«ألف حمد وشكر ليك يا رب.. أنا فرحان قوى ومبسوط وهاين عليّا اعمل فرح فى منطقة سيدى جابر كلها، بس اللى مكتفنى ان أهالى الشهدا التانيين لسه مخدوش حقوق ولادهم لحد دلوقتى!» بهذه الكلمات استقبل عم بدر حسونة، ابن سيدى جابر وسط الإسكندرية، والد حمادة، الذى ألقاه أحد المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين من أعلى سطح عمارة فى منطقة سيدى جابر، أثناء ثورة ٣٠ يونيو، الحكم بتنفيذ الإعدام فى قاتل ابنه محمود حسن رمضان، كأول حكم بالإعدام بعد الثورة.
قسمات وجهه تكسوها علامات الفرح والسعادة.. ونبرات النشوة تسيطر على كلامه.. ودموع الفرحة تملأ وجنتيه، ولم تفارقه لحظة واحدة.. لم يتمالك نفسه ولم يقو على مغالبة دموعه، منذ أن قلنا له: ألف مبروك وربنا يعوض عليك فى حمادة، ومثواه الجنة.
«المصرى اليوم» التقت عم بدر حسونة، والد الشهيد «حمادة»، حيث تحدثنا معه عن الحكم ورد فعله حينما علم بإعدام قاتل ابنه، وهل استراح ضميره، ومتى يقيم العزاء لابنه الشهيد؟ وإلى نص الحوار:
■ كيف علمت بحكم تنفيذ الإعدام فى محمود حسن رمضان قاتل ابنك؟
- أنا علمت من مصادر لدىَّ بتنفيذ الحكم، والحمد لله أولا وأخيراً.
■ قلت قبل تنفيذ حكم الإعدام فى محمود حسن رمضان، قاتل ابنك «حمادة»، إن أمنيتك أن تراه معلقا على حبل المشنقة، فهل حضرتَ أم لا؟
- لا والله محضرتش ومحصلش نصيب، لأن وزارة الداخلية ومصلحة السجون اعتذرتا عن تلبية طلبى بحضور تنفيذ الحكم، وقالوا لى ما ينفعش أحضر تنفيذ الحكم، وبعدين هو مكانش طلبى انا بس هو طلب أسرته كلها.
■ لكن كيف استقبلت الحكم وماذا تقول؟
- دموع الفرح والسعادة تغالبه.. أقول: ألف حمد وشكر ليك يا رب.. الحمد لله، لكن كانت أمنيتى أن أحضر تنفيذ الحكم فى قاتل ابنى وأشوفه متعلق على حبل المشنقة، وزى ما كل الـ ٩٠ مليون مواطن شافوا ابنى وهو بيتقتل وهو بينطعن وهو بيترمى من على السطوح قدام الدنيا كلها انا بقى واحد من الـ ٩٠ مليون دول، وأنا والد الشهيد كانت أمنيتى ان اشوفه وهو بيتعدم علشان ارتاح.
■ لكن هل الحكم شفى غليلك وأراح قلبك؟
- الحمد لله على كل حال، وألف حمد وشكر ليك يا رب.
■ ماذا تقول بعد الحكم؟
- طبعاً الحكم هو عدالة ربنا سبحانه وتعالى الذى أراح به قلبى وشفى غليلى.
■ وماذا عن والدته وماذا كان رد فعلها حينما سمعت بتنفيذ حكم الإعدام فى قاتل ابنها؟
- والدته لا تعلم بالحكم حتى الآن، لأنها مريضة وبتاخد علاج كتير، وماتعرفش أى حاجة، وصعب ان حد يكلمها، لأنها بتاخد مسكن ومنوم من بعد الحادث.
■ هل تعتقد أنك الآن حصلت على حق ابنك حمادة بعد الحكم، ومتى ستقيم سرادق عزاء له؟
- أنا حاسس انى أخدت حقى حالياً، وأنا فرحان قوى ومبسوط وسعيد ونفسى اعمل فرح فى منطقة سيدى جابر كلها، لكن اللى مكتفنى هو جيرانى واخواتى المصريين التانيين اللى مخدوش حق ولادهم لغاية دلوقتى.. والله هاين عليا اعمل فرح، بس مش حعمل الفرح إلا لما الشهداء الآخرين يحصلوا على حقوقهم كاملة من القتلة المجرمين ومراعاة لشعور أسرهم.
