الشناوي:
لا يوجد لدى الدولة إحساس بأهمية الفن
حضور بعض الفنانين للمؤتمر مجرد «تزويق»
كان من الممكن عمل أفلام تناهض «داعش»
بعض المثقفين يقومون بـ«شخصنة» القضايا العامة لقضايا شخصية
نادر عدلي:
لم تتقدم الحكومة بأي مشروع لبناء صالات العرض رغم حاجة مصر الحقيقية لها
صالات السينما فى نظر الحكومة حتى هذه اللحظة من مكونات الترفيه
المخرج محمد فاضل :
انعكاس لمسلسل أخطاء السياسة الإعلامية والثقافية للدولة
خيرية البشلاوي:
المؤتمر الاقتصادى لم يكن مجاله صناعة السينما أو التليفزيون
يجب إنتاج فيلم تسجيلي لوقائع المؤتمر واللحظات التاريخية في أشكال فنية
حضور الفنانين المؤتمر وجود للصناعة الوطنية
بعد أن نجح المؤتمر الاقتصادي في مدينة شرم الشيخ فى جذب الاستثمارات الأجنبية لمصر لتبدأ مرحلة جديدة من النمو، أثيرت تساؤلات حول تجاهل مؤتمر شرم الشيخ لصناعة السينما والفن وعدم توجيه أي اسثتمارات نحوها.
فى البداية قال الناقد الفني طارق الشناوى: لا يوجد لدى الدولة إحساس بأهمية وقيمة الفن فالدولة تصرح بكلام جميل عن الفن والسينما ودورها فى الترفيه وغير ذلك بل إنها اعتبرت السينما أمنا قوميا، ولكن على أرض الواقع لا نرى شيئًا بل على العكس الدولة بل قامت الدولة برفع أسعار رسوم التصوير فى الشوارع وبذلك يوجد تناقضات.
وحول حضور بعض الفنانين المؤتمر الاقتصادي بدعوة من الدولة قال الشناوى: تمت دعوتهم لمجرد «التزويق» حتى يكون فى المؤتمر نجوم وليس لإضافة شيء.
وتابع: ولو كانت هناك إمكانية للاستفادة فنيًا من المؤتمر كان من الممكن أن تتم تعاقدات على مشروعات فنية كبيرة فالدول العربية المسلمة تواجه مشكلة كبيرة فى وجود «داعش» فتلك الدول مهانة ومتهمة بكل الموبقات فكان من الممكن أن يفرز المؤتمر مجموعة تحاول إنتاج عمل فنى يقدم الإسلام بشكله الصحيح خاصة وأن «داعش» تسوء سمعة الإسلام فى كل مكان.
وحول وجود إمكانية لاهتمام الدولة بالفن والسينما قال: أشك دومًا فى المسئولين الذين يحكمهم معايير حكومية وليست معايير إبداعية بل وجزء من المثقفين قد يستمروا تعامل الدولة ويحولوها لمنافع صغيرة وليست قضايا عامة فيقوموا بـ"شخصنة" القضايا العامة لقضايا شخصية مما لا يجعل هناك رؤية واسعة للموقف بل ينظروا تحت أقدامهم.
وأكد ذلك أيضًا الناقد نادر عدلي حيث قال: إن مصر فى حاجة حقيقية تحتاج لاستثمارات كبيرة فى بناء صالات العرض السينمائي فى جميع أنحاء مصر، وهناك مشروعات لبعض المستثمرين فى السنوات العشر الأخيرة لبناء هذه الصالات فى مختلف محافظات مصر لأن الحكومة المصرية رغم كل الاجتماعات التى عقدت مع السينمائيين لبحث أزمة السينما وعلى رأسها إنشاء صالات عرض فى مختلف أنحاء مصر لم تتقدم الحكومة بأى مشروع فى هذا المجال للمستثمرين الذين أتوا للمؤتمر الاقتصادي.
وأضاف: «فكما حدث فيما نشر عن العاصمة الجديدة لمصر كان من الممكن أن تقدم الحكومة من خلال 25 محافظة تخلوا من صالات العرض فى مصر قطع أراضي وتترك للمستثمر فترة سماح لإقامتها وتشغيلها على أن تشارك فى أرباحها ولكن واقع الأمر يقول إن صالات العرض فى نظر الحكومة حتى هذه اللحظة هى من مكونات الترفيه التى يمكن أن تقام فى أحد المولات التجارية وليس هدفا فى حد ذاتها»؛ ولما كان إقامة المولات فى المحافظات ليس منتشرا حتى الآن فكان يمكن إقامة مجمعات سينمائية بالمحافظات بمساهمة حكومية عن طريق منح الأرض بأسعار زهيدة أو المشاركة بالأرض ولكن هذه الفكرة لم تخطر على بال المنظمين.
