«عيد بأية حال عدت يا عيد.. بما مضى أم بأمر فيك تجديد».. بهذه الكلمات استهل المتنبى قصيدته للتعبير عن حزنه لاستقبال العيد فى غياب محبوبته، وهى الكلمات نفسها التى يجد عمال مصر أنفسهم مضطرين لها وهم يستقبلون عيدهم هذا العام، بعد عام من الكساد ووقف الحال والتشريد والفصل، على عتبة العجز والتخبط الحكومى.
«عيد الحزن يا عيدنا».. هكذا تغنى عمال شركات الغزل بمدينة المحلة، على صناعتهم التى تشهد كساداً وأزمات غير مسبوقة، بدأت بتملص الإدارات والحكومة من وعودها المتكررة بتوفير المواد الخام، وتطوير الإنتاج، وانتهت بتقليص حجم الإنتاج وتقليل العمالة وفصل مئات العمال، فى حين يقف المئات حالياً فى الطابور ينتظرون ما يقرره لهم المستقبل.
الكساد ضرب كذلك صناعة الأثاث، لتسقط دمياط، المتربعة على عرش هذه الصناعة، فى شرك الديون وأزمات إغراق السوق بالأثاث المستورد من الخارج، الأزمات نفسها التى أسقطت نجّارى قرية «كتامة»، الذين اضطروا إلى غلق ورشهم وترك مهنتهم التى يعمل بها 20 ألفاً من أبناء القرية، والعمل كـ«سائقى توك توك».
واصطف الآلاف من عمال القليوبية وسوهاج فى طوابير البطالة، بعد غلق مئات المصانع الصغيرة والمتوسطة أبوابها، لتتركهم وحدهم فى رحلة البحث عن لقمة العيش، ليصبح حال العامل المصرى، بين عاطل وآخر يبحث عن مهنة بديلة، وثالث فى انتظار الانضمام لطابور العاطلين أو المتعطلين بفعل التخبط الحكومى وفشل إدارات المصانع.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com