■ لكن الحكم فى حق قاتل ابنك يعطى بادرة أمل للشهداء الآخرين فى الحصول على حقوقهم، فما رأيك؟
- عقبال عادل حبارة ما يتم إعدامه وقاتلى الـ ٢٥ شهيد وبقية الشهداء الآخرين والقصاص من قاتلى شهداء الجيش والشرطة فى كل مكان فى أرض مصر، لأن دول ولادى برضه مش ابنى حمادة بس.. والحمد لله على كل حال، وأنا إنسان مؤمن بقضاء وقدر المولى سبحانه وتعالى، ولدىَّ قناعة كبيرة بأن حمادة هو عطية لى من الله أعطاها لى بعد ٧ سنوات من الزواج، وهو الآن استرد وديعته، فلله الحمد على ما أخذ، ولله الحمد على ما أعطى، بالإضافة إلى أن حكم الله فى الآخرة هو الحكم العادل.
■ قلت إنه الابن الوحيد الذى أنجبته بعد ٧ سنوات من الزواج، فماذا عن حالة والدته الآن؟
- أرجو ألا نتحدث مع والدته، فهى فى حالة يرثى لها، لكن نسأل الله لها الصبر على فقدان ابنها الوحيد، بس انا عايز اقول كلمة زى ما قولتها قبل كده ان الإخوان بقتلهم ابنى حمادة منحوه مفتاح الجنة دون أن يدروا، ويا ريت احنا نستشهد زيه كده، ولولا انى على يقين ان ربنا منحه مفتاح الجنة على يد الإخوان الإرهابيين مكنتش اقدر امسك نفسى لما بقابل حد من الإخوان فى الشوارع، كان ممكن اقتله بلا هوادة!
■ دم ابنك حمادة فى رقبة مين؟
- أنا عايش انا ووالدته ٢٠ شهر ميتين مش أحياء، لكن الحمد لله دلوقتى عادت الحياة إلينا من جديد بتنفيذ حكم الإعدام فى قاتله.
■ لكن لم تحصل على أى تعويضات مادية أو معنوية من خلال اتصالات رسمية من الدولة لمساندتك؟
- مفيش غير بتوع حقوق الإنسان وتقصى الحقائق اللى انا اعتبرهم مجرد عناوين وكيانات هلامية فقط، قائلاً ودموع الفرحة تنهمر من عينيه: «أنا ابنى أول شهيد فى ثورة ٣٠ يونيو التى صححت المسار، وقاتله أول جان يعترف بفعلته الشنيعة بالصوت والصورة، وانا مش عايز تعويضات ولا حاجة ومايلزمنيش أصلاً أى فلوس، والحمد لله انا مش محتاج لا لتعويضات ولا لأى حاجة خالص انا عايزهم يقولوا انه شهيد ثورة زى ما عمه استشهد فى حرب ١٩٧٣ وحتى الآن العائلة بالكامل تتحدث عنه وعن بطولاته.
■ ماذا تقول للرئيس عبدالفتاح السيسى بعد الحكم بإعدام قاتل ابنك؟
- أقول للرئيس السيسى: «ربنا يعينك على مسؤوليتك الكبيرة اللى انت شلتها بعد ثورة ٣٠ يونيو وصححت المسار المعوج اللى كان الإخوان حيودونا فى ستين داهية بيه وحيخلوا المصريين يهاجروا ويسيبولهم البلد لو استمروا أكتر من كده، لكن الرئيس السيسى اتكلم أكتر من مرة بعد توليه الحكم فى مصر عن الشهداء وحقوق الشهداء وانه مفيش حق أى شهيد حيضيع، بس فين حق ابنى يا سيادة الرئيس؟ أنا عايز منك بس تعتبره من الشهداء، خاصة أنه أول شهيد فى ثورة ٣٠ يونيو التى صححت المسار يا سيادة الرئيس».
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com