقط لحرمانها من شيء أخصها الله به.
وبعد الزواج تزعم المرأة أنها أخيرًا تجردت من سطوة الأب والأخ لتدخل جحيمًا أبديًا هو سطوة الزوج، وما يقوم به لحكمها - بالطبع لا أعمم هناك استثناءات.
أخشى أن يأتي اليوم الذي نتحدث فيه عن حق المرأة في التنفس.
أمر أخير، إن أردت أن تشعر بمعاناة المرأة قم بواجباتها ودع لها واجباتك لمدة 48 ساعة فقط.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com