وحول الرأى القائل إن تلك الخطوة ستأتى لاحقة لذلك بعد التطور الاقتصادى قال: لا شك إن العاصمة الجديدة سيكون فيها صالات عرض ولو حتى داخل المولات؛ الأزمة فى مصر خلو معظم المحافظات من دور العرض وباقى المحافظات تتراوح فيها صالات العرض بين اثنين وخمسة دور عرض وأغلبها درجة ثانية وبالتالى تصحيح هذا الوضع رغبة من الحكومة لنشر الثقافة فى ظل إن صالات العرض مشروع استثمارى ناجح.
فهى أسهل شيء يمكن أن تقدمه الحكومة فهى ستشارك بالأرض فقط فى وقت كان يوجد فى مصر أكثر من 580 دار عرض حتى منتصف الخمسينات وهى الآن لا تزيد على 270 دار عرض مركزة فى 3 محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية.
وأكد ذلك أيضًا أيضًا المخرج محمد فاضل وقال: «لا شك إن ذلك انعكاس لمسلسل أخطاء السياسة الإعلامية والثقافية التى بدأت بإلغاء وزارة الإعلام وصولاً لعدم إعطاء أهمية لإعلام وثقافة وفن الدولة ودعمها له، فقد تعجبت جدًا لأن صناعة الفن كانت فى وقت من الأوقات تعتبر مصدر دخل مثل صناعة القطن».
لكن الناقدة الفنية خيرية البشلاوى كانت على موقف عكس ذلك فقالت: إن المؤتمر الاقتصادى لم يكن مجاله أن نعمل على صناعة السينما أو التلفزيون فهى أمور ستأتى لاحقًا بعد ذلك كنتيجة لما حدث فى المؤتمر لأنه كان مهمومًا بالإعمار والجانب الاقتصادى فى شقه الصناعة وليس شقه الفنى وبالتالى صناعة السينما ستسفيد حينما يروج الاقتصاد فالمفترض أن يتغير الواقع المصري كله ومنه الجانب الفنى فمن المؤكد استفادة المنتجين والفنانين المهمومة بحركة التطور المستقبلية فى مصر.
لكن المسألة لم تكن مطروحة لصناعة السينما وكفى الفن ما صرف العام الماضي من صرف مليار جنيه على الدراما التلفزيونية.
ولكنى أعتقد إنه يجب أن يكون هناك فيلم تسجيلي على الأقل من خلال المركز القومى للسينما لأنه لابد وأن يكون قد حصل على كم كبير جدًا من الصور لأنه حدث اقتصادى مهم جدًا خاصة وأن الرئيس السيسي أعلن إن شرم الشيخ ستكون مسرحا دائما للمؤتمرات الاقتصادية السنوية وبالتالى لابد وأن ينتبه المركز القومى للسينما، ويسجل ذلك لأنه جزء من ذاكرة مصر وجزء من التاريخ، وجزء من التطور والمستقبل فلابد من تسجيل تلك الوقائع واللحظات التاريخية فى أشكال فنية وأشكال بصرية للأجيال.
فلابد وأن يجمع حصيلة ما جرى فى هذا المؤتمر وحصيلة التطور الكبير والعناية الرهيبة التى لاقتها مدينة حدث لشرم الشيخ نفسها على المستوى الجمالي والتصميم والشكل حتى إن الرئيس السيسي قال إن شرم الشيخ العام القادم لن تكون شرم الشيخ حاليًا.
وحول حضور بعض الفنانين المؤتمر الاقتصادي بدعوة من الدولة قال: «هذا يدل على إن الجانب التسجيلي لذلك الحدث سيستفيد جدًا من ذلك لأنه توجد شهادات حية من الفنانين والممثلين الذين حضروا المؤتمر فوجودهم وجود ترويجي للمؤتمر بسبب شهرتهم الفنية لدى الناس، وأيضًا وجودهم جزء من الواقع المصري الذى لا يمكن أن يكون بعيد عن الفن فإذا كانت الصورة كلها بكل تفاصيلها موجودة فجزء من هذه التفاصيل الجانب الفنى، وبالتالى لابد من وجود رموز للصناعة الوطنية الفنية، بل إن وجودهم فائدة لهم أيضًا فقد تم تثبيتهم فى لحظة تاريخية داخل مشهد شديد الأهمية».
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com